بعد خيبة أمل المستثمرين عقب اجتماع لجنة الإصلاح والتنمية الصينية (منتصف الأسبوع الجاري)، والذي أسفر عن تحفيز لم يرق إلى تطلعات وطموح المستثمرين، أعلن البنك المركزي الصيني اليوم الخميس، أنه قرر إنشاء آلية جديدة لمقايضة الأوراق المالية، بحجم أولي يبلغ 500 مليار يوان (70.6 مليار دولار) من أجل دعم سوق رأس المال.
ويسعى البنك المركزي الصيني في محاولة جديدة من المسؤولين في بكين إلى تصحيح خطأ نتائج اجتماع المكتب الأعلى للإصلاح والتنمية الاقتصادية في الصين (الثلاثاء الماضي)، حيث أطلق تلك الآلية التي من شأنها السماح لشركات الأوراق المالية والصناديق بالحصول على قروض لشراء الأسهم.
يذكر أن القانون الصيني يمنع بنك الشعب الصيني (المركزي) من الإقراض مباشرة للمؤسسات المالية غير المصرفية؛ ما يعني أن آلية المبادلة لا يمكنها إلا أن تعزز قدرة هذه المؤسسات على شراء الأسهم فقط دون تقديم أموال مباشرة لها.
يعد إطلاق الآلية الجديدة التي بقيمة نحو 70.6 مليار دولار جزءاً من حزمة تحفيز أوسع نطاقاً قدمها محافظ بنك الشعب الصيني بان جونغ شنغ لإحياء اقتصاد البلاد المتعثر أواخر الشهر الماضي.
لتوضيح آلية التحفيز الجديدة، قال بان وفق بيان المركزي الصيني: «تسهيل المبادلة من شأنه أن يعزز بشكل كبير قدرة هذه المؤسسات على جمع الأموال وزيادة حيازاتها من الأسهم».
وفي البيان الذي صدر اليوم، قال بنك الشعب الصيني: «إن الوسطاء وشركات التأمين المؤهلة يمكنهم الآن رهن أصول مثل السندات وصناديق الاستثمار المتداولة في البورصة وأسهم الشركات المدرجة في مؤشر CSI 300 للحصول على أصول سائلة مثل سندات الخزانة من البنك المركزي».
في إشارة إلى سرعة تفعيل آلية التبادل، قال بيان البنك المركزي: «تقبل الآن الطلبات التبادل من الشركات والصناديق، وقد نعمل على توسيع مساحة تلك الآلية في المستقبل في إشارة إلى ضخ سيولة إضافية».
كما يمكن للوسطاء وشركات التأمين المؤهلين رهن أصول مثل السندات للحصول على سيولة (اسمية) لشراء أسهم الشركات المدرجة في مؤشر CSI 300.
نهاية الشهر الماضي أعلن محافظ «المركزي الصيني» عن حزمة التحفيز التي تضمنت أيضا تدابير تهدف إلى تشجيع المزيد من عمليات شراء المنازل والإنفاق الاستهلاكي، وخفض الفائدة وخفض الاحتياطي الإلزامي.
وتفاجأت الأسواق يوم الثلاثاء، بانتكاسة غير متوقعة لخطة التحفيز الصينية التي وصفها بنك الصين المركزي بالأكبر منذ الجائحة، وهو ما قلص من ارتفاع المؤشرات الصينية عند الإغلاق، بينما أصاب أسواقا أخرى في آسيا وأوروبا وسوق السلع بخيبة أمل.
في محاولة لطمأنة المستثمرين، أعلنت الحكومة أمس الأربعاء أن وزارة المالية ستعقد مؤتمراً صحفياً يوم السبت للكشف عن سياسات جديدة تهدف إلى دعم الاقتصاد.