بيتكوين تقود ارتفاعا جماعيا للعملات المشفرة
بالتزامن مع الهبوط الحاد في الين بعد تصريحات نائب محافظ المركزي الياباني شينيتشي أوشيدا صباح اليوم، ارتفعت مؤشرات الأسهم العالمية في أوروبا وآسيا وأميركا، كما ارتفع الذهب والدولار والسندات رغم العلاقة العكسية بينهما، وكذلك صعدت أغلب العملات المشفرة الكبرى، إضافة إلى النفط.
أثارت تلك الارتفاعات القوية الجدل الدائر حول التأثير الكبير الذي ساهمت به تجارة مناقلة الفائدة (Carry Trade) على الين الياباني، في التراجعات الأخيرة التي منيت بها الأسواق على مدار ثلاث جلسات، والتي بلغت ذروتها يوم الاثنين الماضي "الاثنين الأسود".
وضربت الأسواق العالمية موجة من الخسائر لاحت بوادرها يوم الخميس، عقب رفع مفاجي لأسعار الفائدة من بنك اليابان، وبلغت ذروتها يوم الاثنين، وذلك بعد تقرير الوظائف الأميركي الذي جاء أضعف من المتوقع، وتباطؤ مديري المشتريات الصناعي؛ ما أثار موجة بيع عالمية في الأصول الأكثر مخاطرة مع خشية المستثمرين من اتجاه الاقتصاد الأميركي نحو الركود.
تزايدت المخاوف بشأن تجارة الفائدة التي تبلغ قيمتها نحو 4 تريليونات دولار وفقاً لبيانات "إس أند بي غلوبال"، عندما رفع بنك اليابان أسعار الفائدة بشكل مفاجئ من 0.10% إلى 0.25% في اجتماعه الأخير يوم 31 يوليو.
ورغم أن هذا الارتفاع في أسعار الفائدة لا يزال منخفضاً للغاية بالمقارنة مع البنوك المركزية الأخرى، إلا أنه كان أكبر زيادة يقوم بها بنك اليابان منذ العام 2007.
كما دفع تلميح محافظ بنك اليابان كازو أويدا، بشأن التزام البنك بسياسة متشددة في الفترة المقبلة، واحتمال رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، المستثمرين إلى الابتعاد عن تجارة الفائدة على الين والتخلي عن القروض لسداد قروض الين بسرعة قبل ارتفاع قيمته بشكل أكبر.
في غضون ذلك، بدأت موجة بيعية واسعة في سوق الأسهم اشتعل فتيلها يوم الخميس الماضي، وبلغت ذروتها خلال تعاملات يوم الاثنين الماضي، والذي انخفضت على إثره أسواق الأسهم العالمية.
وبعد تلك التراجعات العنيفة، وسعت الأسواق من مكاسبها اليوم مع التراجعات العنيفة التي مني بها الين الذي انخفض بأكثر من 2% بعد تصريحات نائب محافظ البنك شينيتشي أوشيدا، الذي قال "إن البنك لن يرفع الفائدة في سوق متقلب".
لن نرفع أسعار الفائدة في ظل التقلبات الحالية للأسواق
نائب محافظ المركزي الياباني
تجارة المناقلة هي إستراتيجية تداول تستخدم في سوق العملات (الفوركس)، حيث يقترض المتداولون الأموال بعملة ذات سعر فائدة منخفض مثل اليابان، ويستثمرون تلك الأموال في عملة ذات سعر فائدة أعلى مثل الدولار والأسهم، والهدف من هذه الإستراتيجية، هو الاستفادة من الفرق في أسعار الفائدة بين العملتين.
وبالتالي، فإن الارتفاع في قيمة الين يعني للذين اقترضوا الين، واستثمروا في الدولار أو اليورو، أنهم بحاجة إلى المزيد من الدولارات أو اليورو لسداد قروضهم المقومة بالين الياباني الآخذ في الارتفاع.
زاد ارتباك الأسواق تعزيز الين الياباني لمسيرة ارتفاع قوية للغاية منذ رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة باجتماعه الأخير، وتصريحات محافظ بنك اليابان باحتمال رفع أسعار الفائدة، ليتراجع الدولار الأمريكي من حوالي 162 يناً في أوائل يوليو إلى حوالي 142 ين يوم الاثنين الماضي.
يظل الين أحد أكثر العملات المؤثرة على تجارة الفائدة
جيه بي مورغان تشيس
حذر الرئيس المشارك لإستراتيجيات النقد الأجنبي لدى جيه بي مورغان تشيس أريندام سانديليا، الاثنين الماضي، من أن التراجع الأخير في حجم تجارة الفائدة أو المناقلة (Carry Trade) لا يزال أمامه مجالاً أكبر للاستمرار.
وأوضح سانديليا، وفقاً لـ"بلومبرغ"، أن حركة تخلي المستثمرين عن تجارة الفائدة لم تنته بعد بأي حال من الأحوال، وقال"إنها شهدت اكتمال ما يتراوح بين 50% و 60% فقط حتى الآن على أعلى تقدير داخل مجتمع الاستثمار المضاربي، حيث يظل الين أحد أكثر العملات المؤثرة على تجارة الفائدة".
وأشار خبير "جيه بي مورغان" إلى أن التعافي في صفقات تجارة الفائدة إلى مستويات ما قبل ارتفاع الين أمر غير مرجح في أي وقت قريب؛ لأن الضرر الفني الذي لحق بمحافظ الاستثمار نتيجة للتحركات القصيرة الحادة التي شهدها الين الياباني لا يمكن إصلاحه بسهولة.
وقال سانديليا "إن النتيجة الجيدة التي يمكن أن يتوقعها المستثمرون في هذه الحالة هي استقرار الأسواق حول المستويات الحالية، وربما يحدث تعافياً سطحياً في أفضل الأحوال".