افتتحت مؤشرات الأسهم الأميركية تداولات جلسة اليوم الاثنين على تراجعات قوية، بعد أن جدد الرئيس دونالد ترامب هجماته على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ما أثار مخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي وأربك المستثمرين وسط تصاعد التوترات التجارية.
وتراجع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 1%، في حين تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.7%، بينما تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 1.45% بضغط من سهم شركة إنفيديا الذي هوى أكثر من 3%.
وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، يوم الجمعة، إن ترامب وفريقه يدرسون إمكانية إقالة باول، بعد تصريحات للرئيس الأميركي قال فيها إن «رحيل باول لا يمكن أن يحدث في وقت أبكر من الآن».
وقد أدت الهجمات المتكررة على باول إلى تصاعد القلق بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي في وضع السياسة النقدية لأكبر اقتصاد في العالم، وأضعفت ثقة المستثمرين بالأصول الأميركية التي تعاني أساساً تداعيات التحولات الجذرية التي أجراها ترامب في السياسة التجارية. وزادت خسائر العقود الآجلة للأسهم الأميركية والدولار حدة هذه المخاوف.
وقالت إيبيك أوزكاردسكايا، كبيرة المحللين في «سويسكوت بنك» لرويترز: «السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان بإمكان ترامب فعلاً إقالة باول. الظاهر أنه لا يملك هذه السلطة». وأضافت: «يبدو أن باول هو الوحيد القادر على التصدي لترامب، وربما هزيمته، لكن الأسواق ستظل تتكبد أضراراً جانبية».
وأكد باول أن القانون لا يسمح بإقالته. ومع ذلك، تُتابَع قضية منظورة أمام المحكمة العليا من كثب، إذ قد تُشكّل سابقة قانونية تتيح لترامب عزله من منصبه.
وقبل ساعة من الافتتاح تراجعت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» بـ392 نقطة أو 1%، بينما انخفضت عقود «ستاندرد آند بورز 500» بـ63.75 نقطة أو 1.2%، وعقود «ناسداك 100» بـ268.75 نقطة أو 1.46%.
من جهة أخرى، ارتفعت أسهم شركات تعدين الذهب في التعاملات ما قبل الافتتاح، مدعومة بصعود المعدن النفيس، فقد كسبت شركة «نيوماونت» 3.3%. وانخفضت العقود الآجلة المرتبطة بمؤشر «راسل 2000» للشركات الصغيرة بنسبة 1%، وسط أحجام تداول محدودة مع عودة المستثمرين من عطلة «الجمعة العظيمة» وإغلاق معظم الأسواق الأوروبية.
ولا تزال التوترات التجارية تضغط على المعنويات، بعدما حذّرت الصين الدول من التوصل إلى اتفاق اقتصادي أوسع مع الولايات المتحدة على حساب بكين. وكان مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي قد أشاروا أخيراً إلى أن حالة عدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية تُلقي بظلالها على توقعاتهم وتكبح النمو، في وقت يواصل فيه ترامب المطالبة بخفض أسعار الفائدة.
وبحسب بيانات جمعتها «إل إس إي جي»، يتوقع المتعاملون الآن أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 90 نقطة أساس هذا العام.
وقد أثّرت الشكوك المتعلقة بالتجارة والسياسة النقدية بشكل كبير في الأسهم هذا العام، فقد خسر مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» أكثر من 10% منذ بداية العام، وتراجع بنسبة 14% عن أعلى مستوى تاريخي سجّله في فبراير.
يراقب المستثمرون من كثب نتائج أعمال الشركات هذا الأسبوع للحصول على مؤشرات حول كيفية تفاعلها مع حالة الغموض، مع بدء «تسلا» و«ألفابت» موسم النتائج بين أسهم «السبعة العظماء» ذات القيمة السوقية الضخمة.
وارتفعت أسهم «نتفليكس» بنسبة 1.7% بعد توقعات إيجابية من عملاق البث رغم التحديات الاقتصادية المحتملة. في المقابل، تراجعت أسهم «تسلا» بنسبة 4.1% بعد تقرير لوكالة «رويترز» أفاد بأن إطلاق طراز «Y» الاقتصادي تأجّل.
وأغلقت أسهم «إنفيديا» على انخفاض بنسبة 3.2% بعد أن كشفت «رويترز» عن خطط شركة «هواوي تكنولوجيز» لبدء تسليم شريحة ذكاء اصطناعي متقدمة لعملائها الصينيين اعتباراً من الشهر المقبل.
وقفز سهم «كابيتال وان فايننشال» بنسبة 3.3% بعد إعلان السلطات المصرفية الأميركية، يوم الجمعة، موافقتها على استحواذ الشركة على «ديسكوفر فايننشال سيرفيسز» مقابل 35.3 مليار دولار.