تُعتبر شركة «إنتل» حالياً، محور اهتمام عالم التكنولوجيا والاستثمار، وذلك بعد تداول أنباء عن تلقيها استثماراً محتملاً من شركة «أبولو غلوبال مانجمنت» بقيمة 5 مليارات دولار. يأتي هذا الخبر في أعقاب تكهنات سابقة حول اهتمام شركة «كوالكوم» بالاستحواذ على عملاق صناعة الرقائق.
وعلى الرغم من أن احتمال الاستحواذ الكامل على «إنتل» يبدو ضئيلاً في الوقت الحالي، فإن هذه الأنباء كفيلة بإحداث تقلبات كبيرة في أسواق المال. بالنسبة إلى المتداولين في سوق الخيارات، فإن هذه الظروف تحمل في طياتها فرصاً ومخاطر متساوية.
حتى لو قررتَ تجنب تداول أسهم «إنتل» في هذه المرحلة، فإن الأفكار المطروحة في هذا التحليل يمكن تطبيقها على أسهم شركات أخرى تمرّ بظروف مشابهة، مثل التقلبات الشديدة في الأسعار، أو إمكانية حدوث عمليات استحواذ، أو انخفاض القيمة الاسمية للسهم. سنتعمق في تحليل سلسلة الخيارات وكيفية التعامل مع استراتيجيات تداول مختلفة في مثل هذه الحالات.
يؤدي انتشار تكهنات حول الاستحواذ على شركة مثل «إنتل»، إلى تقلب كبير في أسهمها، حيث يمكن أن يؤدي هذا الغموض إلى تقلبات سريعة في السعر، غالباً في كلا الاتجاهين، نتيجة تجاوب المستثمرين مع الأخبار والشائعات. بالنسبة إلى متداولي الخيارات، تقدم هذه البيئة فرصاً، ولكنها تتطلب أيضاً الحذر. إليك ما يجب مراعاته:
ارتفعت التقلبات الضمنية لشركة «إنتل» بعد الأخبار، مما أدى إلى مشهد جذاب لمتداولي الخيارات.
التقلبات الضمنية لشركة «إنتل» على مدار العام الماضي:
تكشف بيانات سلسلة الخيارات لشركة «إنتل»، التي تركز على انتهاء الصلاحية في 15 نوفمبر 2024، عن إشارات متناقضة بين انحراف التقلب الضمني وانحراف السعر. تم اختيار هذا التاريخ؛ لأنه بعيد بما يكفي لالتقاط توقعات السوق بما يتجاوز الضوضاء الحالية، ولكنه قريب بما يكفي ليعكس تأثير الأحداث القادمة مثل الأرباح أو الإعلانات المؤسسية. تم اختيار خيار البيع بقيمة 16 دولاراً وخيار الشراء بقيمة 30 دولاراً لأنهما متساويان في البعد عن سعر السهم الحالي البالغ 22.81 دولار، مما يوفر منظوراً متوازناً حول كيفية تسعير السوق للحركات المحتملة في كلا الاتجاهين.
يتمتع خيار البيع بقيمة 16 دولاراً بتقلب ضمني أعلى (65.04%) مقارنة بخيار الشراء بقيمة 30 دولاراً (61.93%)، مما يشير إلى انحراف خيار البيع. يشير هذا إلى أن الحماية من الجانب السلبي أكثر تكلفة نسبياً، مما يعكس مخاوف السوق بشأن التطورات السلبية المحتملة أو معنويات العزوف عن المخاطرة الأوسع. ومع ذلك، عند النظر إلى أسعار الخيار الفعلية، فإن خيار الشراء بقيمة 30 دولاراً (0.37 دولار) يتداول أعلى بكثير من خيار البيع بقيمة 16 دولاراً (0.15 دولار). يشير هذا الانحراف السعري إلى أن المتداولين يضعون علاوة على إمكانات الصعود، والتي ربما تكون مدفوعة بالتكهنات الأخيرة حول استحواذ شركة «كوالكوم» أو استثمار بقيمة 5 مليارات دولار من شركة «أبولو غلوبال مانجمنت».
تسلط هذه الإشارات المتناقضة بين الانحراف السعري ومؤشر القيمة السوقية الضوء على سوق تحوط ضد مخاطر الهبوط، بينما تتكهن في الوقت نفسه بتحرك صعودي كبير. يعكس هذا الشعور المزدوج بيئة سوق معقدة حيث يوازن المشاركون بين الحذر والتفاؤل، ويضعون أنفسهم في مواجهة التقلبات المحتملة وسط خلفية من التطورات الإستراتيجية والمضاربة في السوق.
بناءً على توقعاتك لشركة «إنتل»، يمكن النظر في استراتيجيات خيارات مختلفة. سواء كنت تتوقع تحركاً كبيراً أو تغييراً معتدلاً أو استقراراً، فإن هناك مناهج مصممة خصيصاً لكل سيناريو. قبل تنفيذ أي من هذه الاستراتيجيات، من الضروري إدخالها في أداة إنشاء الاستراتيجيات أو نافذة التداول. يتيح هذا تقييم سيناريوهات المخاطر والمكافآت والربح/الخسارة المحتملة، مما يضمن أن التداول يتوافق مع توقعاتك والمخاطر الخاصة بك. فيما يلي بعض أفكار الاستراتيجية لتتناسب مع توقعات السوق المختلفة:
1. استراتيجية طويلة الأجل أو استراتيجية الخنق
2. خيار الشراء الصاعد وخيار البيع الوقائي
2. استراتيجية الكوندور الحديدي
3. استراتيجية الكوندور الحديدي خيار الشراء بنسبة
4. استراتيجية الفراشة مكسورة الجناح
يقدم الوضع الحالي لشركة «إنتل» فرصاً وتحديات لمتداولي الخيارات. تخلق التقلبات الضمنية المرتفعة ومضاربة الاستحواذ بيئة فريدة، ولكنها تأتي أيضاً بمخاطر كبيرة. سواء قررت تداول إنتل الآن أم لا، يعتمد ذلك على قدرتك على تحمل المخاطرة وتوقعات السوق واستراتيجية التداول.