سجّل الذهب مستوى قياسيًا جديدًا اليوم الاثنين، مدفوعًا بضعف الدولار وتصاعد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي وتوترات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، مما عزز الإقبال على الأصول الآمنة.
وارتفع سعر الذهب في السوق الفورية بنسبة 3.4% ليصل إلى 3,441.60 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 12 بتوقيت غرينتش.
وجاء هذا الصعود في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، لاسيّما مع فرضه تعريفات جمركية شاملة، ما أثار اضطرابات في الأسواق العالمية وألقى بظلال قاتمة على التوقعات الاقتصادية لأكبر اقتصاد في العالم، ودفع المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول الأميركية.
وفي السياق نفسه، حذّرت الصين الدول من إبرام اتفاق اقتصادي موسّع مع الولايات المتحدة على حساب مصالحها. وتزامنت هذه التطورات مع الهجمات الكلامية التي شنّها ترامب الأسبوع الماضي على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ما ساهم في هبوط الدولار إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من ثلاث سنوات، وجعل الذهب المُسعّر بالدولار أكثر جاذبية للمشترين الأجانب.
وقال جيوفاني ستاونوفو، محلل لدى «يو بي إس» لوكالة رويترز: «المخاوف المستمرة بشأن دور الدولار كعملة احتياط عالمية تدعم الذهب، الذي من المرجح أن يحافظ على أسعاره المرتفعة. كما أن الإحجام عن المخاطرة، الذي ينعكس في تراجع أسواق الأسهم، يضيف مزيدًا من الدعم للمعدن الأصفر. ونتوقع أن يرتفع سعر الذهب إلى 3,500 دولار في الأشهر المقبلة».
وحقق الذهب، الذي يُعد ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطراب العالمي، مكاسب تتجاوز 700 دولار منذ بداية عام 2025، بعدما استغرق 12 عامًا للانتقال من 1,000 دولار في عام 2008 إلى 2,000 دولار للأونصة. من جانبه، قال ييب جون رونغ، استراتيجي الأسواق لدى «آي جي»، إن «المستوى التالي المحتمل للذهب قد يكون عند حدود 3,500 دولار، رغم أن السوق تبدو مشبعة على المدى القصير، وأن المؤشرات الفنية تشير إلى حالة من الشراء المفرط مؤقتًا».