وأبقى أحدث قرار للسياسة النقدية للبنك المركزي الأميركي على العناصر الأساسية لتقييمه الاقتصادي وتوجهات السياسة النقدية دون تغيير، ووضع إطارا لمناقشاته بشأن أسعار الفائدة يرتبط بالشروط التي يمكن بموجبها خفض تكاليف الاقتراض.
الذهب يمكن أن يصمد أعلى مستوى ألفي دولار لبقية العام ويتجاوز 2500 دولارمات سيمبسون
ارتفعت أسعار الذهب خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الجمعة، وزادت العقود الآجلة تسليم يونيو 7 دولارات أو ما يعادل 0.3% وصولا إلى مستويات 2316 دولارا.
وفي غضون ذلك زادت العقود الفورية وارتفع الذهب في التسليم الفوري بحوالي 5 دولارات وصولا إلى مستويات 2312 دولارا للأوقية خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الخميس.
بنهاية تعاملات أمس الخميس، تراجعت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم يونيو طفيفا بنسبة 0.06%، أو ما يعادل 1.4 دولار، نزولا إلى مستويات 2309.6 دولار للأوقية.
وفي الوقت ذاته، انخفضت أسعار عقود التسليم الفوري للذهب بنسبة 0.5% أو ما يعادل خسائر في حدود 7 دولارات نزولا إلى مستويات 2307.9 دولار للأوقية.
المتداولون شعروا بالارتياح لأن باول أغلق الباب أمام المزيد من الارتفاعات، ما ساعد أسعار الذهب على الصعود مرة أخرى فوق 2300 دولارمات سيمبسون
ويرى مات سيمبسون، كبير المحللين لدى سيتي إندكس، أن المتداولين شعروا بالارتياح لأن باول أغلق الباب أمام المزيد من الارتفاعات، ما ساعد أسعار الذهب على الصعود مرة أخرى فوق 2300 دولار.
ولفت سيمبسون إلى ان المركزي الأميركي أشار إلى أنه لا يزال يميل لتخفيض تكاليف الاقتراض في نهاية المطاف، لكنه لوح إلى أن قراءات التضخم التي صدرت في الآونة الأخيرة وجاءت مخيبة للآمال قد تجعل تخفيضات الفائدة بعيدة لبعض الوقت.
وقال سيمبسون: "ما يود المتعاملون رؤيته الآن هو بيانات أقل قوة في الوظائف غير الزراعية، إننا نقترب بسرعة من النصف الثاني من العام، وطوال الوقت الذي تواصل فيه البنوك المركزية تكديس الذهب، أظن أن الذهب يمكن أن يصمد أعلى مستوى ألفي دولار لبقية العام ويتجاوز 2500 دولار".
الانخفاض الكبير خلال الأسبوعين الماضيين كان بسبب تراجع المخاوف بشأن المخاطر الجيوسياسيةكريستوفر وونغ
وتتجه أسعار الذهب للانخفاض للأسبوع الثاني على التوالي رغم استقرار الأسعار اليوم الجمعة وسط ترقب المستثمرين لبيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة التي قد توفر مؤشرات على الموقف الذي سيتبناه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن السياسة النقدية.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول: "إن الخطوة التالية ستعتمد على البيانات مع استبعاد حدوث زيادة، بيد أن بيانات التضخم الأخيرة جاءت أعلى من توقعاتنا حيث أثبتت أن التضخم لا يزال أكثر رسوخا".
ويؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى زيادة جاذبية حيازة المعدن النفيس، ومعروف أن المعدن النفيس يكون عادة وسيلة للتحوط من التضخم، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تقلل من جاذبية الذهب الذي لا يدر عوائد.
أعتقد أننا بدأنا نرى أسعار الذهب تعود إلى تلك المستويات الأساسيةكايل رودا
وقال كريستوفر وونغ الخبير الاستراتيجي للعملات لدى أو.سي.بي.ٍسي: "إن الانخفاض الكبير خلال الأسبوعين الماضيين كان بسبب تراجع المخاوف بشأن المخاطر الجيوسياسية...".
وتراجع الذهب بأكثر من 1% هذا الأسبوع، وانخفضت الأسعار 150 دولارا منذ أن سجلت مستوى غير مسبوق عند 2431.29 دولار في 12 أبريل الماضي.
ولفت وونغ إلى الضغط على أسعار الذهب بعد أن أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) على أسعار الفائدة دون تغيير وأشار إلى أنه لا يزال يميل إلى خفض الفائدة في نهاية المطاف، فيما تحول تركيز الأسواق إلى بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية.
وقال كايل رودا محلل أسواق المال في كابيتال دوت كوم: "أعتقد أننا بدأنا نرى أسعار الذهب تعود إلى تلك المستويات الأساسية، فالدولار يصعد وعوائد السندات ترتفع بعد انحسار مخاطر جيوسياسية".
وأضاف محلل أسواق المال في كابيتال دوت كوم: "هناك بعض المخاطر بالتراجع مع تبني الاحتياطي الاتحادي لهجة متشددة في السياسة النقدية وهو ما قد يكبد الذهب مزيدا من الخسائر".
وقال رودا: "بيد أن الاحتياطي الفيدرالي قام يإعادة تسعير طفيفة للاحتمالات الكبيرة لخفض أسعار الفائدة، أو على الأقل أكثر مما هو متوقع حاليا في السوق، وهو ما يعد داعما للغاية لأسعار الذهب".