تراجع الين إلى قرب مستوى 157 للدولار، مقتربا من القاع التاريخي دون مستويات الـ 160 يناً للدولار، بعدما كانت تسير العملة اليابانية نحو تحقيق أول مكسب شهري لعام 2024، إذ تلقت سوق الفوركس بيانات تضخم متضاربة للغاية من شأنها زيادة موقف بنك اليابان المركزي تعقيداً وإرباكاً.
وصدرت اليوم الثلاثاء بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي الصادر عن البنك المركزي الياباني، والتي كشفت عن تباطؤ معدلات التضخم ونزولها دون مستهدفات البنك المركزي عند 2%، في إشارة إلى تباطؤ الطلب المحلي وانكماش الاقتصاد.
البنك المركزي الياباني يواجه تحديات صعبة، وبنك اليابان سيتحرك بحذر على غرار البنوك المركزية الأخرى حول أهداف التضخممحافظ بنك اليابان كازو أويدا
الين اليوم
تراجع الين الين الياباني خلال تعاملات اليوم الثلاثاء إلى قرب مستوى 157 للدولار، وبلغ في أحدث تداول 156.9 للدولار، متجها صوب القاع التاريخي عند مستويات 160 ينا للدولار وهى المستويات التي تدخل عندها المركزي الياباني لدعم العملة.
وفي الأسبوع قبل الماضي نزل الين مقابل الدولار إلى مستويات 160.1 للدولار؛ ما دفع المركزي الياباني لضخ سيولة مفاجئة بنحو 60 مليار دولار لشراء العملة، وهو ما انسحب على تعاملات سوق الفوركس ليصعد الين أمام الدولار إلى مستويات 153 ينا للدولار.
اقرا أيضاً- رهان العملات ينقلب.. الدولار يهبط لأدنى مستوى في شهرين
بيانات إيجابية
وأظهرت بيانات بنك اليابان المركزي اليوم الثلاثاء تباطؤ التضخم الأساس بأكثر من توقعات الأسواق، ليتراجع إلى أدنى مستوياته منذ يونيو 2022 حينما كان عند مستويات 1.6%.
وتباطأ مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي الصادر عن البنك المركزي الياباني على أساس سنوي في مايو إلى 1.8%، مقابل توقعات باستقراره عند مستويات 2.2% ومقابل المستويات ذاتها في مايو 2023.
ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت اليابان قد تغلبت على القاعدة الانكماشية للاقتصاد أم لانائب محافظ بنك اليابان شينيتشي أوشيدا
بيانات سلبية
ومقابل البيانات الإيجابية للتضخم الأساسي جاءت بيانات مؤشر أسعار خدمات الشركات سلبية للغاية بعد ارتفاع تضخم أسعار خدمات الشركات، وهو ما يزيد احتمالية انتقال التكاليف المرتفعة إلى المستهلك.
وزادت أحدث قراءة لمؤشر أسعار خدمات الشركات إلى أعلى مستوياتها منذ أبريل 2015 وفقا للبيانات الإحصائية الصادرة عن بنك اليابان المركزي اليوم الثلاثاء.
وارتفع تضخم مؤشر أسعار خدمات الشركات إلى 2.8%، متجاوزا التوقعات التي رجحت تسجيل 2.3%، ومتخطيا قراءة مايو 2023 التي سجل خلالها 2.3%.
اقرا أيضاً- التضخم يدفع الين لقاع عام 1990.. ويُعقد موقف بنك اليابان
صعبة للغاية
وقال محافظ بنك اليابان كازو أويدا، منذ ساعات: "إن البنك المركزي الياباني يواجه تحديات صعبة، وإن بنك اليابان سيتحرك بحذر على غرار البنوك المركزية الأخرى حول أهداف التضخم".
وخلال مؤتمر صحفي أوضح أويدا أن بنك اليابان أحرز تقدما بشأن رفع توقعات التضخم، لكن يجب الآن إعادة تثبيت التضخم هذه المرة عند هدف بنك اليابان البالغ 2%.
وقال محافظ بنك اليابان: "في حين أن العديد من التحديات التي نواجهها مشابهة لتلك التي يواجهها نظرائنا، فإن بعضها صعب للغاية بالنسبة لنا".
وأضاف أويدا: "عدم وجود تحركات كبيرة في أسعار الفائدة يمثل عقبة كبيرة في تقييم استجابة الاقتصاد للتغيرات في أسعار الفائدة، بينما من المتوقع أن تقدم أسعار الفائدة الحقيقية المنخفضة دعما للتضخم والاقتصاد في المستقبل".
في حين أن العديد من التحديات التي نواجهها مشابهة لتلك التي يواجهها نظراؤنا، فإن بعضها صعب للغاية بالنسبة لنامحافظ بنك اليابان كازو أويدا
ليس واضحا
وفي الوقت ذاته قال نائب محافظ بنك اليابان شينيتشي أوشيدا في المؤتمر: "ليس واضحا هل تغلبنا على التضخم الانكماشي أم لا، ولا يزال أمام بنك اليابان تحد كبير لتثبيت توقعات التضخم عند 2%، ونهاية معركتنا تلوح في الأفق".
وأضاف أوشيدا: "استطاعت اليابان أن تتجاوز الحد الأدنى الصفري للنمو الاقتصادي، إذ أن الأمر المختلف هذه المرة هو أن الاقتصاد استطاع تجاوز الركود وبدأ في إظهار علامات واضحة على التحسن".
وتابع أوشيدا: "عدنا إلى إطار السياسة النقدية التقليدية، بهدف تحقيق استقرار الأسعار بنسبة 2% من خلال تعديلات أسعار الفائدة قصيرة الأجل، وهو ما يعني أننا تجاوزنا الحد الأدنى الصفري"
وقال أوشيدا: "ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت اليابان قد تغلبت على القاعدة الانكماشية للاقتصاد أم لا، إذ أدى ارتفاع تكاليف القائمة، إلى جانب التضخم المعتدل، إلى إبطاء وتيرة التعديلات في أسعار الفائدة".
