ورغم التراجعات الأخيرة تتجه أسعار الذهب لتحقيق مكاسب للشهر الرابع على التوالي، في ظل غياب العوامل التي تُكسب السوق زخمًا وسط ترقب لقراءة رئيسة للتضخم في الولايات المتحدة يمكن أن توفر المزيد من المؤشرات حول خطط الفيدرالي بشأن اتجاه أسعار الفائدة.
تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية بعد أن أظهرت البيانات نمو أكبر اقتصاد في العالم بوتيرة أبطأ، وهو ما منح أسعار الذهب دعمًا مع عودة توقعات خفض الفائدةكايل رودا محلل الأسواق المالية لدى كابيتال دوت
تحولت أسعار الذهب في المعاملات الفورية لتنخفض إلى مستويات 2339 دولارًا للأونصة بعد التداول في وقت سابق اليوم عند مستويات 2343.04 دولار للأونصة.
وفي غضون ذلك تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم يونيو إلى مستويات 2338.6 دولار للأونصة نزولًا من 2345.7 دولارًا في وقت سابق بتراجع 0.45%.
وفي الوقت ذاته لا يزال المعدن الأصفر مرتفعًا بنسبة 0.3% منذ بداية الأسبوع وبنسبة 2.5% خلال تداولات مايو التي شارفت على الانتهاء.
وخلال تعاملات اليوم ارتفع مؤشر الدولار إلى مستويات 104.9 نقطة بعد النزول إلى مستويات قرب الـ 104.7 نقطة مقابل سلة من العملات الرئيسة.
خلال تعاملات أمس الخميس ارتفعت أسعار الذهب مع انخفاض الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية بعدما عززت بيانات اقتصادية أمريكية الآمال في أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيتمسك بمسار خفض أسعار الفائدة هذا العام.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 2348.36 دولار للأونصة، وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2% إلى 2345.40 دولار.
وهبط الدولار خلال تعاملات أمس الخميس 0.4% بعدما وصل خلال الجلسة إلى أعلى مستوى له في أسبوعين، مما يجعل المعدن النفيس المُسعّر به أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى.
يقوم المستثمرون حاليًا بتسعير خفض واحد لسعر الفائدة هذا العام ويتوقعون حدوثه في نوفمبر.CME Fedwatch
قال كايل رودا محلل الأسواق المالية لدى كابيتال دوت كوم في مذكرة: "إن المكاسب الشهرية تعود إلى عامل شراء البنوك المركزية واستمرار المخاطر الجيوسياسية".
ولفت رودا إلى أن السوق الآن تترقب صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، وهو مقياس التضخم المفضل لدى المركزي الأميركي.
وقال رودا: "تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية بعد أن أظهرت البيانات نمو أكبر اقتصاد في العالم بوتيرة أبطأ مما كان متوقعًا في الربع الأول، وهو ما أعاد توقعات خفض الفائدة إلى الواجهة".
غير أن طلبات الحصول على إعانة البطالة في الولايات المتحدة زادت في الأسبوع الماضي، وهو ما يهدف إلى تحقيقه الاحتياطي الفيدرالي الذي يريد سوق عمل ضيقًا، وفقًا لرودا.
الأمر قد يتطلب المزيد من العوامل لعكس الاتجاه الصعودي الأوسع مع احتمال تدخل المشترين للدفاع عن مستوى 2300 دولار.يب جون رونغ المحلل الاستراتيجي لأداء السوق لدى آي.جي
وفقًا لأداة متابعة الفائدة الأميركية CME Fedwatch، يشير تسعير العقود الآجلة لصندوق الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى احتمال بنسبة 52.5% الآن لأن تُبقي اللجنة الفيدرالية للسوق على أسعار الفائدة دون تغيير باجتماع سبتمبر، مقابل احتمال بنسبة 42.1% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
يتوقع المتداولون حاليًا فرصة بنسبة 57% تقريبًا لخفض سعر الفائدة بحلول نوفمبر وفقًا لبيانات فيد ووتش نزولًا من 67% يوم الثلاثاء الماضي.
ويقوم المستثمرون حاليًا بتسعير خفض واحد لسعر الفائدة هذا العام ويتوقعون حدوثه في نوفمبر وفقًا لأداة "فيدواتش" FedWatch الخاصة ببورصة شيكاغو التجارية.
توقعات المتداولين
قال يب جون رونغ المحلل الاستراتيجي لأداء السوق لدى آي.جي في مذكرة: "إن أي ارتفاع في نفقات الاستهلاك الشخصي اليوم يمكن أن يؤثر سلبًا على الذهب".
وأضاف رودا: " لكن الأمر قد يتطلب المزيد من العوامل لعكس الاتجاه الصعودي الأوسع مع احتمال تدخل المشترين للدفاع عن مستوى 2300 دولار".
وتابع رودا: "تراجعت توقعات المتداولين بشأن خفض أسعار الفائدة بعدما تبنى مسؤولون بالمركزي الأمريكي لهجة متشددة تُوحي بأن الطريق لا يزال أطول للوصول بالتضخم للمستوى المستهدف عند 2%".
من المهم حقًا ألّا نلزم أنفسنا بأي مسار معين للسياسة النقدية، وأعتقد أنه من السابق لأوانه التفكير حقًا في خفض أسعار الفائدة.لوري لوغان رئيسة بنك الاحتياطي الاتحادي في دالاس
في غضون ذلك قالت لوري لوغان رئيسة بنك الاحتياطي الاتحادي في دالاس: "لا نزال نشعر بالقلق بشأن الاحتمالات الصعودية للتضخم رغم التباطؤ في الفترة الماضية".
وحذرت لوغان من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بحاجة إلى أن يكون مرنًا وأن يُبقي جميع الخيارات على الطاولة بينما يراقب البيانات ويحدد كيفية الاستجابة.
وقالت لوغان في فعالية مالية أمس الخميس في ولاية نيويورك: "من المهم حقًا ألا نلزم أنفسنا بأي مسار معين للسياسة النقدية، وأعتقد أنه من السابق لأوانه التفكير حقًا في خفض أسعار الفائدة".
وفي الوقت ذاته قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لولاية نيويورك، جون ويليامز، خلال الفعالية ذاتها: "أرى أن أسعار الفائدة الحالية عند مستويات مناسبة، واتوقع أن يتباطأ التضخم إلى مستوى 2.5% بنهاية العام الجاري، ليهبط قرب هدف 2% العام المقبل".