توقعات الذهب.. لماذا ترتفع الأسعار الآن؟

ارتفعت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء، في طريقها لتسجيل صعود ثالث على التوالي، وسط حالة من عدم اليقين تسيطر على المتداولين بشأن خطوة مجلس الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) الأسبوع المقبل؛ ما انسحب على توقعات سعر الذهب اليوم.

تأتي ارتفاعات المعدن الأصفر، وسط بيانات أميركية قوية في سوق العمل والتوظيف، والتي جاءت أعلى من التوقعات في إشارة إلى قوة الاقتصاد الأميركي وعدم تضرره جراء رفع أسعار الفائدة؛ ما يعقد حسابات المتداولين بشأن وتيرة وحجم التخفيضات المتوقعة.

وتمنح البيانات القوية، فرصة لصناع السياسة النقدية لإبقاء أسعار الفائدة مقيدة لفترة أطول عند مستويات مرتفعة، للتأكد من انكسار التضخم وزوال أسبابه، وهو ما يعد رياحاً معاكسة وضغطاً على أسعار الذهب المسعر بالدولار.

الأسعار اليوم

ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بحلول الساعة 7:00 صباحاً بتوقيت غرينتش بنحو 10 دولارات، أو ما يعادل 0.4% وصولاً إلى مستويات 2670 دولاراً للأونصة.

في حين ازدادت العقود الأميركية الآجلة تسليم شهر فبراير 2025، بنحو 7 دولارات أو ما يعادل 0.3% وصولاً إلى مستويات 2692 دولاراً للأونصة.

بينما ازدادت أسعار المعدن الأصفر بنهاية تعاملات أمس لليوم الثاني على التوالي، بنحو 0.3%، وارتفعت الأسعار الفورية عند التسوية إلى مستويات 2659 دولاراً للأونصة.

ما يقود السوق؟

تلقت أسعار الذهب دعماً من تعهد الصين، أكبر مستهلك للذهب في العالم، بزيادة التحفيز للمساعدة في دعم النمو الاقتصادي لتحقيق هدف النمو الذي حددته السلطات عند 5%.

عزز من صعود الأسعار استئناف مشتريات المصرف المركزي في بكين لدعم طلب المستثمرين الصينيين، بعد أن أوقف بنك الشعب الصيني سلسلة الشراء التي استمرت 18 شهراً في مايو الماضي.

وحصلت الأسعار على دعم إضافي من تصاعد التوترات في سوريا، بعد ما أطاحت قوات المعارضة السورية، الأحد بالرئيس بشار الأسد؛ وهو ما يعزز الطلب على الملاذات الآمنة للتحوط من التلقبات واتساع دائرة الصراع.

ما تراقبه السوق؟

تترقب الأسواق الآن، بيانات التضخم في الولايات المتحدة، غداً، لتحديد حجم ومقدار التخفيضات في اجتماع «الفيدرالي» الأسبوع المقبل، وخلال العام 2025، خصوصاً بعد بيانات التوظيف القوية التي مهدت الطريق إلى تباطؤ في وتيرة التخفيضات.

إذا جاءت بيانات التضخم إيجابية من وجهة نظر «الفيدرالي»، وتراجع التضخم؛ فقد يدفع هذا صانعي السياسة النقدية إلى خفض أسعار الفائدة ربما بوتيرة أسرع؛ ما قد يؤدي إلى اتساع خسائر الدولار مقابل العملات الأخرى.

وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، انخفضت توقعات الأسواق الآن إلى احتمالات بـ70.1% لخفض الفائدة 25 نقطة أساس الشهر الجاري في اجتماع «الفيدرالي» يومي 17 و18 ديسمبر، مقابل 74% قبل بيانات الوظائف في نهاية الأسبوع الماضي.