مشتريات البنوك المركزية تقود المعدن النفيس لأفضل أداء منذ 2010
ارتفعت أسعار الذهب، خلال تعاملات، اليوم الاثنين، لليوم الثاني على التوالي، مع أنباء عن عودة بنك الصين المركزي، أكبر مشترٍ للذهب في العالم الذي يُعرف بأنه (أكبر حوت لشراء السبائك)، تزامناً وتزايد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط؛ ما انسحب على توقعات سعر الذهب.
في الوقت ذاته ترتفع الأسعار اليوم مع ترقب المستثمرين لبيانات تضخم أميركية هذا الأسبوع، تلمساً لمؤشرات على السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي).
يعد شراء السبائك الذهبية استثماراً آمناً في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، ويزدهر في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، التي تقود إلى انخفاض الدولار الذي يعد معياراً سعرياً للمعدن الأصفر، وهو ما يعزز الإقبال على شراء الذهب من حاملي العملات الأخرى.
ارتفعت أسعار الذهب في تعاملات التسليم الفوري، اليوم بحلول الساعة الـ8:30 صباحاً بتوقيت غرينتش، بنحو 0.8% ما يعادل 18 دولاراً في الأونصة، وصولاً إلى مستويات 2650.7 دولار.
بينما زادت أسعار المعدن النفيس في تعاملات العقود الأميركية تسليم شهر فبراير 2025، بنحو 14 دولاراً في الأونصة، وصولاً إلى مستويات فوق 2673 دولاراً للأونصة.
في نهاية تعاملات الجمعة، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم فبراير 2025، بنسبة 0.4%، أو ما يعادل 11.2 دولار، لتصل إلى 2659.60 دولار للأونصة، بينما سجلت خسائر أسبوعية بنسبة 0.8% أو ما يعادل 21.4 دولار.
انتعشت أسعار الذهب مع استئناف مشتريات المصرف المركزي في بكين لدعم طلب المستثمرين الصينيين، بعد أن أوقف بنك الشعب الصيني سلسلة الشراء التي استمرت 18 شهراً في مايو الماضي، بحسب بيانات المجلس العالمي للذهب.
فيما أدت المشتريات القوية من المصارف المركزية وتخفيف السياسة النقدية والتوترات الجيوسياسية إلى دفع أسعار الذهب لارتفاعات قياسية متعددة هذا العام، ما يضع المعدن على المسار الصحيح لأفضل عام له منذ عام 2010، مع زيادة بنحو 28% حتى الآن.
بينما تلقت الأسعار دعماً إضافياً من تصاعد التوترات في سوريا، بعد ما أطاحت قوات المعارضة السورية، أمس الأحد بالرئيس بشار الأسد، وهو ما يعزز الطلب على الملاذات الآمنة للتحوط من التقلبات واتساع دائرة الصراع.
تترقب الأسواق الآن، بيانات التضخم في الولايات المتحدة، يوم الأربعاء، لتحديد حجم ومقدار التخفيضات في اجتماع «الفيدرالي» الأسبوع المقبل، وخلال العام 2025، خاصة بعد بيانات التوظيف القوية التي مهدت الطريق إلى تباطؤ في وتيرة التخفيضات.
وفقاً لأداة فيدووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي، انخفضت توقعات الأسواق الآن إلى احتمالات بنسبة 70.1% لخفض الفائدة 25 نقطة أساس هذا الشهر في اجتماع «الفيدرالي» يومي الـ17 والـ18 من ديسمبر، مقابل 74% قبل بيانات الوظائف في نهاية الأسبوع الماضي.
ويتجه المسؤولون في المركزي الأميركي صوب خفض أسعار الفائدة هذا الشهر بعد أن أظهرت بيانات أن سوق العمل الأميركية لا تزال قوية بعدما أضافت وظائف تفوق التوقعات.
وقال رئيس الاحتياطي «الفيدرالي» جيروم باول، في الأسبوع الماضي: «إن الاقتصاد الأميركي كان أقوى مما بدا عليه في سبتمبر، عندما بدأ البنك المركزي خفض أسعار الفائدة، ما يسمح لواضعي السياسات بأن يكونوا أكثر حذراً في خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر».