يُعد زيت الزيتون من أبرز المنتجات الزراعية التي تشتهر بها دول شمال إفريقيا ومنطقة البحر المتوسط، حيث كان ولا يزال جزءاً أساسياً من ثقافة الطعام في تلك المناطق. لكن في الآونة الأخيرة، شهد هذا المنتج ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، وصل إلى نحو 250%، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في الطلب عليه، خاصة في الأسواق الأوروبية.
ويعزى هذا الارتفاع الكبير في الأسعار إلى عدة عوامل، منها التغيرات المناخية التي أثرت في إنتاج الزيتون في بعض الدول المنتجة الرئيسية، فضلاً عن تكاليف الإنتاج المتزايدة.
ومع ذلك، يبدو أن هناك بصيص أمل في الأفق، حيث تشير التوقعات إلى أن محصول الزيتون في إسبانيا، التي تُعد من أكبر الدول المصدرة لزيت الزيتون إلى جانب اليونان، سيكون جيداً هذا العام، ما قد يساهم في تقليل الضغط على الأسعار، ويعطي فرصة لتعافي السوق، في وقت يعاني فيه المنتج من تراجع في الإقبال في بعض الأسواق الأوروبية.
إلا أن التحديات التي تواجه صناعة زيت الزيتون تظل قائمة، مما يتطلب استراتيجيات مبتكرة من المنتجين للحفاظ على استقرار السوق وتلبية الطلب المتزايد في ظل الظروف الراهنة.
توقعت شركة «ديوليو» الإسبانية، أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم، أن تنخفض الأسعار بنسبة 50% في الأشهر القادمة.
وتتزامن هذه التوقعات الإيجابية مع تحسن الأحوال الجوية بعد سنوات من الجفاف والمناخ القاسي في جنوب أوروبا، الذي أثر سلباً على إنتاج زيت الزيتون، ودفع بأسعاره إلى مستويات قياسية، بحسب تقرير نشرته شبكة «CNBC» الأميركية.
وفي مقابلة تلفزيونية، توقع ميغيل أنخيل غوزمان، مسؤول المبيعات في شركة «ديوليو»، أن تنخفض أسعار الجملة بين شهري نوفمبر ويناير، مع استمرار تراجع الأسعار حتى عام 2025، إذا استمرت الظروف الجوية المواتية.
وأضاف غوزمان أن أسعار التجزئة، التي تراوحت بين 9 و10 يوروهات (7.50 و8.34 جنيه إسترليني) للتر، قد تنخفض إلى نحو 5 يوروهات (4.17 جنيه إسترليني).
كما دعم المجلس الدولي لزيت الزيتون هذه التوقعات، مشيراً إلى حصاد جيد في معظم الدول المنتجة، بما في ذلك إسبانيا واليونان والبرتغال وتونس. ووفقاً للتقارير المحلية، يُتوقع أن يرتفع إنتاج إسبانيا من 850 ألف طن في العام الماضي إلى 1.4 مليون طن العام المقبل.
وعن التحديات التاريخية التي مرت بها صناعة زيت الزيتون، قالت شركة «ديوليو»، التي تنتج علامات زيت الزيتون الشهيرة مثل بيرتولي وكاربونيل، إن هذا العام شهد «أصعب اللحظات في تاريخ القطاع»، ودعت إلى «تحول عميق» في صناعة الزيت.
وفيما يخص الأسعار، فقد بلغت أسعار زيت الزيتون البكر الممتاز في إسبانيا 6 يوروهات (6.33 دولار) للتر اعتباراً من 6 نوفمبر، ما يمثل انخفاضاً بنحو 19% على أساس شهري و35% عن أعلى مستوى سجلته الأسعار في يناير، والذي بلغ 9.2 يورو.
وبالنظر إلى أن إسبانيا تُنتج أكثر من 40% من زيت الزيتون في العالم، وتمثل منطقة البحر الأبيض المتوسط 80% من الإمدادات العالمية، فإنها تؤثر بشكل كبير في الأسعار العالمية لهذه المادة.