هبوط جماعي.. بيانات التضخم الألماني تصدم أسواق أوروبا

انخفضت جميع المؤشرات الأوروبية، اليوم الأربعاء، عقب صدور بيانات تضخم من أكبر اقتصادات القارة العجوز، التي أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين لتربك حسابات صناع السياسة النقدية في منطقة اليورو، وسط توقعات واسعة النطاق بأن يبدأ البنك حقبة جديدة من التيسير النقدي للبنوك المركزية العالمية الكبرى، في اجتماع يونيو المقبل.

وكانت الأسواق تترقب بيانات التضخم الألمانية المقرر صدورها اليوم الأربعاء وبيانات منطقة اليورو الأوسع يوم الجمعة للتأكد من الخفض المتوقع لأسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل وكذلك الحصول على مؤشرات على مدى السرعة التي يمكن أن يقدم بها البنك على قرار خفض لاحق.

يأتي ذلك بينما تتوالى الإشارات بشأن قرب تحول السياسة النقدية للبنك المركزي الاوروبي حيث أكد أعضاء البنك أن اجتماع يونيو المقبل قد يشهد أول خفض لأسعار الفائدة بعد ارتفاعها لذروة 21 عاما.

بيانات صادمة

أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الألماني اليوم الأربعاء ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين (سنويا) إلى 2.5% مقابل 2.3% خلال نفس الفترة من العام الماضي.

وارتفع التضخم الشهري في ساكسونيا، ألمانيا بنسبة 1% مقابل 0.6%، وارتفع التضخم السنوي في ساكسونيا، ألمانيا إلى 3.1% مقابل 2.7%، وارتفع التضخم الشهري في براندنبورغ، ألمانيا إلى 3% مقابل 0.6%.

اقرأ أيضاً- الدولار يقلب الطاولة.. والذهب يهبط متخلياً عن كافة مكاسبه الصباحية

الأسواق الآن

تراجع مؤشر يورو ستوكس 600 الأوسع نطاقا باكثر من 3 نقاط أو ما يعادل 0.6% نزولا إلى مستويات 515.8 نقطة.

وانخفض مؤشر كاك 40 الفرنسي بحوالي 1% إلى مستويات 7982 نقطة، وتراجع مؤشر داكس الألماني 0.6% أو ما يعادل 110 نقطة.

وانخفض مؤشر فوتسي 100 البريطاني بأكثر من 0.3% او ما يعادل 25 نقطة وتراجع مؤشر أيبكس الإسباني 0.6% وانخفض مؤشر فوتسي إم أي بي الإيطالي 1%.

6 يونيو

وبينما تترقب الأسواق العالمية نهاية حقبة من التشديد النقدي والفائدة المرتفعة، قال صانع السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي يواكيم ناجل نهاية الأسبوع الماضي: "الاحتمال يتزايد بأن تشهد الأسواق أول خفض لسعر الفائدة في منطقة اليورو".

وتتجه الأنظار عن كثب صوب المركزي المركزي الأوروبي الذي يعتقد على نطاق واسع أن يكون صاحب الخطوة الأولى، وبحسب تصريحات أول خفض لأسعار الفائدة في نحو ثلاث سنوات، وذلك يوم 6 يونيو المقبل.

وقالت عضو البنك المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل" من المرجح أن يتم بدء دورة خفض أسعار الفائدة باجتماع يونيو، إلا أن اتخاذ القرار لن يتم حتى يوم اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي".

وأكدت شنابل أنها ستكون حذرة بشأن خفض أسعار الفائدة بوتيرة متسارعة، حيث إن بعض مكونات التضخم أظهرت مدى مقاومتها للانخفاض، خصوصا قطاع الخدمات.

اقرأ أيضاً- اليوان يهبط أمام الدولار لقاع 6 أشهر.. هل عادت الصين لخفض عملتها؟

الحذر بعد الخفض

وخلال اجتماع كبار المسؤولين الماليين في مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، قال محافظ البنك المركزي الألماني وصانع السياسة النقدية الأوروبي يواكيم ناجل: "يجب متابعة البيانات بحذر بعد أو خفض للفائدة في يونيو".

وأضاف يواكيم ناجل: "يجب الحذر من خفض الفائدة فيما بعد يونيو، وربما الانتظار إلى سبتمبر لإجراء خفض آخر او العدول عن التخفيضات إذا اقتضت الحاجة ذلك".

وتابع ناجل: "يجب على المركزي الأوروبي مراقبة بيانات التضخم العام والأساسي فيما بعد شهر يونيو".

وقال عضو البنك المركزي الأوروبي ومحافظ البنك الاتحادي الألماني يواكيم ناجل: "خفض أسعار الفائدة باجتماع يونيو لا يعني أن المركزي الأوروبي سيخفض الفائدة بالاجتماعات اللاحقة".

تحذير من التعجل

وفي غضون ذلك، حذرت عضو البنك المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل من التعجل في تغيير السياسة النقدية للبنك قبل الأوان، والاعتماد على بيانات مؤقتة دون التأكد من أن التضخم يسير في اتجاه هدف البنك.

وفي تصريحات معدة للنشر مسبقا ذكرت إيزابيل شنابل، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي:"المركزي الأوروبي قد يخفض أسعار الفائدة في شهر يونيو المقبل".

اقرا أيضاً- ثقة الأسر اليابانية تتهاوى مع التدهور التاريخي للعملة

وفي الوقت ذاته قالت شنابل: "يجب على صانعي السياسات النظر بعناية شديدة في البيانات الاقتصادية لأن هناك خطر التيسير قبل الأوان".

وأكدت شنابل أن صانعي السياسة النقدية لا يمكنهم الالتزام مسبقا بأي مسار سعر فائدة معين بسبب عدم اليقين المرتفع للغاية، حيث أكدت البيانات الاقتصادية الأخيرة أن الميل في مكافحة التضخم هو الأكثر صعوبة.

أمر محتمل

وفي غضون ذلك قال أولى رين، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي: "من المتوقع أن يخفض المركزي الأوروبي أسعار الفائدة، إذا استمرت الثقة في أن التضخم يقترب من هدفه البالغ 2% بطريقة مستدامة في تعزيزها".

فيما أشار عضو المركزي الأوروبي ماديس مولر إلى أن خفض أسعار الفائدة من قبل المركزي الأوروبي في اجتماع يونيو المقبل أمر محتمل جدا، لكن تحركات البنك بعد ذلك ستكون أكثر تعقيدا.

وفي الوقت ذاته، قال عضو المركزي الأوروبي ومحافظ البنك الوطني البلجيكي، بيير وونش: "أول تخفيضين لأسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 25 نقطة أساس أمر منتهي، وهذا هو الجزء السهل، ولكن الخفض سيكون أبطأ مقارنة بتخفيف الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لسياسته النقدية".

وأوصى وونش بضرورة المضي قدما بشكل تدريجي وليس بسرعة كبيرة فيما يتعلق بخفض الفائدة، كما أكد على أهمية الامتناع عن التزام البنك المركزي الأوروبي بأسعار الفائدة في اجتماع يونيو.