الأسواق و«الفيدرالي» يترقبان بيانات مهمة للغاية
انخفضت أسعار الذهب في التعاملات المبكرة اليوم الخميس، مع التطمينات التي أطلقها رئيس بنك الاحتياطي «الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي) بشأن قوة الاقتصاد الأميركي وهو ما قلص توقعات خفض الفائدة، وانسحب على توقعات سعر الذهب اليوم.
قال رئيس «الفيدرالي» أمس وفقاً لبيان: «الاقتصاد الأميركي بات أقوى مما كان يبدو عليه في سبتمبر حين بدأ البنك المركزي في خفض أسعار الفائدة» وهو ما يسمح لصناع السياسات بأن يكونوا أكثر حذراً في خفض أسعار الفائدة.
يزيد الطلب على شراء الذهب باعتباره ملاذاً آمناً خلال أوقات الضبابية الاقتصادية أو السياسية، كذلك تشجع بيئة الفائدة المنخفضة الإقبال على شراء السبائك المقومة بالدولار.
انخفضت أسعار الذهب في تداولات العقود الفورية اليوم بنحو 0.15% أو ما يعادل 4 دولارات، وصولاً إلى مستويات 2645 دولاراً للأونصة بحلول الساعة الـ6:30 صباحاً بتوقيت غرينتش.
في حين نزلت العقود الأميركية الآجلة تسليم شهر فبراير 2025، بنحو 0.2% أو ما يعادل 6 دولارات، وصولاً إلى مستويات 2695 دولاراً للأونصة.
عند نهاية تعاملات أمس، ازداد الذهب في المعاملات الفورية 0.24% إلى 2649 دولاراً للأونصة، في حين ارتفعت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.1% وصولاً إلى مستويات 2671.20 دولار.
أكد رئيس «الفيدرالي»، جيروم باول، قوة الاقتصاد الأميركي معتبراً أنه «الأقوى في العالم، والمنافسون من الاقتصادات الكبرى يحسدوننا، ودوري الإبقاء على هذه الحالة».
قال باول في بيان للبنك: «(الفيدرالي) يحاول الموازنة في سياسته النقدية بحيث يستمر التضخم في الانخفاض، دون أن يضر بسوق العمل».
أبدى بعض أعضاء «الفيدرالي» في وقت سابق من الشهر الجاري قلقهم إزاء المبالغة في خفض أسعار الفائدة بالأخص بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية حيث يميل الرئيس المنتخب إلى أسعار الفائدة المرتفعة.
كما أظهرت بيانات أن فرص العمل في الولايات المتحدة ازدادت باعتدال في أكتوبر، بينما انخفضت عمليات التسريح، ومن شأن بيانات الوظائف القوية دفع «الفيدرالي» إلى تقليص وتيرة التخفيضات في المستقبل.
رغم تصريحات باول التي تشير إلى إمكانية تقليص التخفيضات أو تأجيلها للتأكد من تحقيق مستهدفات البنك بشأن التضخم، خصوصاً في ظل قوة الاقتصاد الأميركي والتعريفات الجمركية المرتقبة، يتوقع المستثمرون خفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي في اجتماع البنك المركزي يومي الـ17 والـ18 من ديسمبر، وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي».
ترجح أداة «فيد ووتش» لتتبع الفائدة أن الأسواق ترى حالياً احتمالاً نسبته 73% لخفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس الشهر الجاري.
في الوقت ذاته يتوقع المتداولون خفض أسعار الفائدة 80 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2025، أي أقل من 1%، نزولاً من توقعات بتخفيضات في حدود 200 نقطة منذ ثلاثة أشهر.
تترقب الأسواق بيانات الوظائف غداً الجمعة، تليها بيانات التضخم لشهر نوفمبر الأسبوع المقبل، قبل اجتماع «فيد ووتش» المقرر يومي الـ17 والـ18 من ديسمبر الجاري.