تحلّ شركة «إنفيديا» المتخصصة في صناعة الرقائق والتي تلعب دوراً محورياً في ثورة الذكاء الاصطناعي، محل منافستها شركة «إنتل» التكنولوجية في مؤشر «داو جونز» اعتباراً من 8 نوفمبر 2024، ما ينهي وجود سهم مجموعة الرقائق الذي استمر لأكثر من 25 عاماً في هذا المؤشر الأساسي ببورصة نيويورك.
ويعكس هذا التطور، التغيرات الهيكلية في صناعة الرقائق والصعوبات التي يواجهها هذا العملاق السابق في قطاع أشباه الموصلات.
كما ستنضم شركة «شيرون ويليامز» المتخصصة في صناعة الطلاءات إلى المؤشر في نفس التاريخ، لتحلّ محل مجموعة «داو»، وفقاً لما أعلنته شركة «إس آند بي داو جونز للمؤشرات».
وقد تعرضت «إنتل» لسلسلة من الانتكاسات في السنوات الأخيرة، حيث تراجعت حصتها السوقية تحت ضغط منافستها «تي إس إم سي»، وذلك في وقت لم تنجح فيه «إنتل» في مواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وتراجعت أسهم «إنتل» بنسبة 2.9% قبل افتتاح التداول يوم الاثنين، مسجلة انخفاضاً بنحو 54% منذ بداية العام، ما جعلها صاحبة الأداء الأسوأ في مؤشر «داو جونز». وكان سعر سهمها الأدنى بين الشركات المكونة للمؤشر، الذي يُحتسب بناءً على الأسعار.
وأوضحت سوزانا ستريتر، رئيسة قسم الأسواق في «هارغريفز لانسداون»، أن فقدان «إنتل» لمكانتها في مؤشر «داو جونز» يُعدّ ضربة إضافية لسمعتها التي تعاني أصلاً من إعادة هيكلة صعبة وفقدان ثقة المستثمرين.
وأضافت ستريتر: «هذا يعني أيضاً أن «إنتل» لن تُدرج بعد الآن في صناديق المؤشرات المرتبطة بـ«داو جونز»، ما سيزيد من الضغط على سعر سهمها».
تأسست «إنتل» في عام 1968 وكانت من الشركات الرائدة في «وادي السيليكون»، وقد سجلت إيرادات بلغت 54 مليار دولار في عام 2023، بانخفاض يقارب 30% عن عام 2021، وهو العام الذي تولى فيه بات غيلسنغر إدارة الشركة.
ويتوقع المحللون أن تسجل «إنتل» خسارة صافية في 2024، للمرة الأولى منذ 1986. وقد انخفضت القيمة السوقية لـ«إنتل» إلى أقل من 100 مليار دولار لأول مرة منذ 30 عاماً.
على النقيض، تصل القيمة السوقية لشركة «إنفيديا» إلى 3.32 تريليون دولار، ما يجعلها ثاني أعلى قيمة سوقية عالمياً.
وقد حققت «إنفيديا» ريادة في قطاع أشباه الموصلات بفضل رقائقها التي تُعدّ أساسية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وشهد سهم «إنفيديا» هذا العام ارتفاعاً بأكثر من الضعف، بينما ساعد قرار تجزئة السهم في يونيو على جعل الشركة أكثر جذباً للمستثمرين الأفراد، مما سهّل انضمامها إلى مؤشر «داو جونز».
ويعد مؤشر «داو جونز» أحد أهم المؤشرات الاقتصادية في العالم، وخاصة في الولايات المتحدة. يعتبر مقياساً لأداء أكبر 30 شركة أميركية مدرجة في بورصة نيويورك وناسداك.
وعلى مدار أكثر من قرن، تطور المؤشر ليشمل الآن 30 سهماً تضم مزيجاً من أسهم قطاعات التكنولوجيا والمال والرعاية الصحية والسلع الاستهلاكية.
وتقوم لجنة باختيار هذه الشركات الثلاثين وترتيبها بحسب سعر السهم وليس بناءً على القيمة السوقية، كما هو الحال في مؤشر «إس آند بي 500».