logo
مقالات الرأي

معركة السيطرة على أشباه الموصلات تنتقل إلى المواد الخام

معركة السيطرة على أشباه الموصلات تنتقل إلى المواد الخام
موظفان يراقبان إنتاج أشباه الموصلات من خلال شاشة إلكترونية داخل مصنع في تشونغتشينغ، الصين، يوم 6 يناير 2022المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:2 سبتمبر 2024, 07:38 ص

اتسعت ساحة التوترات الجيوسياسية المستمرة بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والصين، وامتدت نحو السيطرة على التقنيات الحيوية، خصوصاً تلك المتعلقة بأشباه الموصلات المتقدمة. وعلى مدى سنوات عدة، لجأت الدول الغربية إلى تشديد القيود على وصول الصين إلى الرقائق الإلكترونية المتقدمة، التي تعد ضرورية لدعم الابتكارات، مثل الذكاء الاصطناعي، فيما ردّت الصين بفرض قيود على تصدير المواد الأساسية لإنتاج أشباه الموصلات، ما خلق تحديات كبيرة أمام سلاسل التوريد العالمية.

في أغسطس من العام الماضي، فرضت بكين قيوداً على تصدير عنصري الغاليوم (Gallium) والجرمانيوم (Germanium)، المادتين الأساسيتين لصناعة أشباه الموصلات، إذ تسيطر الصين على الجزء الأكبر من الإنتاج العالمي لهاتين المادتين، بواقع 98% من إنتاج الغاليوم و60% من إنتاج الجرمانيوم. وتفرض القيود على الشركات الراغبة في تصدير أي من هاتين المادتين من الصين، الحصول على تراخيص خاصة بكل شحنة على حدة، ما تسبّب بحالة كبيرة من عدم اليقين والاضطراب في الإمدادات العالمية.

تأثيرات قيود التصدير

كان التأثير الفوري لهذه القيود واضحاً، فقد أظهرت بيانات التصدير نقصاً حاداً في توافر هذه المواد، تلاه انخفاض مستمر إلى نحو نصف المستويات التي كانت قائمة قبل فرض القيود. وأدى هذا الانكماش في العرض إلى زيادة حادة في الأسعار، ما خلق وضعاً حرجاً للشركات التي تعتمد على هذه المدخلات. ويحذر المطلعون على الصناعة من أن استمرار الاضطراب، قد يؤدي إلى نقص حاد، مع تأثيرات متسلسلة على سلاسل التوريد العالمية.

أخبار ذات صلة

بقيادة الإمارات والسعودية.. الشرق الأوسط يوسع استثماراته في أشباه الموصلات

بقيادة الإمارات والسعودية.. الشرق الأوسط يوسع استثماراته في أشباه الموصلات

 تؤكد هذه الحالة على الطبيعة المترابطة للاقتصاد العالمي. فبينما تسعى الدول الغربية إلى الحد من وصول الصين إلى أشباه الموصلات المتقدمة، فإنها لا تزال تعتمد على الصين في توفير المواد الخام الضرورية لإنتاج هذه الرقائق. وبالمثل، تعتمد الصين على أشباه الموصلات المصنعة في الغرب لقطاعاتها التصنيعية التي تنتج السلع الاستهلاكية للأسواق العالمية. وبالتالي، أدت هذه التبعية المتبادلة إلى لعبة معقّدة بين الطرفين، إذ يسعى كل جانب إلى استغلال نقاط قوته للتفوق على الآخر.

السيطرة على سلاسل الإمداد

لم تقتصر الإستراتيجية الصينية على استخدام قيود التصدير المتعلقة بالغاليوم والجرمانيوم. فقد وسّعت تلك القيود لتشمل مواداً حيوية أخرى، بما في ذلك الغرافيت (Graphite) الضروري لبطاريات الليثيوم-أيون، ومؤخراً، الأنتيمون (Antimony)، وهو مادة تُستخدم في التطبيقات الدفاعية والسلع الاستهلاكية. ومن خلال سيطرتها على سلاسل الإمداد الحيوية هذه، تشير الصين إلى قدرتها على التأثير بشكل كبير على الصناعات التكنولوجية والدفاعية العالمية.

أخبار ذات صلة

العلامات التجارية الأكثر قيمة لأشباه الموصلات

العلامات التجارية الأكثر قيمة لأشباه الموصلات

 يعكس الصراع المستمر بين الولايات المتحدة والصين حول التكنولوجيا والمواد الخام لأشباه الموصلات، توترات أوسع في التجارة العالمية والسيطرة التكنولوجية.

ومع استمرار الطرفين في التصعيد، يُرجح أن تكون لهذه التحركات تداعيات واسعة على الصناعات العالمية، ما قد يعيد تشكيل مشهد سلاسل التوريد العالمية، والابتكار التكنولوجي، والتجارة العالمية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC