رؤية قاتمة للغاية..الليرة التركية تهبط لمستوى تاريخي جديد

سجلت الليرة التركية خلال تعاملات اليوم الاثنين، أدنى مستوى جديد على الإطلاق، لتتجاوز مستويات الـ 19.5 ليرة للدولار للمرة الاولى في تاريخها.

يأتي تراجع الليرة التركية جنبًا إلى جنب مع البيانات السلبية، واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية منتصف مايو المقبل.

أنباء صادمة

وفي غضون ذلك تلقت الليرة التركية مزيدًا من الأنباء السلبية، بعد صدور بيانات عجز الموازنة الحكومية للبلاد.

جنبًا إلى جنب أصدرت مؤسسة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز غلوبال، اليوم الاثنين، تقريرًا يحذر من مخاطر كبيرة تواجه البنوك التركية.

الليرة الآن

وخلال تعاملات اليوم الاثنين، نزلت الليرة التركية إلى مستويات قياسية جديدة، باتت الادنى على الإطلاق، حيث كسرت العملة مستويات 19.5 ليرة للدولار.

وانخفضت الليرة من اعلى مستوى مقابل الدولار اليوم، عند 19.297 ليرة للدولار إلى أدنى مستوى جديد عند 19.5713 ليرة للدولار.

اقرأ أيضًا..

النفط يترجل عن قمة 5 أشهر.. تحول مفاجئ للأسعار

عجز الموازنة

وكشفت بيانات الموازنة العامة للحكومة التركية الصادرة عن وزارة الخزانة عن تراجع عجز الموازنة، بأكثر من التوقعات جنبًا إلى جنب مع التراجع عن الشهر السابق.

وأظهرت بيانات وزارة الخزانة التركية، تسجيل عجز 47.22 مليار ليرة، مقابل توقعات بتسجيل عجز بقيمة 63 مليار ليرة، ومقابل سابق فعلي 170 مليار ليرة، والذي يعد الأعلى في تاريخ العجز التركي.

عجز قياسي

ومنذ بداية العام تفاقم عجز الموازنة ليصل 5إلى 250 مليار ليرة، بعد أن ارتفعت الواردات في الأشهر الثلاثة الأولى من 2023 إلى 1044.7 مليار ليرة، مقابل صادرات بقيمة 794.7 مليار ليرة.

وخلال 12 شهرا سجل عجز الموازنة التركية 659.42 مليار ليرة، جيث بلغت الواردات 4.469 تريليون ليرة، بينما بلغت الصادرات 3.81 تريليون ليرة.

عرضة للخطر

قالت ستاندرد آند بورز غلوبال في تقرير اليوم الاثنين، إن تشديد شروط التمويل العالمية يشكل ضغطا على النظم المصرفية بالأسواق الناشئة، وأن بنوك تركيا من بين الأكثر عرضة للخطر.

وأضافت ستاندرد آند بورز غلوبال: "إنها تتوقع أن تحتفظ البنوك التركية بقدرتها على الحصول على تمويل خارجي، لكن مع تراجع متوسط في فوائد تمديد القروض ما دامت الحكومة تسيطر على مخاطر ميزان المدفوعات".

معنويات سلبية

وقال محللو ستاندرد آند بورز غلوبال: "نرى أن البنوك التركية معرضة للتأثر بشدة بالمعنويات السلبية في السوق، وزيادة الإحجام عن المخاطرة وتراجع السيولة العالمية وارتفاع تكاليف التمويل".

وأضاف محللو الوكالة: "لا تزال بنوك تركيا أيضا معرضة بشكل كبير للاختلالات الاقتصادية، المتراكمة في السنوات الماضية، مثل القفزة في أسعار العقارات والسياسة النقدية شديدة التيسير في ظل تضخم مفرط".

وأشار محللو ستاندرد آند بورز غلوبال، إلى أن تراجع الليرة التركية يؤثر على الجدارة الائتمانية للشركات التركية.

اقرأ أيضًا..

الدولار يتحسس طريقه.. بعد الهبوط لأدنى مستوى في عام

1050 نقطة أساس

يأتي تراجع الليرة التركية جنبًا إلى جنب مع البيانات السلبية، واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية منتصف مايو المقبل.

ويهدف أردوغان، الذي يصف نفسه بعدو أسعار الفائدة المرتفعة، إلى تعزيز الاستثمارات والإنتاج والصادرات والتوظيف، مع خفض الأسعار في إطار برنامجه الاقتصادي.

وقرر البنك المركزي التركي في الاجتماع الأخير، الإبقاء على معدلات الفائدة عند مستويات بعد خفضها الأول خلال فبراير من العام الجاري.

ومنذ سبتمبر 2021 قام المركزي التركي بخفض أسعار الفائدة، في حدود 1000 نقطة اساس بواقع 500 نقطة في الفترة من سبتمبر وحتى ديسمبر 2021، لتنخفض من 19% إلى 14% في ديسمبر 2021.

وخلال عام 2022 قام المركزي التركي بخفض أسعار الفائدة بواقع 500 نقطة أساس أخرى، لتنخفض معدلات الفائدة من 14% إلى 9% وفقًا لتعهدات الرئيس رجب طيب أردوغان.

تطور الليرة

وخلال العام الماضي 2022 انخفضت الليرة التركية، من مستويات 13.3 ليرة للدولار إلى مستويات 18.69 ليرة للدولار، بتراجع بلغت نسبته 41%.

بينما انخفضت الليرة التركية من مستويات قرب الـ 8.3 ليرة للدولار في سبتمبر 2021، حينما بدأ المركزي التركي دورة التيسير النقدي نزولا إلى مستويات 13.3 ليرة للدولار، بتراجع 60%.

وإجمالا ومنذ سبتمبر 2021 انخفضت الليرة التركية مقابل الدولار في حدود 130%، نزولا من مستويات 8.3 ليرة للدولار إلى مستويات الـ 19 ليرة للدولار.

اقرأ أيضًا..

الذهب على بعد خطوات من مستويات غير مسبوقة