الأسواق تترقب محضر أحدث اجتماع للفيدرالي
الأونصة ترتفع أكثر من 110 دولارات في جلستين
قفزت أسعار الذهب بوتيرة كبيرة خلال تعاملات اليوم الأربعاء لتوسع مكاسبها التي انطلقت أمس الثلاثاء، لتتجاوز 110 دولارات في الأونصة، مع تهافت المستثمرين على أصول الملاذات الآمنة ليعوض المعدن النفيس بذلك، جانباً كبيراً من الخسائر التي مني بها على مدار ثلاث جلسات متتالية.
جاء الصعود الكبير للذهب مع تراجع الدولار بعد دخول الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الصين حيز التنفيذ، ما عزز اندفاع شهية المخاطر إلى التحول للأونصات الصفراء كملاذ آمن مع تصاعد التوتر التجاري العالمي ومخاوف الركود.
◄صعدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بحوالي 2.4% تعادل نحو 70 دولاراً في الأونصة، وصولاً إلى مستويات 3052 دولاراً، بحلول الساعة 9:00 صباحا بتوقيت غرينتش.
◄ زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم شهر يونيو بحوالي 2.6% تعادل 85 دولاراً في الأونصة وصولا إلى مستويات 3070 دولاراً للأونصة وهو أعلى مستوى منذ نهاية الأسبوع الماضي.
◄ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند نهاية تعاملات أمس 1.6% وصولا إلى مستويات 3021.90 دولاراً، بعدما هبطت إلى أدنى مستوى لها في أكثر من ثلاثة أسابيع أول أمس الاثنين.
◄سجل سعر الذهب في التعاملات الفورية أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3167.57 دولار يوم 3 أبريل، في حين تجاوز بتعاملات العقود الآجلة مستويات 3201 دولار للأونصة.
تعزز صعود الذهب مع هبوط الدولار الذي تراجع تزامناً وانخفاض المؤشر الرئيس للعملة الأميركية مقابل سلة العملات الرئيسة ما يقرب من 1%، ما جعل الذهب المسعر به أرخص بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
لكن كبح من مكاسب الذهب ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات التي بلغت أعلى مستوى لها في أكثر من شهر، بعدما زادت 4 نقاط وصولاً إلى مستويات 4.354%.
تترقب الأسواق في وقت لاحق اليوم، محضر أحدث اجتماع للسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي، وكذلك بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة غداً، وأسعار المنتجين بعد غدٍ الجمعة.
رفع ترامب الرسوم الجمركية على الواردات من الصين إلى 104% بعد فرض بكين رسوم مضادة بنسبة 34% على السلع الأميركية، واتهم الصين بالتلاعب باليوان لتعويض أثر الرسوم الجمركية.
في المقابل، رفضت الصين الرضوخ لما وصفته «الابتزاز الأميركي»، وتعهدت بالقتال حتى النهاية، مع إشارة السلطات في بكين إلى انفتاحها على التفاهم، والتفاوض مع واشنطن لتجنب الانجراف إلى حرب حمائية يخسر فيها الجميع.
تمهد حالة عدم اليقين حيال النمو العالمي والتضخم، وبوادر الركود الناجم عن الحمائية التجارية بين أكبر اقتصاديين في العام، طريقاً ناعماً لبلوغ الذهب مستويات قياسية جديدة.
أظهر رئيس الاحتياطي الفيدرالي «البنك المركزي الأميركي» جيروم باول باول موقف الانتظار والترقب بشأن الآثار التضخمية للتعريفات الجمركية يوم الجمعة، وأكد أنه ليس متعجلاً لتعديل أسعار الفائدة.
ولفت إلى أن «الفيدرالي» في وضع جيد يسمح له بانتظار المزيد من الوضوح حول هذه التطورات قبل اتخاذ أي قرارات تتعلق بالسياسة النقدية، مؤكداً على ضرورة عدم التسرع في اتخاذ خطوات قد تؤثر سلباً على الاقتصاد.
بدورها، أكدت عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ماري دالي، في بيان معد للنشر مسبقاً أمس، أن لدى البنك وقتاً للتعامل مع السياسات بخطى بطيئة ومدروسة.
قالت دالي: «السياسة النقدية لبنك الاحتياطي «الفيدرالي» الأميركي في مكان جيد جداً حالياً، ولا نملك وضوحاً كاملاً بشأن التعريفات الجمركية».
وأضافت: «من المهم أن نبقى ثابتين، وننظر إلى التأثير الصافي لمجموعة التغييرات التي تقوم بها الإدارة الأميركية، مشيرة إلى بعض القلق من احتمال عودة التضخم للارتفاع نتيجة التعريفات الجمركية».
كمت أشارت دالي في بيانها إلى أن السوق حالياً تسعّر احتمال خفض الفائدة في 7 مايو بنسبة 54%، ما يشير إلى أن الاحتياطي «الفيدرالي» الأميركي يتجه نحو لحظة حاسمة.