قفزت أسعار الذهب اليوم الاثنين، إلى مستويات قياسية جديدة مع استمرار توترات الشرق الأوسط، تزامناً واحتدام المنافسة بين مرشحَي الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، إضافة إلى توقعات خفض أسعار الفائدة، وهو ما يرسم بصورة كبيرة توقعات سعر المعدن الأصفر اليوم.
تغذي حالة عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، ارتفاع أسعار الذهب، رغم مخاوف المتداولين من أن فوز الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب يقوض هذا الصعود، خصوصاً بعدما اقترح في وقت سابق أن يكون للرؤساء رأي أكبر في تعامل بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي).
في غضون ذلك، وباستثناء بيانات سوق العمل الأميركية التي تصدر الأسبوع الجاري، إضافة إلى مبيعات المنازل ومديري المشتريات الخدمي في الولايات المتحدة، سيكون الأسبوع هادئاً على صعيد مراقبة البيانات، إلا أن البيانات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسة وحالة القلق بشأن الانتخابات الأميركية جميعها تصنع بيئة مؤاتية لتحقيق مزيد من المكاسب لأسعار الذهب.
سجلت أسعار الذهب اليوم مستوى جديداً، إذ ارتفعت في المعاملات الفورية 0.45% أو ما يزيد على 9 دولارات إلى 2732 دولار للأونصة بحلول الساعة الـ7:30 صباحاً بتوقيت غرينتش.
في الوقت ذاته ارتفعت أسعار العقود الأميركية الآجلة تسليم ديسمبر أكثر من 12 دولاراً أو ما يعادل 0.5% وصولاً إلى مستويات 2742 دولاراً للاأونصة بعدما قفزت في وقت سابق من التعاملات إلى مستويات 2747.8 دولاراً للاأونصة وهو الأعلى على الإطلاق.
ويوم الجمعة تجاوز الذهب مستوى 2700 دولار للأونصة للمرة الأولى على الإطلاق في التعاملات الفورية، كما وصلت العقود الأميركية الآجلة للذهب إلى 2730 دولاراً عند الإغلاق.
تدفع زيادة التوتر الجيوسياسي المستثمرين إلى البحث عن الأصول الآمنة، مثل: الذهب، لتجنب المخاطرة وبسبب المخاوف من عدم استقرار السوق العالمية.
يعزز الزخم، المخاوف بشأن الانتخابات الرئاسية الأميركية والتوقعات بسياسات نقدية أكثر تيسيراً الصعود بشكل أكبر، في حال فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والعكس في حال جاءت النتيجة في صالح الرئيس السابق دونالد ترامب.
في حال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر، فإن ذلك سيؤدي إلى دعم الدولار لأن سياساته الجمركية والضريبية المقترحة من المرجح أن تبقي أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة وتقوض عملات الشركاء التجاريين.
تجاوز الذهب مستواه القياسي مرات عدة خلال العام الجاري بسبب التوترات الجيوسياسية والتوقعات بأن البنوك المركزية الكبرى ستواصل التيسير النقدي.
في غضون ذلك ارتفعت الأسعار بأكثر من 32%منذ بداية العام في أفضل نمو سنوي منذ 1979، وفقاً لبيانات مجموعة بورصات لندن.
وارتفعت أسعار الذهب أكثر من 2.55 خلال الأسبوع الماضي، وأكثر من 3.5% خلال تعاملات آخر ثلاثين يوماً، بينما قفزت أسعار الذهب 38.3% خلال تداولات عام كامل.
بحسب أداة «فيد ووتش»، يتوقع المستثمرون بنسبة 92.6% خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل لـ«الاحتياطي الفيدرالي» بمقدار 25 نقطة أساس، وبنسبة 7.4% للتثبيت.
وقبل بداية الشهر وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي» توقع متداولو العقود الآجلة لمجلس «الاحتياطي الفيدرالي» خفض الفائدة 75 نقطة أساس بحلول نهاية العام الجاري.
كما أظهر بيان «الفيدرالي» في سبتمبر الماضي، توقع أعضاء مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» خفض سعر الفائدة القياسي بمقدار نصف نقطة مئوية أخرى بحلول نهاية هذا العام، خلال اجتماعَي نوفمبر وديسمبر.