تشير العقود الآجلة للأسهم الأميركية إلى ارتفاع طفيف، بعد جلسة متقلبة في بداية الأسبوع، في وقت يترقب فيه المستثمرون موجة من تقارير الأرباح والبيانات الاقتصادية. وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتخفيف الرسوم الجمركية المفروضة على قطاع السيارات.
في الأثناء، تراجعت أسعار الذهب بشكل طفيف مع ترقب الأسواق لتليين محتمل في سياسة البيت الأبيض التجارية.
سجلت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية ارتفاعًا طفيفًا صباح الثلاثاء، إذ ارتفعت عقود «داو جونز» بنحو 53 نقطة (0.1%)، وصعدت عقود «ستاندرد آند بورز 500» بـ10 نقاط (0.2%)، فيما تقدمت عقود «ناسداك 100» بـ43 نقطة (0.2%).
وكانت المؤشرات قد أغلقت بشكل متباين في جلسة الاثنين؛ حيث حقق «داو جونز» و«ستاندرد آند بورز» مكاسب طفيفة، بينما تراجع «ناسداك» بنسبة 0.1%، متأثرًا بانخفاض أسهم «إنفيديا» بعد تقارير أفادت بأن شركة «هواوي» الصينية تستعد لاختبار رقاقة ذكاء اصطناعي قد تحل محل بعض منتجات «إنفيديا» المتقدمة.
كما تترقب الأسواق تقارير أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى هذا الأسبوع، بما في ذلك «أبل»، و«ميتا»، و«مايكروسوفت»، و«أمازون»، وسط تساؤلات حول توجهات السياسة التجارية للإدارة الأميركية.
أفادت «وول ستريت جورنال» أن ترامب يخطط لتقليص تأثير الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة، من خلال منع تراكب الرسوم الجديدة مع تلك المفروضة مسبقًا على مواد مثل الصلب والألمنيوم. كما سيتم تخفيف بعض الرسوم على الأجزاء الأجنبية المستخدمة في تصنيع السيارات داخل الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن شركات السيارات قد تتمكن من استرداد الرسوم المدفوعة سابقًا، بعدما التزمت بدعم هدف الإدارة في تعزيز التصنيع المحلي. ومن المتوقع أن يعلن ترامب عن هذه الإجراءات خلال تجمع انتخابي في ولاية ميشيغان، مساء الثلاثاء.
غير أن محللي شركة «فايتال نولدج» أشاروا إلى أن قطاع السيارات سيظل تحت ضغط رسوم جمركية مرتفعة نسبيًا، رغم التعديلات المنتظرة.
ومن المرجح أن تُثير هذه الأنباء تفاعلات إضافية في السوق، خصوصًا مع إعلان شركة «جنرال موتورز» أرباحها قبل افتتاح السوق. وكانت رئيسة الشركة ماري بارا قد وصفت المحادثات مع ترامب بأنها «بناءة»، فيما رحّبت شركة «فورد» بقرارات الرئيس.
يتواصل زخم موسم النتائج هذا الأسبوع، مع استعداد نحو 180 شركة ضمن مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» للإفصاح عن نتائجها الفصلية. ومن أبرز الشركات المقرر إعلان نتائجها قبل افتتاح جلسة الثلاثاء: «كوكاكولا»، و«فايزر»، و«سبوتيفاي». كما من المتوقع أن تعلن كل من «فيزا»، و«ستاربكس»، و«مونديليز» عن نتائجها بعد إغلاق السوق.
وتحظى هذه النتائج بأهمية كبيرة في ظل غموض التوجهات التجارية للإدارة الأميركية، التي دفعت عددًا من الشركات إلى خفض أو سحب توقعاتها.
ورغم ذلك، تشير بيانات «رفينيتيف» إلى أن أرباح الشركات المدرجة في «ستاندرد آند بورز 500» قد ارتفعت بنسبة 10.9% في الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
إلى جانب نتائج الشركات، تترقب الأسواق صدور بيانات اقتصادية مؤثرة، من بينها مؤشر فرص العمل «JOLTS» الذي يُعد مؤشرًا مهمًا على الطلب في سوق العمل، ويمثل تمهيدًا لتقرير الوظائف الشهري المرتقب في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وفي هذا السياق، أشار محللو بنك «آي إن جي» إلى أن أي تراجع حاد في بيانات «JOLTS» قد يضغط على الدولار، وسط مخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على معدل التوظيف. كما أن هذه البيانات ستؤثر على قرارات الاحتياطي الفيدرالي، الذي أشار بعض أعضائه إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة إذا ارتفعت البطالة.
كذلك، تصدر اليوم بيانات ثقة المستهلك الصادرة عن «كونفرنس بورد»، والتي ستعطي مؤشرًا عن المزاج العام للأسر الأميركية. فيما من المنتظر يوم الأربعاء صدور التقدير الأولي للناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، والمتوقع أن يسجل نموًا بنسبة 0.4% فقط، مقارنة بـ2.4% في الربع السابق.
انخفضت أسعار الذهب قليلاً بعد تقارير أشارت إلى تخفيف إدارة ترامب للرسوم الجمركية على السيارات. وكان وزير الخزانة سكوت بيسنت قد صرح في مقابلة مع قناة «سي إن بي سي» أن عدة دول قدمت مقترحات تجارية «جيدة جدًا» للولايات المتحدة، مضيفًا أن الاتصالات مع الصين مستمرة، وأن الكرة الآن في ملعب بكين لتخفيف التوترات.
كما يتطلع المستثمرون إلى بيانات اقتصادية أميركية أخرى هذا الأسبوع، أبرزها مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم.