logo
قطاعات

1.1 مليار مسافر في 9 أشهر.. السياحة العالمية تتعافى

1.1 مليار مسافر في 9 أشهر.. السياحة العالمية تتعافى
مسافرون في مطار هارتسفيلد جاكسون أتلانتا الدولي، جورجيا، الولايات المتحدة، 20 ديسمبر 2021.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:6 ديسمبر 2024, 03:19 م

يشهد قطاع السياحة العالمي انتعاشاً ملحوظاً بعد التحديات التي فرضتها الجائحة، فمع تخفيف القيود وتزايد الرغبة في السفر والاستكشاف من جديد، ارتفع حجم الإنفاق السياحي بشكل ملحوظ، ما يعكس عودة الثقة لدى المسافرين واستعادتهم للتجارب التي حُرموا منها خلال فترات الحجر الصحي.

وكشفت إحصاءات عالمية أن 1.1 مليار سائح سافروا دولياً في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، ما يُظهر تعافي قطاع السياحة بنسبة 98% من مستويات ما قبل الجائحة.

ووفقاً لأحدث مقياس للسياحة العالمية الصادر عن منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، يُتوقع تحقيق تعافٍ كامل من أكبر أزمة في تاريخ القطاع بحلول نهاية العام الجاري، على الرغم من التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والمناخية.

عوامل متنوعة

وتتنوع العوامل التي ساهمت في هذا التعافي، ومنها التطورات الإيجابية في حملات التطعيم، وزيادة مرونة شركات الطيران والفنادق في التعامل مع المتغيرات، بالإضافة إلى تقديم عروض مغرية لجذب السياح، كما يلعب التوجه نحو السياحة المستدامة والاهتمام بالبيئة دوراً محورياً في تشكيل توجهات المسافرين.

وأظهرت الإحصاءات أن هذا التعافي يأتي بعد مرور أربع سنوات على تفشي جائحة «كوفيد-19»، التي أدت إلى توقف السياحة العالمية.

ويعكس مؤشر السياحة العالمي انتعاش القطاع، مدفوعاً بزيادة أعداد الوافدين في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2024 مقارنة بعام 2019.

كما كشف التقرير عن نتائج إيجابية لإيرادات السياحة الدولية، إذ سجلت معظم الوجهات نمواً مزدوجاً مقارنة بمستويات عام 2019.

من جهته، قال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، زوراب بولوليكاشفيلي: «إن النمو القوي الذي شهدته عائدات السياحة يمثل ريادة عالمية للاقتصادات، إن نمو إنفاق الزوار بشكل أقوى من أعداد الوافدين له تأثير مباشر على ملايين الوظائف والشركات الصغيرة، ويساهم بشكل كبير في ميزان المدفوعات وعائدات الضرائب في العديد من الاقتصادات».

أداء السياحة حسب المنطقة

سجلت أعداد الوافدين الدوليين نمواً قوياً في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، مدفوعة بالطلب المتزايد بعد الجائحة، خاصة في أوروبا، والأداء القوي للأسواق المصدرة الكبيرة عالمياً، بالإضافة إلى التعافي المستمر في وجهات آسيا والمحيط الهادئ، بفضل زيادة الربط الجوي وتسهيلات التأشيرات.

أخبار ذات صلة

الغرف السياحية لـ«إرم بزنس»: الرسوم السعودية رفعت كلفة الحج في مصر

الغرف السياحية لـ«إرم بزنس»: الرسوم السعودية رفعت كلفة الحج في مصر

 

وحققت منطقة الشرق الأوسط نمواً بنسبة +29% مقارنة بعام 2019، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، بينما تجاوزت أوروبا مستويات ما قبل الجائحة بنسبة +1%، وحققت إفريقيا نمواً بنسبة +6%.

من جانبها، استعادت الأميركتان 97% من مستويات ما قبل الجائحة (-3% مقارنة بعام 2019). أما منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فقد بلغت نسبة التعافي 85% من مستويات عام 2019، مقارنة بـ66% في عام 2023، ما يُظهر انتعاشاً تدريجياً وإن كان غير متساوٍ.

وشهد موسم الصيف في نصف الكرة الشمالي أداءً قوياً، إذ وصلت أعداد الوافدين عالمياً في الربع الثالث من 2024 إلى 99% من مستويات ما قبل الجائحة.

كما أظهر التقرير أن 60 وجهة من أصل 111 سجلت أفضل أداء، بما في ذلك قطر التي حققت نمواً بنسبة +141% مقارنة بعام 2019، وألبانيا بنسبة +77%، والمملكة العربية السعودية بنسبة +61%، بالإضافة إلى كوراساو (+48%)، وتنزانيا (+43%)، وكولومبيا وأندورا (+36% لكل منهما).

نمو استثنائي للعائدات 

يشهد العديد من الوجهات السياحية إقبالاً كبيراً من المسافرين الباحثين عن اكتشاف أماكن جديدة وتجربة ثقافات متنوعة، ورغم هذا الانتعاش، يواجه القطاع تحديات تشمل ارتفاع أسعار التذاكر والإقامة، ونقص العمالة في بعض المجالات السياحية.

أخبار ذات صلة

لتعزيز السياحة.. الأردن يعيد تشغيل خطوط الطيران منخفض التكاليف

لتعزيز السياحة.. الأردن يعيد تشغيل خطوط الطيران منخفض التكاليف

وأظهرت عائدات السياحة نمواً استثنائياً في 35 دولة من أصل 43، إذ تجاوزت الإيرادات مستويات ما قبل الجائحة خلال الأشهر الثمانية إلى التسعة الأولى من عام 2024، وحققت معظم الدول نمواً مزدوج الرقم مقارنة بعام 2019 (بالعملات المحلية)، وهو ما يفوق معدلات التضخم في معظم الحالات، وفقاً للمنظمة العالمية للسياحة.  

وحققت صربيا أداءً مميزاً بنمو تجاوز 99%، إذ تضاعفت إيراداتها مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، كما سجلت باكستان نمواً بنسبة +64%، ورومانيا +61%، واليابان +59%، والبرتغال +51%، على حين بلغت نسبة النمو في كل من نيكاراغوا وتنزانيا 50%.

ومن بين أكبر الدول من حيث العائدات، سجلت اليابان نمواً بنسبة +59%، وتركيا +41%، وفرنسا +27% حتى سبتمبر 2024، كما شهدت إسبانيا وإيطاليا زيادات كبيرة في إيرادات السياحة الدولية، إذ بلغت في الأولى +36%، وفي الثانية +26% حتى أغسطس.

أما المملكة المتحدة، فقد حققت زيادة بنسبة 43%، وكندا +35%، وأستراليا +18% حتى يونيو 2024، وسجلت الولايات المتحدة، أكبر دولة من حيث دخل السياحة عالمياً، نمواً بنسبة 7% حتى سبتمبر.

اتجاهات الإنفاق السياحي

تعكس البيانات المتعلقة بالإنفاق السياحي الدولي الاتجاه التصاعدي نفسه، خاصة في الأسواق الكبرى مثل ألمانيا التي سجلت نمواً بنسبة +35% مقارنة بعام 2019، والولايات المتحدة +33%، وفرنسا +11%.

كما أظهرت المملكة المتحدة نمواً قوياً في الإنفاق بنسبة +46%، وأستراليا +34%، وكندا +28%، وإيطاليا +26%، حتى يونيو 2024، وأبرزت البيانات المتاحة للهند زيادة ملحوظة في الإنفاق الخارجي، إذ سجلت نمواً بنسبة +81% حتى يونيو 2024 مقارنة بعام 2019.

السياحة في طريقها للتعافي الكامل

من المتوقع أن يستمر قطاع السياحة في تحقيق نمو مستدام خلال السنوات المقبلة، مدفوعاً بالتغيرات الديموغرافية والاجتماعية والتكنولوجية. ومع ذلك، فإن ضمان استمرارية هذا النمو يتطلب تضافر جهود الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتقديم تجربة سياحية ممتعة وآمنة ومستدامة.

ومن المنتظر أن يصل عدد السياح الدوليين إلى مستويات عام 2019 خلال عام 2024، بعدما سجلت عائدات السياحة الدولية مستويات مرتفعة ما قبل الجائحة في عام 2023، وعلى الرغم من أن العديد من الوجهات تجاوزت أرقام السياح التي تحققت قبل الجائحة في عامي 2023 و2024، إلا أن هناك مجالاً لمزيد من التعافي في بعض المناطق الفرعية والوجهات الأخرى.

تفاوت مستويات التعافي

ويشهد التعافي تفاوتاً بين المناطق، إذ يظل أبطأ في أجزاء من شمال شرق آسيا ووسط شرق أوروبا مقارنة بالأداء القوي في المناطق الفرعية الأوروبية الأخرى، والشرق الأوسط، وأميركا الوسطى، ومنطقة البحر الكاريبي، في هذه المناطق، تجاوز عدد الوافدين السياحيين مستويات ما قبل الجائحة، وكما هو الحال في عام 2023، يُتوقع أن تشهد عائدات التصدير من السياحة الدولية في عام 2024 نمواً ملحوظاً بفضل ارتفاع متوسط الإنفاق لكل رحلة (باستثناء تأثير التضخم)، وهو ما يُعزى جزئياً إلى فترات إقامة أطول.

تحديات مستمرة

ورغم النتائج الإيجابية عموماً، لا يزال القطاع السياحي يواجه تحديات كبيرة، تشمل التضخم المرتبط بالسفر والسياحة، وارتفاع أسعار النقل والإقامة، وتقلب أسعار النفط، كما أن الصراعات والتوترات الجيوسياسية العالمية تؤثر في ثقة المستهلكين. إضافة إلى ذلك، تشكل الأحداث المناخية المتطرفة، ونقص العمالة تحديات كبيرة لأداء السياحة واستدامتها.

السياحة العالمية في طريقها للتعافي الكامل 

من المتوقع أن يستمر قطاع السياحة في النمو خلال السنوات المقبلة، مدفوعاً بالتغيرات الديموغرافية والاجتماعية والتكنولوجية. ومع ذلك، فإن استدامة هذا النمو تتطلب تضافر جهود الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتوفير تجربة سياحية ممتعة وآمنة ومستدامة.

ومن المتوقع أن يصل عدد السياح الدوليين إلى مستويات عام 2019 في عام 2024، إذ سجلت عائدات السياحة الدولية سابقاً مستويات عالية ما قبل الجائحة في عام 2023.

ورغم أن عدداً كبيراً من الوجهات تجاوز أرقام السياح ما قبل الجائحة في عام 2023، أو في عام 2024، فإنه لا يزال هناك مجال للتعافي في العديد من المناطق الفرعية والوجهات.

ويتناقض التعافي الأبطأ في أجزاء من شمال شرق آسيا ووسط شرق أوروبا مع النتائج القوية في جميع المناطق الفرعية الأوروبية الأخرى، والشرق الأوسط، وأميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، حيث تجاوز وفود السياح عددهم ما قبل الجائحة.

كما هو الحال في عام 2023، سيشهد عام 2024 عائدات تصدير قوية من السياحة الدولية، بسبب ارتفاع متوسط الإنفاق لكل رحلة (باستثناء آثار التضخم)، وهو ما يرجع جزئياً إلى فترات الإقامة الأطول.

التحديات لا تزال قائمة

ورغم النتائج القوية عموماً، لا تزال هناك العديد من التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والمناخية، فما زال قطاع السياحة يواجه تضخماً في السفر والسياحة، خاصة أسعار النقل والإقامة المرتفعة، فضلاً عن تقلب أسعار النفط، وتستمر الصراعات والتوترات الكبرى في مختلف أنحاء العالم في التأثير على ثقة المستهلكين، على حين تشكل الأحداث المناخية المتطرفة، ونقص الموظفين أيضاً تحديات بالغة الأهمية لأداء السياحة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC