logo
بورصات عالمية

الهبوط الناعم في خطر.. "الفيدرالي" قد يُعيد حساباته

الهبوط الناعم في خطر.. "الفيدرالي" قد يُعيد حساباته
تاريخ النشر:3 فبراير 2024, 04:47 ص
ترجل مؤشر الدولار الأميركي عن ارتفاعاته التي نجح في تسجيلها خلال تعاملات أمس الخميس التي جاءت على خلفية تصريحات رئيس الفيدرالي الأميركي التي أرجأ فيها خفض أسعار الفائدة إلى ما بعد اجتماعات مارس المقبل، بيد أن تلك الارتفاعات سرعان ما توارت عندما اتجهت الأنظار لبيانات الوظائف في القطاع الخاص الأميركي، والتي ربما تدفع الفيدرالي إلى مراجعة حساباته بشأن موعد خفض الفائدة.

وتترقب الأسواق بيانات التوظيف بالقطاع الخاص التي من المرجح أن توضح كثيرًا مدى تأثر سوق العمل بمعدلات الفائدة المرتفعة وكذلك مدى نجاح بنك احتياطي الفيدرالي في تحقيق الهبوط الناعم.

تواصل بيانات سوق العمل الأميركي تضررها خلال شهر يناير الماضي بسبب تأثرها بوتيرة الفائدة المرتفعة
إس أند بي غلوبال
توقعات سلبية

وقبل صدور البيانات، نزل مؤشر الدولار الأميركي إلى أدنى مستوياته في أكثر من أسبوعين مع توقعات أن يفقد القطاع الخاص حوالي 9 آلاف وظيفة.

وتسير التوقعات إلى مدى تضرر سوق التوظيف والشركات في عملية التوظيف وهو ما قد يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى إعادة صياغة حساباته بشأن موعد خفض الفائدة.

اقرأ أيضًا- "آلات" من الألف للياء.. لاعب سعودي بصناعة الرقائق
الدولار الآن

وفي التعاملات الحالية نزل مؤشر الدولار دون مستويات الـ 103 نقطة إلى مستويات 102.9 نقطة مقابل سلة من العملات الرئيسة.

وفي المقابل من تراجع الدولار لا يزال العائد على سندات الخزانة الأميركية مرتفعًا بحوالي 0.007 نقطة وصولا إلى مستويات 3.9%.

بيانات مرتقبة

وفي غضون ذلك تترقب الأسواق بيانات التوظيف والتي من من المنتظر أن يكون لها تأثير قوي وواضح بتحركات الدولار الأميركي.

يأتي ذلك خاصة بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على الفائدة دون تغيير، والتلميح بأنه لن يقوم بخفض الفائدة خلال اجتماع مارس المقبل، وهو ما قدم دعما قويا لمؤشر الدولار.

ويسعى الفيدرالي الأميركي إلى تحقيق معادلة الهبوط الناعم عبر سوق عمل ضيق لخفض قدرة الإنفاق لدى المستهلكين وبالتالي تحجيم معدلات التضخم.

من المحتمل بدء خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة بشهر مايو
جي بي مورغان
عوامل إيجابية

ورغم ان التوقعات تصب في صالح خفض الفائدة إلا ان بيانات سوق العمل التي جاءت أعلى من التوقعات عززت فكرة أن يبقى الفيدرالي على معدلات الفائدة مقيدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول.

وشهدت بيانات سوق العمل الأميركي أداء إيجابيا خلال شهر ديسمبر الماضي، حيث أضاف الاقتصاد نحو 216 ألف وظيفة.

بينما استقرت مستويات البطالة عند مستوى  3.7%، بينما كان المتوقع أن ترتفع إلى مستوى 3.8% في نفس الفترة، وكذلك سجلت الأجور نموا بنسبة 0.4% على أساس شهري خلال ديسمبر الماضي.

جاء ذلك بأفضل من توقعات أسواق العملات بأن تنمو بنسبة 0.3% خلال نفس الفترة.

وهذه البيانات كان لها تأثير إيجابي واضح على تحركات الدولار أمام العملات الأخرى، لأنها عززت التوقعات بأن الفيدرالي سيبقي على السياسة النقدية التشديدية لفترة مطولة.

اقرأ أيضًا- الذهب يتحسس الطريق لقمم تاريخية والأسعار تتضارب
توقعات الفائدة

وبعدما قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة عند 5.5% للاجتماع الخامس على التوالي، أوضح بنك جي بي مورغان بأنه من المتوقع وأن يقوم الفيدرالي الأميركي بخفض الفائدة للمرة الأولى باجتماع يونيو المقبل.

وأبقى جي بي مورغان احتمالية بدء خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة بشهر مايو على الطاولة، حيث من المحتمل أن يعتدل التضخم وسوق التوظيف في الولايات المتحدة بوتيرة واضحة،.

ولفت جي بي مورغان إلى أن هذا قد يدفع الفيدرالي لخفض الفائدة في مايو، وذلك استنادا إلى تعليقات محافظ البنك المركزي جيروم باول الأخيرة.

قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بوتيرة أقوى مما هو متوقع
جي بي مورغان
عدد التخفيضات

وعن حجم تخفيضات سعر الفائدة توقع جي بي مورغان أن يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة بوتيرة أقوى مما هو متوقع.

وأرجع جي بي مورغان ذلك نتيجة لاحتمالية أن ترتفع سندات الخزانة قصيرة الأجل في إشارة لتباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا- صندوق النقد: الحرب والتوترات تكبد مصر مليارات الدولارات
سوق العمل

من المتوقع وفقًا لبيانات ستاندرد اند بورز غلوبال أن تواصل بيانات سوق العمل الأميركي تضررها خلال شهر يناير الماضي بسبب تأثرها من وتيرة الفائدة المرتفعة.

وتشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الأميركي قد يضيف حوالي 180 ألف وظيفة، وفقًا لبيانات ستاندرد آند بورز غلوبال.

بينما تشير التوقعات إلى نمو الأجور بنسبة 0.3% على أساس شهري خلال نفس الفترة، وأن يستقر نمو الأجور على أساس سنوي عند مستوى 4.1%،.

ومن المرجح وفقًا لبيانات ستاندرد اند بورز غلوبال أن ترتفع البطالة الأميركية نحو مستوى 3.8% خلال نفس الفترة.

تسعير الفائدة

وعقب تصريحات جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، أصبحت الأسواق تسعر بنسبة 70% أن يبقي الفيدرالي على سعر الفائدة في اجتماع مارس.

ووفقاً لأداة تتبع أسعار الفائدة الفيدرالية الصادرة عن مجموعة CME، فييد ووتش انخفضت نسبة المراهنين على خفض الفائدة في اجتماع مارس المقبل.

ويتوقع المتداولون تخفيض أسعار الفائدة الفيدرالية بنحو 130 نقطة أساس لعام 2024، بانخفاض عن الرهانات التي تزيد على 160 نقطة أساس في نهاية عام 2023.

وقال جيروم باول رئيس الفيدرالي في اجتماع البنك أمس الأربعاء: "نعتقد أنه إذا مضت الأوضاع الاقتصادية كما هو متوقع، فقد يتجه إلى خفض الفائدة في وقت ما هذا العام".

نعتقد أنه إذا مضت الأوضاع الاقتصادية كما هو متوقع، فقد يتجه إلى خفض الفائدة في وقت ما هذا العام
جيروم باول
موقف الفيدرالي

ويرى كبير المحللين في سيتي إندكس، مات سيمبسون أن المتعاملين أصبحوا أكثر تشاؤما حيال موقف الاحتياطي الفيدرالي الذي يبدو أنه يتجه لتعليق أسعار الفائدة مرتفعة لبعض الوقت.

ولفت سيمبسون إلى أن تصريحات رئيس الفيدرالي منحت الدولار دعمًا قويًا بعدما كانت الأسواق تراهن على تحول وشيك في السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي.

هناك احتمالية بأن يتحلى الفيدرالي الأميركي بالصبر حيال سياسته النقدية لوقت أطول

التحلي بالصبر

وأشار خبراء بنك (ING) إلى أن هناك احتمالية بأن يتحلى الفيدرالي الأميركي بالصبر حيال سياسته النقدية لوقت أطول.

ولفت خبراء بنك (ING) إلى أن إبقاء أسعار الفائدة كما هي دون تغيير، هو الأمر الذي قد يدفع مؤشر الدولار الأميركي إلى التداول نحو الحد العلوي لنطاق 103.00-104.00 نقطة.

اقرأ أيضًا- بعد انتكاسة مفاجئة.. النفط يتعافى من شائعات زائفة
logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC