أجراس الإنذار تدق.. أزمة صينية تتفاقم ستعصف بالأسواق

رغم محاولات المركزي الصيني والجهات التنظيمية في البلاد، تدارك مؤشرات تباطؤ النمو، التي تزعج الأسواق، فإن أجراس الإنذار يبدو أنها بدأت في الانطلاق بشأن أزمة تختمر في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، وتحديدًا في القطاع العقاري، الذي لم يتعافَ بعد من أزمة ديون كبرى الشركات، التي تفجرت في السنوات الأخيرة.

وفي غضون ذلك يبدو أن أكثر القطاعات المتضررة جراء تباطؤ النمو، هو قطاع العقار الذي كانت تعول عليه الصين كثيرًا، لإحداث طفرات بمعدلات النمو.

عودة الأزمة

وحذر بنك مورغان ستانلي من المخاطر، التي تشكلها تقلبات قطاع العقارات في الصين، بعد الهبوط الحاد الجماعي لأسهم كبرى شركات القطاع.

وأشار محللو بنك مورغان ستانلي إلى أن هذا الهبوط الموحد ينذر بعودة أزمة سوق العقارات الصيني بشكل كبير.

اقرأ أيضًا..

السيناريو المرتقب.. هذا ما قد يفعله الفيدرالي ويقوله باول

إذا فشلت الإجراءات

وحذر محللو مورغان ستانلي من أنه في حال فشلت إجراءات التيسير النقدي لبنك الصين، في دعم قطاع العقارات المتعثر، فقد تتفاقم الأزمة.

وأشار محللو مورغان ستانلي إلى أن هذا الفشل، سيؤدي إلى مخاوف من تأثير غير مباشر في باقي منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

هبوط الأسواق

وقال محللو العقارات في مورغان ستانلي: "ستكون هناك مخاطر لهبوط كبير بأسواق الأسهم، إذا لم يستقر قطاع العقارات في الصين، حتى مع التيسير الذي من المتوقع أن يوسعه بنك الصين الشعبي".

وأضاف محللو مورغان ستانلي: " في سيناريو فشل التيسيرات بدعم القطاع، فإن الثقة والظروف المالية في الصين سوف تتضرر بشدة".

وتابع محللو البنك: "ستكون هناك تداعيات سلبية على النمو الاقتصادي في الصين سينتقل بشكل واسع إلى باقي أسواق المنطقة".

قرارات المركزي

ولفت خبراء مورغان ستانلي إلى أن تلك التقلبات، تأتي رغم قيام بنك الصين الشعبي بخفض أسعار الفائدة، على اثنتين من أدوات السياسة النقدية المنفصلة أمس الثلاثاء.

وأشار خبراء البنك إلى أن المركزي، خفض الفائدة على عمليات إعادة الشراء Repo، ومعدل تسهيلات الإقراض الدائم SLF .

ورجح محللو مورغان ستانلي، أن يخفض سعر الفائدة على تسهيلات الإقراض متوسطة الأجل MLF غدا.

اقرأ أيضًا..

لليوم الثاني على التوالي.. الصين تفاجئ الأسواق وتُربك الأسهم

تعافٍ بطيء

بينما يرى محلل العقارات لدى جي بي مورغان، تاي هوي، أن التعافي الذي سيشهده القطاع العقاري الصيني سيكون بطيئا.

وأشار تاي هوي إلى أن هناك فجوة كبيرة، بين شركات التطوير العقاري المملوكة للدولة، وشركات التطوير بالقطاع الخاص.

أسهم القطاع

ولفت محلل العقارات لدى جي بي مورغان، إلى أن أسهم كبرى شركات قطاع العقارات في الصين شهدت تراجعات جماعية حادة.

وقال هوي: " بيد أن الأسهم عاودت الانتعاش بعد قرار بنك الصين الشعبي، بخفض أسعار الفائدة على عمليات إعادة الشراء Repo ، ليقوم بعد ذلك بإعلان خفض معدل تسهيلات الإقراض الدائم SLF ".

عبءٌ ثقيلٌ

وفي مذكرة بحثية حديثة حذر بنك غولدمان ساكس، من ضعف وعدم استقرار قطاع العقارات داخل الصين.

وقال محللو غولدمان ساكس: "من المحتمل أن يشكل قطاع العقار عبئا كبيرا على نمو الاقتصاد الصيني هذا العام، وعلى مدى عدة سنوات مقبلة".

ويرى محللو البنك الأميركي أن مشاكل القطاع العقاري في الصين، ستسمر لفترة طويلة مع تجاوز المعروض من الوحدات مستويات قياسية، تخطت الـ 50 مليون وحدة.

اقرأ أيضًا..

يلين تُحذر: الانفصال عن الصين كارثة والدولار سيبقى الأقوى

وقف التباطؤ

ورجح خبراء غولدمان ساكس، ألا يستقبل القطاع المزيد من التحفيزات الموجهة إلى الإسكان من قبل الحكومة.

بيد أن محللي البنك أشاروا إلى أن الحكومة الصينية قد تقدم المزيد من حزم التحفيز، لمنع المزيد من التباطؤ بقطاع العقارات فقط.

سيناريو الاستبدال

وتوقعت مذكرة غولدمان ساكس أن السيناريو الأرجح، سيتمثل على الأغلب في سعي الصين لتقليل الاعتماد الاقتصادي والمالي على قطاع العقارات لديها.

وقال خبراء غولدمان ساكس: "نعتقد أن أولوية السياسة النقدية هي إدارة التباطؤ الناجم عن طول فترة الإغلاقات".

اقرأ أيضًا..

التوقف وشيك جدًا.. بيانات أميركية إيجابية للفيدرالي