حددت الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف «كوب 16» هدفاً طموحاً يتمثل في استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030، وتحت شعار «أرضنا، مستقبلنا»، يبرز هذا الحدث، الذي يُعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الحاجة الملحة للتعاون الدولي لمكافحة التصحر وتعزيز الاستدامة، فيما يلي استعراض شامل لتأثيرات وأهمية أهداف كوب 16.
يمثل هدف «كوب 16» لاستعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة فرصة تحويلية هائلة، تُسهم استعادة الأراضي في دعم التنمية المستدامة، وتعزيز الاقتصادات المحلية، وخلق ملايين الوظائف الخضراء، ووفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، فإن كل دولار يُستثمر في استعادة الأراضي يحقق عائداً اقتصادياً يتراوح بين 7 و30 دولاراً.
سيكون التعاون بين الخبراء والمنظمات غير الحكومية والحكومات والجامعات والقطاع الخاص عاملاً أساسياً لتحقيق هذا الهدف. كما ستدفع هذه الجهود عجلة الابتكار في تقنيات إدارة الأراضي المتقدمة وإستراتيجيات الحفاظ على الموارد المائية، ما يعزز الإنتاج الزراعي، ويقوي القدرة على مواجهة الجفاف. من خلال هذا التحول نحو الاقتصادات الخضراء، تصبح استعادة الأراضي عنصراً أساسياً في تحقيق التنمية المستدامة.
لتحقيق مقاومة فعّالة للجفاف، يجب الانتقال من الاستجابات الطارئة إلى إستراتيجيات استباقية. ومن بين الحلول الرئيسة:
بالإضافة إلى ذلك، تُعدّ إعادة التشجير وإطلاق صناديق لإدارة الجفاف والتأمين ضد الجفاف أدوات فعّالة لدعم المجتمعات المتضررة. كما يسهم التنسيق بين الإدارات المختلفة في ضمان تطبيق السياسات بشكل فعّال وبما يدعم الأهداف طويلة الأجل.
تلعب التكنولوجيا دوراً حيوياً في مواجهة تدهور الأراضي، تشمل الحلول المبتكرة:
يُبرز كوب 16 أهمية إشراك الشباب والنساء والمجتمعات المحلية في جهود استعادة الأراضي. هذه الفئات تحمل رؤى وخبرات تُسهم في اعتماد ممارسات مبتكرة.
هناك ترابط وثيق بين استعادة الأراضي وتحقيق الأمن الغذائي. تُعزز الممارسات الزراعية المستدامة، مثل الزراعة البيئية والزراعة التجديدية، صحة التربة، تدعم التنوع البيولوجي، وتزيد مرونة النظم الغذائية في مواجهة تغير المناخ. كما أطلقت منظمة الأغذية والزراعة (FAO) منصات علمية وتقنية لدمج التكنولوجيا الحديثة مع المعارف التقليدية، ما يضمن تلبية احتياجات المناطق المختلفة.
يمثل استضافة السعودية لـ«كوب 16» خطوة تاريخية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. تشكل الأراضي الصالحة للزراعة 1.6% فقط من إجمالي مساحة دول مجلس التعاون الخليجي، ما يجعل التصحر تحدياً كبيراً. سيُسلط المؤتمر الضوء على الجهود الإقليمية مثل تطوير محاصيل مقاومة للجفاف ومشاركة المنطقة الفعالة في اتفاقيات الأمم المتحدة البيئية.
تستغل المنطقة منصة «كوب 16» لتعبئة الموارد وتعزيز دورها في تشكيل السياسات العالمية، مؤكدين التزامها بمكافحة تدهور الأراضي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
تعد المؤسسات المالية الدولية والقطاع الخاص شريكين أساسيين في تحقيق أهداف «كوب 16». يمكنهما الإسهام من خلال:
يوفر «كوب 16» فرصة فريدة لتعزيز التعاون العالمي. تشمل التوقعات إطلاق آليات تمويل جديدة، تشكيل شراكات عبر الحدود، وتجديد الالتزام بتحقيق هدف الحياد في تدهور الأراضي (LDN). من خلال هذه الجهود، يهدف «كوب 16» إلى تحقيق تأثيرات إيجابية مستدامة تدعم مستقبلاً أكثر مرونة واستدامة.
يمثل «كوب 16» نقطة تحول في الجهود العالمية لمكافحة التصحر والتحديات المناخية. من خلال أهدافه الطموحة وإستراتيجياته الشاملة، يمهد المؤتمر الطريق لعالم أكثر خضرة واستدامة. تحت شعار «أرضنا، مستقبلنا»، يجسد «كوب 16» روح التعاون والعمل الجماعي لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.