ومن شأن خفض أسعار الفائدة التأثير سلبا على الدولار الأميركي، وفي المقابل تعزيز الإقبال على السلع والأصول والمعادن المسعرة بالعملة الأميركية وذلك لحاملي العملات الأخرى.
وزاد المعدن الأصفر أكثر من 30 دولارا بنهاية تعاملات أمس الجمعة، وارتفع للأسبوع الثاني على التوالي، بعد أن عززت بيانات التضخم الأميركية الأخيرة التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة هذا العام.
المتداولون شعروا بالارتياح بعد بيانات التضخم الأميركية والبطالة الأخيرة، ما ساعد أسعار الذهب على الصعود مرة أخرى فوق 2400 دولارمات سيمبسون
وقال مات سيمبسون، كبير المحللين لدى "سيتي إندكس" في مذكرة بحثية: "إن المتداولين شعروا بالارتياح بعد بيانات التضخم الأميركية والبطالة الأخيرة، ما ساعد أسعار الذهب على الصعود مرة أخرى فوق 2400 دولار.
ولفت سيمبسون إلى ان المركزي الأميركي أشار إلى أنه لا يزال يميل لتخفيض تكاليف الاقتراض في نهاية المطاف، لكنه لوح إلى أن قراءات التضخم التي صدرت في الآونة الأخيرة وجاءت مخيبة للآمال قد تجعل تخفيضات الفائدة بعيدة لبعض الوقت.
وقال سيمبسون: "ما كان يود المتعاملون رؤيته الآن هو بيانات أقل قوة في الوظائف غير الزراعية، إننا نقترب بسرعة من النصف الثاني من العام، وطوال الوقت الذي تواصل فيه البنوك المركزية تكديس الذهب، أظن أن الذهب يمكن أن يصمد أعلى مستوى ألفي دولار لبقية العام ويتجاوز 2500 دولار".
وصعدت أسعار العقود الآجلة للذهب، تسليم يونيو بنسبة 1.3%، أو ما يعادل 31.9 دولار، وصولا إلى مستويات 2417.4 دولار للأونصة.
وفي الوقت ذاته ارتفع المعدن الأصفر خلال تعاملات الأسبوع، وللأسبوع الثاني على التوالي، لترتفع الأسعار بنسبة 0.44% أو ما يعادل 10.5 دولار.
وكانت أسعار الذهب انخفضت 150 دولارا منذ أن سجلت مستوى غير مسبوق عند 2431.29 دولار في 12 أبريل الماضي، بينما لامست في اليوم ذاته مستويات 2448.5 دولار للأونصة.
لا تزال التوترات الجيوسياسية تستمر في دعم الذهب لتحقيق مستويات قياسية جديدة، سواء تلك التوترات الحاصلة في الشرق الأوسط أو تلك الموجودة في أوروبامات سيمبسون
وذكر المحلل الإستراتيجي للسوق في "آي جي"، يب جون رونغ في مذكرة: "قد يستمر الميل الصعودي لأسعار الذهب؛ إذ تتيح البيانات الاقتصادية الأميركية الأخيرة فرصة للاحتياطي الفيدرالي للنظر في تخفيضات مبكرة لأسعار الفائدة".
وكتب يب جون رونغ في المذكرة: "لا تزال التوترات الجيوسياسية تستمر في دعم الذهب لتحقيق مستويات قياسية جديدة، سواء تلك التوترات الحاصلة في الشرق الأوسط أو تلك الموجودة في أوروبا".
وتابع رونغ: "بعد أن انتعشت أسعار الذهب بنسبة 5% تقريبًا خلال الأسبوعين الماضيين؛ فإن الوضوح بشأن بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي وعطلة نهاية الأسبوع المقبلة قد يؤدي أيضًا إلى بعض عمليات جني الأرباح الطفيفة".
وقال بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة: "أسعار الذهب قد تتحول للتراجع مع تطلع الأسواق إلى إعادة تأسيس العلاقة التاريخية بين الذهب والدولار الأميركي".
وأشار البنك الأسترالي إلى أن حالة عدم اليقين ستستمر على الأرجح في أسواق الذهب خلال الأشهر المقبلة، وربما يتخللها فترات ارتفاع للذهب على وقع خفض الفائدة موجات جني الأرباح وتصحيح الأسعار.
وأظهرت بيانات أميركية تباطؤ المؤشر السنوي لأسعار المستهلك الأميركي إلى 3.4% خلال الشهر الماضي، مقارنة بـ3.5% في الشهر السابق له، ما يعزز الحجة الداعية إلى خفض أسعار الفائدة.
حالة عدم اليقين ستستمر على الأرجح في أسواق الذهب خلال الأشهر المقبلة، وربما يتخللها فترات ارتفاع للذهب على وقع خفض الفائدة موجات جني الأرباح وتصحيح الأسعاربنك الكومنولث
ووفقا لأداة متابعة أسعار الفائدة "فيد ووتش" فإن المستثمرين يرون أن تراجع التضخم عن مستوى 3.8% المسجل في الشهر السابق يفتح الطريق لخفض الفائدة في سبتمبر.
وتمنح البيانات الأخيرة فرصة جيدة للاحتياطي الفيدرالي الأميركي لخفض الفائدة، لكن صناع السياسة لم يغيروا وجهات نظرهم بشكل علني حتى الآن بشأن توقيت تخفيض أسعار الفائدة الذي يعتقد المستثمرون أنه سيبدأ هذا العام.
وفي وقت سابق تسارع معدل التضخم في الولايات المتحدة خلال الربع الأول وسط طلب محلي قوي، وذلك بعد قراءات معتدلة خلال معظم فترات العام الماضي، ما بدد آمال خفض الفائدة بل ودفع مسؤولي الفيدرالي للتلويح برفعها مرة أخرى.
و ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بوتيرة أقل من المتوقع في أبريل، في إشارة إلى استئناف التضخم لمسار الهبوط في بداية الربع الثاني من العام، مما يعزز توقعات الأسواق المالية بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر.