ونزل الدولار بعد بيانات اقتصادية أميركية وتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عن تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة إذا انحسر التضخم.
ويراهن المضاربون على ارتفاع زعيم العملات على أن تقدم بيانات التوظيف في القطاع الخاص والأجور ومعدلات البطالة بعضًا من الدعم للعملة الأميركية التي دخلت في موجة سريعة من النزول
يتوقع البدء في خفض الفائدة هذا العام، لكنه غير مستعد لتحديد موعد اتخاذ تلك الخطوةجيروم باول
وفي التعاملات الصباحية اليوم الجمعة انخفض مؤشر الدولار قرب أدنى مستوياته منذ منتصف يناير الماضي، ونزل مؤشر الدولار الرئيس مقابل سلة من ست عملات إلى مستويات قرب الـ102 نقطة تزامنا وارتفاع اليورو والاسترليني.
وعمق إحجام المتداولين عن الاستثمار في سندات الخزانة من تراجعات الدولار، وفي غضون ذلك انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بحوالي 0.01 نقطة نزولًا إلى مستويات قرب الـ 4%.
وفي غضون ذلك تترقب الأسواق اليوم بيانات متوسط الأجور في الساعة، تقرير التوظيف بالقطاع الخاص، تقرير الوظائف في القطاع الخاص غير الزراعي ومعدل البطالة.
وبعد شهادة جيروم باول أمس الخميس، أمام اللجنة المالية في مجلس الشيوخ، اتسعت خسائر العملة الأميركية ليهبط مؤشر الدولار الرئيس قرب أدنى مستوياته خلال ما يقرب من شهرين.
وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي في تصريحات معدة للإدلاء بها أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب أنه يتوقع البدء في خفض الفائدة هذا العام، لكنه غير مستعد لتحديد موعد اتخاذ تلك الخطوة.
وسجلت مطالبات إعانة البطالة الحكومية الجديدة الأسبوع الماضي 217 ألف طلب، وفقًا لبيانات وزارة العمل الأميركية، وهو ما توقعه الخبراء، وهي نفسها القراءة المسجلة في قراءة الأسبوع قبل الماضي بعد تعديلها.
الضعف الهامشي في البيانات الاقتصادية ضغط على أداء الدولار، وجاءت تصريحات باول لتزيد الضغط على العملة الأميركيةماركوس جارفي
وقال ماركوس جارفي، رئيس فريق استراتيجية السلع الأولية في ماكواري، إن الضعف الهامشي في البيانات الاقتصادية ضغط على أداء الدولار، وجاءت تصريحات باول لتزيد الضغط على العملة الأميركية.
ويرى جارفي أنه إذا أظهرت بيانات سوق التوظيف اليوم الجمعة أو بيانات التضخم الأسبوع المقبل أي ضعف، سيفتح هذا الباب أمام الدولار لمزيد من الهبوط وربما يتجه صوب مستويات الـ 100 نقطة.
وتوقع جيجار بانديت، رئيس قسم السلع الأولية في بنك BNP Paribas 'Sharekhan أن يستمر تراجع الدولار مع توجه المؤسسات لشراء الذهب على خلفية عدم اليقين الجيوسياسي والبيئة المالية غير مؤكدة.
وأكد باول أن الفيدرالي لن ينتظر حتى يعود التضخم إلى الهدف للبدء في خفض الفائدة، لأن التضخم قد يستغرق سنوات حتى يعود للهدف، وقال :"سوف نبدأ خفض الفائدة في وقت من العام الجاري"
وقال باول: "أعتقد أن السياسة النقدية التقييدية الحالية مناسبة، ويجب علينا الانتظار حتى نكون أكثر ثقة في أن التضخم سيعود إلى الهدف".
إذا أظهرت بيانات سوق التوظيف أو بيانات التضخم أي ضعف، سيفتح هذا الباب أمام الدولار لمزيد من الهبوطغارفي من ماكواري
وخلال شهادته أمس أمام الجنة المصرفية في مجلس الشيوخ، قال رئيس الفيدرالي: "الأسر الأميركية تواجه صعوبات بالغة بسبب التضخم، والاقتصاد الأميركي يعاني من التضخم ".
وأضاف باول :" الفيدرالي لا يزال مصمما على استعادة هدف التضخم واستقرار الأسعار، جنبا إلى جنب مع الاستغلال الأمثل لسوق العمل، مشيرًا إلى ان التضخم انخفض بشكل واضح بدون الإضرار بسوق العمل".
وتابع باول: " السياسة النقدية الحالية تشديدية وتم رفع الفائدة إلى مستويات 5.50% لكبح التضخم المرتفع، إضافة إلى انها تضغط الاقتصاد ولكنها تساعد على خفض التضخم".
وأوضح باول أن الفائدة المرتفعة الحالية وصلت لذروتها، ومن المناسب البدء في خفض الفائدة في وقت لاحق من العام، ولكن في ظل عدم ضمان تحقيق هدف التضخم عند 2%، فسيكون من المناسب التحرك بحذر فيما يتعلق بخفض الفائدة.
وقال باول : "الفيدرالي لن يقوم بخفض الفائدة حتى يكون واثقا من عودة التضخم إلى الهدف المحدد له، مؤكدًا ان استعادة استقرار الأسعار مهم جدا بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي ".
سيقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة بخمسة من اجتماعاته، وأن يبدأ خفض الفائدة هذا العامCommerzbank
5 مرات
وتوقع محللو بنك الاستثمار الألماني كوميرز أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة بخمسة من اجتماعاته، وأن يبدأ خفض الفائدة هذا العام.
وقال خبراء Commerzbank: "نتوقع قيام الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط خلال كل اجتماع من الاجتماعات الخمسة التي تبدأ في النصف الثاني من العام".
وأضاف خبر البنك: "سيبدأ الفيدرالي خفض الفائدة بدءا من اجتماع يونيو، ليصل معدل الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى 4.25%، وذلك من 5.50% الحالية".
وكانت التوقعات السابقة لكوميرز بنك تشير إلى ثمانية تخفيضات متتالية في أسعار الفائدة، على أن يكون منها ثلاثة تخفيضات هذا العام، واثنان في بداية العام المقبل، ليكون سعر الفائدة الرئيسي عندئذ 4.25%.