وللمرة الأولى منذ أربعة أشهر وبعد قفزات قياسية لمعدلات الرهن العقاري في السوق الأميركي، والتي ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في أكثر من ربع قرن، تبدو علامات الارتياح في الظهور بالقطاع.
وفي غضون ذلك انخفضت فائدة الرهن العقاري في الولايات المتحدة دون 7% للمرة الأولى منذ أربعة أشهر، وهو الأمر الذي من شأنه تحقيق بعض الارتياح للمتعاملين بعد معاناة كبيرة من ارتفاع التكاليف.
متوسط سعر الفائدة على القرض الثابت لأجل 30 عامًا تسجل أدنى مستوياتها منذ أغسطسفريدي ماك
وقالت مؤسسة الرهن العقاري "فريدي ماك" في بيان: "إن متوسط سعر الفائدة على القرض الثابت لأجل 30 عامًا بلغ 6.95% هذا الأسبوع، انخفاضًا من 7.03% في الأسبوع الماضي، مسجلة أدنى مستوياتها منذ أغسطس".
وتراجعت تكاليف الاقتراض لمدة سبعة أسابيع متتالية، لتدفع أسعار الفائدة بعيدًا عن مستواها المرتفع والذي بلغ 7.79% في أواخر أكتوبر.
يوم الأربعاء، أبقى الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي ثابتًا، وتوقع سلسلة من إجراءات خفضه في العام المقبل، وهي توقعات أدت إلى تراجع عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات.
وقال جويل كان، نائب رئيس جمعية المصرفيين العقاريين ونائب كبير الاقتصاديين: تراجعت فائدة الرهن العقاري بعد الصعود لمستويات قياسية على وقع تأثير رفع معدتلا الفائدة من جانب الفيدرالي الأميركي".
وأضاف جويل كان: "شهدت قروض الرهن زيادة في عدد برامج القروض التي تضمنت معايير مثل إعادة التمويل النقدي، في إشارة إلى انفراجة لدى المستهلكين".
شهدت قروض الرهن زيادة في عدد برامج القروض التي تضمنت معايير مثل إعادة التمويل النقديجويل كان
وتعمق الفوائد المرتفعة من معاناة الأميركي للحصول على سكن، وهو ما يعد ضربة أخرى لمشتري المنازل المحتملين الذين يعانون من ارتفاع أسعار المنازل والانخفاض المستمر في المعروض من العقارات في السوق، وفقًا لجمعية المصرفيين للرهن العقاري.
وقال إدوارد سيلر، نائب الرئيس المساعد لاقتصاديات الإسكان في جمعية المصرفيين للرهن العقاري: "مع ارتفاع معدلات الرهن العقاري حاليًا إلى 7% من المتوقع أن تظل أعلى من 6% بحلول نهاية العام".
وأضاف نائب الرئيس المساعد لاقتصاديات الإسكان: "ستظل القدرة على تحمل التكاليف عائقًا أمام العديد من الأسر التي تتطلع إلى شراء منزل".
وفي وقت سابق أشارت مؤسسة الرهن العقاري فريدي ماك إلى أن متوسط سعر الفائدة على قرض المنزل لمدة 30 عامًا قفز إلى 7.27% من7.21% الأسبوع الماضي مقابل متوسط المعدل 5.55% قبل عام مضى.
وشهددت زيادات الرهن العقاري ارتفاعات متتالية وصلت إلى أعلى مستوى له منذ أوائل يونيو 2001، عندما بلغ متوسطه حينذاك 7.24%.
وفي عام 2001 كان متوسط سعر البيع للمنزل غير المبني حديثًا في الولايات المتحدة 158 ألف دولار ، بينما يسجل الآن 406.7 ألف دولار.
ولفت تقرير فريدي ماك إلى أن أسعار الفائدة المرتفعة كانت تضيف مئات الدولارات شهريًا بالنسبة للمقترضين، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة التعثر عن سداد الديون.
أسعار الفائدة المرتفعة كانت تضيف مئات الدولارات شهريًا بالنسبة للمقترضينفريدي ماك
وفقًا لاستطلاع حديث من المرجح أن يشهد العقار العالمي طلبًا متزايدًا خلال عامي 2024 و 2025 حيث يرتفع الطلب ويتناقص العرص.
إلا أن هذا الطلب سيتزايد تدريجيًا مع بدأ تحول البنوك المركزية العالمية عن السياسة المتشددة وهو ما يخفض من تكاليف الرهون العقارية.
إلا أن اللافت في الامر هو استمرار زخم الطلب وإن لم يكن بالقوة ذاتها رغم ارتفاع الفائدة، في إشارة إلى أن الطلب على العقار قد يغدو كونه للاستهلاك.
وأظهر استطلاع أجرته رويترز، أن أسعار العقارات في معظم الأسواق العالمية الرئيسية سترتفع خلال العامين المقبلين.
وفي الاستطلاع تم الإشارة إلى أن الارتفاع قد يكون بوتيرة أبطأ قليلا مما كان متوقعا قبل ثلاثة أشهر، وذلك وفقًا لمؤسسة نايت فرانك.
وعزا المشاركون في الاستطلاع تباطأ وتيرة الطلب إلى طغيان الطلب القوي وشح المعروض على ارتفاع أسعار الفائدة.
ستظل القدرة على تحمل التكاليف عائقًا أمام العديد من الأسر التي تتطلع إلى شراء منزلإدوارد سيلر
وأظهر الاستطلاع الذي شمل أكثر من 100 محلل استراتيجي لأسواق الإسكان في الفترة من 15 نوفمبر إلى الرابع من ديسمبر أن أسعار العقارات سيغلب عليها الارتفاع.
وسترتفع أسعار العقار في خمس من ثماني أسواق رئيسية للعقارات شملها الاستطلاع في العام المقبل وفي جميعها في عام 2025.
وقال ليام بيلي رئيس قسم الأبحاث في نايت فرانك: "حقيقة أن الأسعار لم تنخفض كثيرا وبدأت بالفعل في الارتفاع مجددا بالعديد من الأسواق ترجع إلى حقيقة أن المعروض منخفض جدا".
وأظهر الاستطلاع أنه من المتوقع ارتفاع الأسعار بما يتراوح بين 1.3% و5% في عام 2025 في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وألمانيا ودبي.