وجاءت الاتفاقية بناء على مفاوضات منصفة للطرفين تم فيها مراعاة مصالح الدولة الليبية ومصالح شركة إيني، وأخذت في الحسبان، وفق تقرير لـ "رويترز" رصد تصريحات أصحاب الصفقة من الجانبين، جميع الظروف الاقتصادية، ونشاط دول الجوار في مجال الاكتشافات البحرية، ومخاطر استثمار كبير على مدى ثلاث سنوات.
ويأمل محللون أن يكون مؤشر الانقسامات السياسية في ليبيا، منحازاً لاتمام الصفقة وعدم تقويضها، باعتبار أن الإتفاق يهدف إلى تحقيق غايات أهمها:
1 ) تعزيز إمدادات الطاقة إلى أوروبا.
2) زيادة إنتاج الغاز للسوق المحلية الليبية، وكذلك الصادرات من خلال تطوير حقلي غاز بحريين.
3) إتاحة استثمارات مهمة في قطاع الطاقة الليبي، مما يساهم في التنمية المحلية، وايجاد فرص عمل جديدة، بحسب تأكيد الرئيس التنفيذي لشركة إيني كلاوديو ديسكالسي.
4) بناء منشآت جديدة لاستخلاص الكربون ، وبدء تعاون بين ايطاليا وليبيا في مجال الطاقة الشمسية.
5) فتح الباب أمام استثمارات جديدة للشركات العالمية داخل ليبيا، بعدما تسبّبت الأحداث السياسية خلال العقد الماضي في هروبها، الأمر الذي أدى إلى انهيار إنتاج النفط في البلاد.
6) الإعلان عن رسالة واضحة لشركات النفط العالمية للعودة إلى اتفاق رفع القوة القاهرة عن مناطق الاستكشاف.
7) وقف مساعي الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وانهاء كوارث الموت الجماعي لهم في مياه البحر المتوسط.
ولأن إفريقيا، خاصة دول شمال القارة، سوقاً مستهدفة لاقتصاد النفط، المغذي لدول أوروبا، فجاءت نيجيريا، وفقاً لتقديرات سابقة لمنتدي الطاقة الأمريكي الإفريقي، متصدرة الدول العشر الأكثر انتاجا للنفط في القارة السمراء، التي تعاني العديد من المشكلات الداخلية المتنوعة، بانتاج 1,4 مليون برميل، ثم أنغولا، والجزائر وليبيا ومصر والغابون وغانا وغينيا الاستوائية، وجمهورية الكونغو وتتزيل تشاد القائمة بنسبة 10%، وتتميز ليبيا وفق التقرير بأنها صاحبة أكبر احتياطي نفطي في قارة افريقيا بجم 70 مليار برميل، وارتفاع كبير في احتياطي الغاز كذلك. وبحسب موقع "بيزنش انسايدر" بلغت الاحتياطات المؤكدة العام الماضي من النفط في افريقيا نحو 125,2 مليار برميل.
وفي الجزائر، أخذت إيطاليا بالفعل زمام المبادرة بالحصول على الغاز من الجزائر، وأقامت شراكة استراتيجية جديدة هناك تشمل الاستثمار لمساعدة شركة الطاقة الحكومية "سوناطراك" على وقف تراجع في الإنتاج استمر لسنوات.
وتقول "ايني" على موقعها الإلكتروني، إن تواجدها في الجزائر منذ عام 1981، إلا أنها وقعت مؤخرا عقوداً لضخ كميات اضافية من الغاز تصا إلى 9 مليارات متر مكعب على المدى المتوسط، للخروج من تبعات الغاز الروسي. عبر خط أنابييب " ترانسميد ، إنريكو _ ماتاي" الذي يصل ايطاليا عبير البحر المتوسط مرورا بتونس وتبلغ طاقة نقله السنوية حوالى 32 مليار متر مكعب.
بل إن شركة "ايني" استحوذت على شركة طاقة بريطانية تعمل في الجزائر، وهي شركة "بريتش بتروليم" في امتيازات حقلي "ان أميناس" جنوبي شرقس الجزائر و"ان صالح" وسط البلاد، بطاقة تشغيل تبلغ 45 % و89% وتزود الجزائر ايطاليا حاليا بحوالي 20 مليار متر مكعب حتى الشهر الماضي.
وقال رئيس العمليات جويدو بروسكو في "ايني"، إن امدادات الغاز الجزئري للشركة ستتضاعف إلى 18 مليار متر مكعب سنويا بحلول 2024. وستنتهي الشركة من خط أنابيب ""ايست ميد" ، بحسب تقرير "ايني" في موقعها الالكتروني، بحلول 2025، وهذا الخط تحت سطح البحر مصمم لتزويد أوروبا بالغاز من شرق البحر المتوسط عبر اليونان واسرائيل ويتكلف حوالي 6 مليارات دولار ويجري التخطيط له منذ سنوات.
وفي مصر، أكدت مجموعة الطاقة الايطالية ، وشركة البترول الأميركية "شيفرون" ، أن كشف الغاز الجديد في حقل بحري مصري بشرق البحر المتوسط، وهو "نرجس 1 " يقع ضمن منطقة امتياز، ستعزز مكانة مصر كدولة منتجة للغاز، خاصة بعد اكتشاف حقل "ظهر" العملاق في شرق البحر المتوسط منذ 2015. وتمتلك شركة " شيفرون" 45% فيهاـ فيما تمتلك "ايني" 45% منها، فيما تمتلك شركة "ثروة"المصرية للبترول 10%.
وإجمالاً فإن أوروبا، وهي تعقد صفقات النفط ومنتجاته المختلفة مع دول في منطقة الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا، فإنها وبحسب تقرير في "وول ستريت جورنال" أمس، أن أوروبا تبحث عن إمدادات الطاقة الجديدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعن بدائل للغاز الروسي، لكنه يصطدم أحياناً بعقبات سياسية في الشرق الأوسط، أو تعقيدات في المفاضات، تأخذ جهداً ووقتاً لحلها.