قالت شركة التكنولوجيا العملاقة «أبل» إنها تخطط لإنفاق أكثر من 500 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة لتوسيع بصمتها التصنيعية في الولايات المتحدة.
وتعهدت شركة صناعة هواتف آيفون يوم الاثنين الماضي بتوظيف نحو 20 ألف شخص خلال تلك الفترة الزمنية، وبناء مصنع جديد في هيوستن من شأنه أن يخلق آلاف الوظائف.
ووفق صحيفة «وول ستريت جورنال» من المقرر افتتاح المصنع الجديد الذي تبلغ مساحته 250 ألف قدم مربع في عام 2026، وسينتج خوادم تدعم (Apple Intelligence) نظام الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بالشركة.
وقالت شركة «أبل» إن معظم الموجة القادمة من العمال سوف تركز على البحث والتطوير، وهندسة السيليكون، وتطوير البرمجيات، والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
وأضافت الشركة أنها تخطط أيضاً لإنشاء أكاديمية في ميشيغان لتدريب الموجة التالية من المصنعين الأميركيين، ومضاعفة صندوق التصنيع المتقدم الأميركي، الذي شُكِّل في عام 2017 للاستثمار في الشركات الأميركية التي تقوم بالتصنيع المتقدم، إلى 10 مليارات دولار.
وقال الرئيس التنفيذي تيم كوك «نحن متفائلون بشأن مستقبل الابتكار الأميركي، ونحن فخورون بالبناء على استثماراتنا طويلة الأمد في الولايات المتحدة».
ويتضمن توسع الصندوق التزاماً بمليارات الدولارات من شركة «أبل» لإنتاج السيليكون المتطور في منشأة تصنيع تابعة لشركة TSMC في أريزونا، التي تُعدّ أبل أكبر عملائها بالفعل. وقد بدأ الإنتاج الضخم لشرائح آبل هناك الشهر الماضي، وفقاً للشركة.
في حين أنها لا تزال تعتمد إلى حد كبير على شرق آسيا، والصين خصوصاً، فقد بدأت شركة أبل التي يقع مقرها في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، في استخدام المزيد من الموردين الذين يصنعون في الولايات المتحدة منذ الوباء.
يأتي التزام «أبل» في الوقت الذي شنّ فيه وادي السيليكون حملةً مُكثّفة للتقرّب من إدارة البيت الأبيض الجديدة. ويوم الجمعة، صرّح ترامب للصحفيين بأنه التقى رئيس أبل، في اليوم السابق، وبأن الشركة تُخطّط «لاستثمار مئات المليارات من الدولارات» في الولايات المتحدة.
وفي وقت مبكر من يوم الاثنين، نسب ترامب الفضل إلى نفسه في خطوة أبل على منصته للتواصل الاجتماعي (Truth Social)، وكتب: «شكراً لك تيم كوك وأبل!!!».
وقع ترامب يوم الجمعة مذكرة رئاسية توجه إدارته لتقييم فرض رسوم جمركية على الشركاء التجاريين الذين يفرضون ضرائب ولوائح ضد شركات التكنولوجيا الأميركية، بهدف معالجة مصدر إزعاج تجاري كبير لشركات مثل ميتا وغوغل.
في وقت مبكر من إدارة ترامب الأولى، في عام 2017، أعلنت شركة أبل إنشاء صندوق تصنيع متقدم بقيمة مليار دولار للاستثمار في الولايات المتحدة.
وفي وقت لاحق من ذلك العام، قال ترامب لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن كوك وعد بأن تبني شركة أبل 3 مصانع كبيرة في البلاد، ما أثار دهشة الشركة بهذه التصريحات.
وفي عام 2019، وبينما كان ترامب يقترب من نهاية ولايته الأولى، قام الرئيس بجولة في منشأة الشركاء الحالية للشركة في أوستن بولاية تكساس، مع كوك، الذي أظهر لترامب كيف كانت شركة أبل تبني أجهزة الكمبيوتر ماك برو الخاصة بها في الولايات المتحدة.