ومع كسر الين لمستويات الدعم الرئيسية والتاريخية عند 150 ينا للدولار، عاد بنك اليابان المركزي للتدخل في سوق الصرف والسندات حيث تزامن هبوط الين مع ارتفاع عوائد السندات.
ارتباك المضاربين بعد إعطاء أكبر مسؤول عن العملة في وزارة المالية أحد أقوى التحذيرات حتى الآن.تسويوشي أوينو
ومع تزايد تدخلات بنك اليابان غير المعدة مسبقا في أسواق السندات والصرف تحصل الأسواق على إشارات قوية بشأن عمق الأزمة التي يعانيها اقتصاد اليابان.
وما يعمق الأزمة التناقضات في الجهود التي تبذلها اليابان لحماية الين وفي الوقت ذاته، تسعى لإبطاء وتيرة ارتفاع عائدات السندات.
ومع إيقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، فإن الإجراء الذي حدث في طوكيو أمس الأربعاء يسلط الضوء على التحدي الهائل الذي تواجهه اليابان.
وأكد ماساتو كاندا، كبير مسؤولي العملة في وزارة مالية اليابان منذ قليل أن السلطات على أهبة الاستعداد للتدخل في سوق الصرف.
وفي الوقت ذاته، كرر كبير مسؤولي العملة في وزارة مالية اليابان التأكيد على عدم السماح باتساع تقلبات سوق الصرف وهبوط الين.
وفي غضون ذلك، أشار تسويوشي أوينو، كبير الاقتصاديين في معهد أبحاث NLI، إلى أن ارتباك المضاربين بعد إعطاء أكبر مسؤول عن العملة في وزارة المالية أحد أقوى التحذيرات حتى الآن.
ولفت كبير الاقتصاديين في معهد أبحاث NLI إلى أن السلطات مستعدة للتدخل في سوق الصرف الأجنبي لوقف انخفاض الين.
ولفت تسويوشي أوينو إلى أن بنك اليابان يستعد للخوض في سوق الديون لإبطاء سرعة ارتفاع العائد على السندات لأجل 10 سنوات بعد وصولها إلى نحو 1%.
مشتريات بنك اليابان غير المجدولة من السندات مثيرة للقلق.كيسوكي تسوروتا
بينما أكد كيسوكي تسوروتا، كبير استراتيجيي الدخل الثابت في مورغان ستانلي للأوراق المالية أن مشتريات بنك اليابان غير المجدولة من السندات مثيرة للقلق.
ولفت كبير استراتيجيي الدخل الثابت في مورغان ستانلي إلى أن المشتريات جاءت بعد 24 ساعة فقط من قيام البنك المركزي بإزالة الحد الأقصى البالغ 1% على هذه العائدات.
وأوضح كيسوكي تسوروتا أن تلك الخطوة من شأنها تهديد جهود البنك في دعم الين، الذي يتأثر بالفجوة الواسعة بين أسعار الفائدة في اليابان والولايات المتحدة.
وقال كيسوكي تسوروتا، كبير استراتيجيي الدخل الثابت في مورغان ستانلي : "على الرغم من أن بنك اليابان اتخذ إجراءات لتثبيط ارتفاع العائدات، فمن المحتمل أن يظل داعمًا للين الضعيف".
ولفت تسوروتا إلى أن عملية الشراء غير المجدولة هذه المرة جاءت بمثابة خطوة استباقية قبل مزاد السندات لأجل 10 سنوات الذي يتم مراقبته عن كثب، اليوم الخميس.
وقال شوسوكي يامادا، رئيس استراتيجية العملة في بنك أوف أميركا أن المسؤولين في طوكيو لا يمتلكون ضمانات كافية لضبط السوق.
وأشار رئيس استراتيجية العملة في بنك أوف أميركا إلى أن بنك اليابان يفتقر إلى ضمانات تحقيق تضخم مستدام بنسبة 2%.
وقال يامادا: "لذلك يجب على بنك اليابان الحفاظ على سياسة نقدية متساهلة إلى حد ما".
ولفت يامادا إلى أن وزارة المالية، في اليابان تنظر في التقلبات ومستويات تداول العملات الأجنبية وتسعى بقوة لحماية الين الضعيف.
السلطات تراقب التقلبات ومستويات تداول العملات الأجنبية وتسعى بقوة لحماية الين الضعيف.شوسوكي يامادا
ورغم ارتفاع الين ليومين على التوالي بعد الزيادة، أمس الأربعاء 0.5% واليوم الخميس 0.3% مبتعدًا عن مستويات 151 ينا للدولار إلا أنه لا يزال على مرمى البصر من أدنى مستوى له منذ 33 عامًا والذي سجله العام الماضي.
وفي الوقت ذاته، لا يزال عائد السندات لأجل 10 سنوات مرتفعا اليوم إلا أنه جاء أقل بمقدار 1.5 نقطة أساس فقط عند أعلى مستوى له في منذ 2020.
وفي غضون ذلك، تراقب الأسواق مزاد الديون لأجل 10 سنوات المقرر في وقت لاحق من اليوم الخميس.
وقال تسويوشي أوينو، كبير الاقتصاديين في معهد أبحاث NLI: "تصرفات وزارة المالية وبنك اليابان غير متزامنة، يجب أن يتحلى كلاهما بالصبر."
ويراهن المضاربون في كلا السوقين ( السندات والعملات) على أن صناع السياسات في اليابان لن يتمكنوا من الحفاظ على توازنهم، وفقًا لأوينو.
ولفت أوينو إلى الانخفاض المفرط في قيمة الين قد يؤدي إلى تفاقم التضخم في اليابان، جزئياً من خلال دفع أسعار الواردات إلى الارتفاع، في حين قد يؤدي ارتفاع العائدات إلى إعاقة تعافي اليابان قبل الأوان.
الانخفاض المفرط في قيمة الين قد يؤدي إلى تفاقم التضخم في اليابان.تسويوشي أوينو
ولفت شوسوكي يامادا، رئيس استراتيجية العملة في بنك أوف أميركا إلى أن تدخل بنك اليابان المفاجئ جاء في أعقاب أكبر انخفاض للين في يوم واحد منذ أبريل.
ولفت يامادا إلى أن التعديل المخيب للآمال الذي أجراه بنك اليابان للحد الأقصى لعوائد السندات أربك الأسواق حيث جاء بعيدا عن السياسة شديدة التساهل.
ومن ناحية أخرى، ارتفع مؤشر توبكس في سوق الأسهم اليابانية بأكبر قدر منذ أكثر من عام بسبب الرياح الخلفية للأسهم مع انخفاض تكاليف الاقتراض وضعف الين.