ارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الخميس، وبقوة، مع تجدد المخاوف بشأن إمدادات النفط الخام في الولايات المتحدة الأميركية، أكبر منتج للنفط في العالم، تزامناً مع اتساع أضرار الإعصار «رافائيل»، وهو ما انعكس على توقعات سعر النفط الخام اليوم وغداً.
كانت الأسعار تعرضت لموجة بيعية بفعل الصخب الكبير الحاصل مع القوة المفرطة للدولار، والتي جاءت تزامنا وفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية إضافة إلى ارتفاع مخزونات النفط.
ارتفعت أسعار النفط اليوم الخميس بأكثر من 2% لتمحو خسائرها أمس بعدما تغلبت المخاطر التي تهدد إمدادات النفط على التوترات والتقلبات الجيوسياسية.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم يناير 0.7 دولار أو ما يعادل 0.9% وصولاً إلى مستويات قرب 76 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 3:30 صباحا بتوقيت غرينتش.
بينما ازدادت العقود الآجلة تسليم ديسمبر لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 0.6 دولار أو ما يعادل 0.8% وصولا إلى مستويات قرب 82 دولاراً للبرميل.
كما تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنهاية تعاملات أمس، بحوالي 0.6 دولار أي 0.81%، بينما خسر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.3 دولار أو ما يعادل 0.4%.
قالت إدارة السلامة وحماية البيئة الأميركية أمس: «إن نحو 17% من إنتاج النفط الخام و7%من إنتاج الغاز الطبيعي في خليج المكسيك بالولايات المتحدة توقف بسبب الإعصار رافائيل».
أضافت الإدارة: «منتجو الطاقة أوقفوا إنتاج 304418 برميلاً يومياً من النفط ونحو 131 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي من مياه خليج المكسيك».
وفقاً لأحدث تحذير من المركز الوطني للأعاصير في الولايات المتحدة، يتحرك الإعصار «رافائيل»، وهو إعصار من الدرجة الثالثة، على بعد حوالي 110 كيلومترات جنوبي العصمة الكوبية هافانا.
بينما قالت إدارة السلامة وحماية البيئة نقلاً عن تقارير من المنتجين «تم إخلاء 11 منصة إنتاج، أي حوالي 3% من إجمالي منصات خليج المكسيك، ومنصة حفر واحدة».
بينما أظهرت بيانات اتحادية أميركية، أن خليج المكسيك يمثل حوالي 15% من إجمالي إنتاج النفط الأميركي و2% من إنتاج الغاز الطبيعي.
أدى انتخاب ترامب في البداية إلى موجة بيع دفعت أسعار النفط إلى الانخفاض بأكثر من دولارين مع ارتفاع الدولار بأعلى وتيرة صعود يومي منذ سبتمبر 2022.
لكن ومع تقييم الأسواق لسياسات ترامب السابقة، بات من المتوقع أن يعاود دونالد ترامب اتباع سياسة الضغوط القصوى المتمثلة في فرض عقوبات على النفط الإيراني.
وقد يؤدي ذلك إلى خفض العرض بما يصل إلى مليون برميل يومياً، وفق تقديرات «إنيرجي اسبكت»، وإيران عضو في منظمة «أوبك» بإنتاج يبلغ حوالي 3.2 مليون برميل يومياً أو 3% من الإنتاج العالمي.
كما فرض ترامب في ولايته الأولى عقوبات أكثر صرامة على النفط الفنزويلي، وهي التدابير التي تراجعت عنها إدارة الرئيس جو بايدن لفترة وجيزة قبل أن تعاود فرضها لاحقاً.
في غضون ذلك كشفت البيانات الرسمية لإدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع مخزونات الخام 2.1 مليون برميل إلى 427.7 مليون برميل مقارنة بتوقعات بارتفاعها 1.1 مليون برميل.