وفي غضون ذلك تتعرض الأسهم في آسيا لخسائر حادة لليوم الرابع على التوالي، مع تدفق مزيد من الأنباء والبيانات الصينية شديدة القتامة.
وفي الوقت ذاته صدرت اليوم بيانات مؤشر أسعار المنازل في الصين، والتي كشفت عن تباطؤ بأعلى من التوقعات، في إشارة إلى عدم نجاح محاولات التحفيز في انعاش الاقتصاد، بينما ألقت تحذيرات جي بي مورغان، من أزمة كانتري غاردن مزيدًا من القتامة على أزمة العقار الصيني.
التدهور في آفاق سوق الإسكان يميل إلى زيادة العبء على الاقتصاد الصينيجي بي مورغان
هوت أسهم مؤشر آسيا داو الرئيسي، بأكثر من 1.88% بعدما فقدت 65 نقطة إلى مستويات 3389 نقطة.
بينما انخفض مؤشر نيكاي 225 الرئيس في اليابان بحوالي 1.5%، أو ما يعادل 472 نقطة نزولا إلى مستويات 31766 نقطة.
وتراجع مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ بنسبة 1.4%، أو ما يعادل 252 نقطة، نزولًا إلى مستويات 18329 نقطة.
وتراجع مؤشر شنغهاي الرئيسي في الصين بأكثر من 0.8%، أو ما يعادل 26 نقطة إلى مستويات 3150 نقطة.
وانخفض مؤشر سنغافورة بنسبة 0.6%، أو ما يعادل 20 نقطة نزولًا إلى مستويات 3213 نقطة.
كشفت بيانات رسمية أصدرتها الهيئة الوطنية للإحصاء الصينية، اليوم الأربعاء، أن الصين سجلت أقل نمو على أساس شهري في أسعار المساكن في يوليو الماضي.
وفي يوليو، شهدت 20 مدينة من بين 70 مدينة كبيرة ومتوسطة الحجم، نموا على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، بانخفاض عن عدد المدن المسجل في يونيو الماضي، والبالغ 31 مدينة.
وسجلت 6 مدن ارتفاعا في أسعار المنازل المعاد بيعها، بانخفاض عن 7 مدن في شهر يونيو.
تعثر كانتري غاردن من المرجح أن يزيد من تآكل ثقة السوق ومخاطر الانهيار عبر أجزاء من القطاع المالي في الصينجي بي مورغان
وظلت أسعار المنازل الجديدة في 4 مدن من الدرجة الأولى - بكين وشانغهاي وقوانغتشو وشنتشن - ثابتة في يوليو للشهر الثاني على التوالي.
وفي 31 مدينة من الدرجة الثانية، انخفضت أسعار المنازل الجديدة بنسبة بلغت 0.2% مقارنة مع شهر يونيو، في حين انخفضت أسعار المساكن الجديدة في 35 مدينة، من الدرجة الثالثة بنسبة 0.3%.
وسلط جي بي مورغان الضوء على مشاكل العقارات في الصين، حيث أشار الاقتصاديون بالبنك إلى ان التدهور في آفاق سوق الإسكان يميل إلى زيادة العبء على الاقتصاد.
وأشار خبراء جي بي مورغان إلى اشتعال المخاوف بشأن فقدان شركة Country Garden المطور العملاق للقدرة على سداد السندات المستحقة.
ولفت خبراء جي بي مورغان إلى أن هذه الخطوة من المرجح أن تزيد من تآكل ثقة السوق، وتزيد من مخاطر الانهيار عبر أجزاء من القطاع المالي في الصين.
وكانت قد تزايدت المخاوف من تعثر الشركات العقارية الصينية في تسديد ديونها، ومن انعكاساتها المحتملة على الاقتصادين الصيني والعالمي.
وتواجه الشركات العقارية في الصين أيضاً صعوبات في تمويل مشاريعها، حيث يزداد ضيق الائتمان وتقلص القروض المتاحة من البنوك.
سقوط أسهم العقار الصينية أثار المخاوف من أزمة عقار جديدة، تلوح في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، على غرار إيفرغراندسوزانا كروز
وأشارت سوزانا كروز ، الخبيرة الإستراتيجية في Liberum Capital إلى أن اتساع خسائر الأسهم العالمية، يأتي في ظل تنامي المخاوف بشأن الاقتصاد الصيني.
ولفتت الخبيرة الإستراتيجية في Liberum Capital إلى التأثير السلبي لسقوط أسهم العقار الصينية، والذي أثار المخاوف من أزمة عقار جديدة تلوح في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، على غرار إيفرغراند.
اقرأ أيضًا- تحول سريع.. الدولار يفقد السيطرة قبل محضر الفيدرالي
وأضافت الخبيرة الإستراتيجية في Liberum Capital: "على الرغم من أن صانعي السياسة يتطلعون بحق إلى منع الانهيار في الصين، إلا أننا نعتقد أن مشاكل قطاع العقارات هي انعكاس للانكماش الهيكلي الذي سيشكل الاقتصاد الصيني لسنوات قادمة".
وتابعت كروز: "على أي حال سيكون للضعف في قطاعي العقارات والمستهلكين في الصين تداعيات على الشركات الأوروبية والبريطانية في الفترة المقبلة والأسواق العالمية".
وهوت أسهم شركة العقارات العملاقة كانتري غاردن، بعدما أعلنت عن تفويت مدفوعات سندات، لتتراجع أسهم الشركة الصينية في دقائق بأكثر من 16 %.
وفي غضون ذلك حذرت الشركة من خسائر تقدر بمليارات الدولارات، ما يفاقم المخاوف حيال قطاع العقارات الصيني المثقل بالديون.
وقالت رئيسة كانتري غاردن يانغ هويان: "نواجه صعوبات تعد الأكبر منذ تأسيس الشركة في ظل التداعيات الأخيرة، وتباطؤ الطلب مع ارتفاع المعروض من العقار".
بيد أن كانتري غاردن أشارت إلى توقعاتها بأن قطاع العقارات سيعود في نهاية المطاف، إلى مسار التنمية الصحية والثابتة بعد مروره في مرحلة التغييرات العميقة هذه.
نواجه صعوبات تعد الأكبر منذ تأسيس الشركة في ظل التداعيات الأخيرة وتباطؤ الطلب مع ارتفاع المعروض من العقاريانغ هويان
واعلنت كانتري غاردن عن عدم قدرتها تسديد دفعتي سندات، وذلك بعد فترة سماح مدتها 30 يوماً، إضافة إلى ذلك تواجه الشركة خطر التخلف عن السداد في سبتمبر، إذا بقيت غير قادرة على الدفع.
وأعلنت كانتري غاردن أنها ستعلّق تداول سنداتها الداخلية اعتباراً من يوم الاثنين، في قرار يرجّح بأن يثير قلق الأسواق، وتفيد التقديرات الأولية أن قيمة ديون الشركة بلغت نحو 1.15 تريليون يوان (159 مليار دولار) في أواخر 2022.
ورفعت الشركة التزاماتها الإضافية إلى نحو 1.4 تريليون يوان (193 مليار دولار)، بنهاية النصف الاول من العام الجاري.