البحث عن رُعاة جُدد
البداية في «ميامي»
صرح الإسباني «آنخيل لوبيث» مدرب فريق «باوك» اليوناني السابق، لـ«إرم بزنس» أن الكرة الإسبانية دائماً ما كانت مصدراً هاماً للدخل المالي داخل إسبانيا وخارجها، وقد تهافتت خلال السنوات العشر الماضية القنوات التليفزيونية وشركات الرعاية على فرق ونجوم الدوري الإسباني.
«لوبيث» يرى أن كرة القدم تترك إرثاً ثقافياً واجتماعياً، بجانب المكاسب المادية الكبيرة، لذلك فإن إقامة مباريات رسمية إسبانية خارج البلاد يساعد على ضخ مزيد من الأموال، وجلب شركات الدعاية وكلها تصب في صالح الدولة الإسبانية.
ولفت المدرب الإسباني في تصريحاته لـ«إرم بزنس» إلى أهمية موعد إقامة أول مباراة رسمية في الولايات المتحدة، التي ستستضيف في العام نفسه 2025 أول نسخة مطورة لكأس العالم للأندية، كما ستستضيف الولايات المتحدة في 2026 كأس العالم للمنتخبات، مُعتبراً أن تواجد ريال مدريد أو برشلونة في الملاعب الأميركية هو أكبر حدث دعائي لهاتين البطولتين.
وأوضح أن كبرى شركات الملابس والأحذية الرياضية تتواجد في الولايات المتحدة، وهي أيضاً تتمتع بصخب جماهيري كبير للغاية في المسابقات الرياضية، وبالتالي هي خطوة كبيرة للاتحاد الإسباني لجذب هذه الشركات نحو الدعاية في بطولات إسبانيا.
وكانت منصة «فرونت أوفيس سبورت» (FOS) الأميركية قد نشرت تقريراً عما وصفته بـ«كفاح» رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم لوضع أقدامها في الولايات المتحدة الأميركية.
وكتبت أنه لطالما كان الدوري الإنكليزي الممتاز هو الدوري الأكثر شعبية بين الأميركيين، لكن الدوري الإسباني يحرز تقدماً ملحوظاً، وتزداد شعبيته في البلاد يوماً بعد يوم.
وتتطلع رابطة الدوري الإسباني «الليغا» من ذلك لتحقيق مكاسب مالية، وزيادة القيمة السوقية للدوري، والبداية من خلال إقناع الشركات الأميركية الكبرى باستضافة مباراة من الدوري الإسباني على الملاعب الأميركية في العام المقبل.
وكانت رابطة الدوري الإسباني قد افتتحت فرعها في أميركا الشمالية في عام 2018 المعروفة باسم (LALIGA North America).
ومنذ ذلك الحين حققت الرابطة نجاحًا غير مسبوق بتواجدها في أميركا الشمالية، وقال «بوريس غارتنر»، الرئيس التنفيذي لشركة، لـ«فرونت أوفيس سبورت»، إن الشركة حققت أرباحاً منذ عامها الثالث، حيث بلغت إيراداتها 77 مليون دولار حتى هذا الموسم.
وأضاف أنها نجحت في عام 2021 في تحقيق إنجاز كبير، عندما توسطت في صفقتين لحقوق البث التليفزيوني لمدة ثماني سنوات، واحدة مع شبكة قنوات (ESPN) في الولايات المتحدة بقيمة 1.4 مليار دولار، وأخرى في المكسيك وأمريكا الوسطى مع شبكة (Televisa Sky) بقيمة 600 مليون دولار، لتحقق «الليغا» أكبر صفقتين في تاريخها خارج إسبانيا.
لكن نجاحات شركة (LLNA)، وهي شركة تابعة لليغا في أميركا الشمالية، بدت وكأنها بمثابة تمهيد للحدث الرئيسي الذي لم يحدث بعد، والمتمثل في إقامة مباراة رسمية للدوري الإسباني في الولايات المتحدة.
ولعبت فرق الدوري الإسباني العديد من المباريات الودية في الولايات المتحدة على مر السنين الماضية، بما في ذلك الفريقان الكبيران برشلونة وريال مدريد في الشهر الماضي. لكن المباراة الرسمية يمكن أن تدفع النمو المالي إلى آفاق جديدة.
وتخطط الليغا لتكوين قاعدة جماهيرية كبيرة على غرار قواعد الجماهير في لعبة كرة القدم الأميركية (NFL) ودوري كرة السلة (NBA)، وكلاهما يمتلكان قواعد جماهيرية قوية داخل أميركا وخارجها، ويعتبران من أغنى الدوريات في العالم.
ومنذ عام 2018 تحاول (LLNA) الضغط من أجل إقامة مباراة واحدة رسمية على الملاعب الأميركية، لكن الاتحاد الأميركي لكرة القدم والفيفا أوقفا ذلك بسبب قانون حظر لعب المباريات المحلية في دول أجنبية آنذاك.
لتقوم بعدها رابطة الدوري الإسباني وشركة ريليفنت سبورتس (التي تدير LLNA) برفع دعوى قضائية ضد الفيفا وضد اتحاد كرة القدم الأميركي في عام 2019.
ونجحت الشركة في العام الحالي في إحراز تقدم كبير بعد اقتناص موافقة الفيفا على مراجعة سياساته الخارجية.
وكان الرئيس التنفيذي للشركة الإسبانية صامتاً بشأن الدعوى القضائية، لكنه أقر بأن صناعة كرة القدم الدولية "معقدة" بسبب الأجندات المتنوعة لاتحاداتها العديدة.
ومع ذلك، فإن فريق عمله يتخذ في الوقت الراهن كافة الخطوات اللازمة للتحضير للمباراة التي ستقام في الولايات المتحدة، والتي يعتقد أنها أمر لا مفر منه.
ويقول غارتنر بثقة كبيرة إن الحديث الآن عن إقامة مباراة رسمية للدوري الإسباني في الولايات المتحدة ليس مسألة ما إذا كان سيتم ذلك أم لا، بل مسألة متى ستكون المباراة؟
وتشير المنصة الأميركية «فرونت أوفيس سبورت»، إلى أنه عندما تقام أولى مباريات الدوري الإسباني في الولايات المتحدة، ستكون على ملعب «هارد روك» في «ميامي» لعدة أسباب هي:
ولم يتضح بعد أي الفرق ستشارك في هذه المباراة، ولكن نظراً للاحتكار الثنائي لقمة الدوري الإسباني، فمن المرجح أن يشارك فريق واحد على الأقل من ريال مدريد، أو من برشلونة.
وبالنسبة للجماهير غير القادرة على الحضور للمعلب، كشف «غارتنر» عن الحزمة التليفزيونية التي تتضمن بالفعل وجود شبكة قنوات (ESPN) كناقل للمباريات التي تُقام في الولايات المتحدة.
وتأسست رابطة الدوري الإسباني عام 1929، ونجحت في حصد مبلغ 3 مليارات و 738 مليون دولار من تداول أسهمها، وآخر مكاسبها كان في العام الماضي بحصد 526.24 مليون دولار.