قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أمس، إنه لا يخطط لإقالة رئيس مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي)، وذلك مع استمرار الجدل الدائر بشأن استمرار باول حتى نهاية فترته عقب فوز ترامب في الانتخابات الأميركية.
بعد أقل من 48 ساعة على فوز ترامب، والذي تزامن مع اجتماع «الفيدرالي» خلال نوفمبر الماضي، قال رئيس «الفيدرالي» تعليقاً حول احتمال استقالته في حال طلب منه ترامب: «لن أستقيل أو أتنحى من منصبي».
خلال ظهوره في برنامج «ميت ذي بريس» (Meet the Press) على قناة NBC، سُئل ترامب عمَّ إذا كان سيحاول استبدال رئيس بنك الاحتياطي «الفيدرالي» باول، فأجاب إنه لا يخطط لإقالته.
وقال دونالد ترامب عن سبب عدم رغبته في إقالة باول «أعتقد أنني إذا طلبت من رئيس (الفيدرالي) الرحيل أو الاستقالة، فمن المحتمل أنه لن يفعل ذلك، ولكن ربما إن تركت الأمر له، فقد يرحل من تلقاء نفسه».
كما سئِل ترامب عمَّ إذا كانت لديه خطط لطلب استقالة باول، فأجاب «ليس لديَّ أي خطط»، وتمثل هذه التعليقات المرة الأولى منذ الانتخابات الرئاسية التي يدعم فيها ترامب باول علنًا.
وكان ترامب قال في يوليو الماضي إنه لن يُقيل باول إذا فاز في الانتخابات، وأكد أنه من المرجح أن يسمح لباول بإنهاء فترة ولايته كرئيس للمجلس الاحتياطي «الفيدرالي».
سبق أن هدد ترامب بإقالة باول من منصبه في مناسبات عدة بعد أن رفع البنك المركزي أسعار الفائدة في عام 2018، بل ووصفه بـ«العدو» في عام 2019.
في مارس 2020، قال ترامب في مؤتمر علني «لدي الحق في إقالة جيروم باول من منصبه كرئيس لـ(الفيدرالي)، لقد اتخذ حتى الآن الكثير من القرارات السيئة، في رأيي، ما أدى إلى هبوط الأسواق وسط الوباء».
ترامب رشح باول لشغل منصب رئيس البنك المركزي الأمريكي في نوفمبر 2017، وأشاد به حينذاك حينما خفّض أسعار الفائدة إلى الصفر لمنع الانهيار الاقتصادي.
ومع فوز الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن في انتخابات 2020، وعقب هزيمة ترامب، أعاد بايدن تعيين جيروم باول في وقت لاحق لولاية أخرى.
بحسب بيان اجتماع «الفيدرالي» خلال نوفمبر الماضي، كرر رئيس البنك باول عبارة «غير مسموح بإقالتي بموجب القانون» مرتين.
وأوضح باول، أن هناك حواجز قانونية تمنع ترامب، وأي رئيس آخر، من إقالة أو عزل رئيس بنك الاحتياطي «الفيدرالي»، ويتطلب الأمر ما يشير إليه البنك المركزي الأميركي بـالسبب.
في نهاية المطاف، قد يكون للمحكمة العليا الكلمة الأخيرة في تحديد ما يستحق إقالة رئيس بنك الاحتياطي «الفيدرالي» بسبب وجيه، ومع توقع أن تستمر هذه المعركة، لفترة طويلة، فمن المرجح أن يظل باول في منصبه حتى انتهاء ولايته.
إلى ذلك ترامب اتهم باول بأنه سياسي، وليس اقتصادياً، وقال «إن بنك الاحتياطي (الفيدرالي) فكر في خفض أسعار الفائدة ربما من أجل انتخاب الناس ودعم بايدن»
ترامب قال أيضاً إن تهديداته بإقالة رئيس «الفيدرالي»، كانت بسبب ارتفاع أسعار الفائدة بشكل كبير، لكن رئيس البنك عاد مرة أخرى للتلويح بخفض أسعار الفائدة كثيراً.
في الوقت ذاته أعلن ترامب خلال حملته، عن خطة أخرى إذا لم يتمكن من إقالة باول: وهي جعل البنك المركزي الأميركي يتشاور معه بشأن قرارات أسعار الفائدة.
في مؤتمر صحفي عقد في أغسطس حول قرارات أسعار الفائدة التي اتخذها بنك الاحتياطي «الفيدرالي»، قال ترامب: «أشعر أن الرئيس ينبغي أن يكون له رأي على الأقل في هذا الشأن».
وأضاف حينها «أشعر بذلك بقوة، لقد ربحت الكثير من المال، وحققت نجاحاً كبيراً، وأعتقد أنني أتمتع بغريزة اقتصادية أفضل في كثير من الحالات، من الأشخاص الذين قد يكونون في بنك الاحتياطي (الفيدرالي)، أو حتى رئيسه».
يذكر أن من المفترض أن يكون بنك الاحتياطي «الفيدرالي» هيئة حاكمة مستقلة خالية من التأثير السياسي، حتى لا يتخذ قرارات من شأنها أن تؤثر في نطاق خلق فرص العمل وانخفاض التضخم، وفقاً للقانون الأميركي.
لكن من غير الواضح ما إذا كان ترامب سيحتاج إلى موافقة الكونغرس لسحب استقلال بنك الاحتياطي «الفيدرالي».
في كلتا الحالتين، (سواء التدخل أو سحب الثقة) يعارض باول الفكرة، حيث قال بيان السياسة النقدية في اجتماع سبتمبر «البنوك المركزية المستقلة عادة ما يكون لديها معدلات تضخم أقل، وآمل وأعتقد بقوة أنه سيستمر».