حققت صناعة الألعاب الإلكترونية في إفريقيا طفرة كبيرة، حيث نمت إيراداتها بنسبة 12% خلال عام 2023 لتصل إلى 1.8 مليار دولار، متجاوزة بكثير معدل النمو العالمي البالغ 2.1%، وذلك وفقاً لتقرير صدر عن شركتي (Carry1st) المتخصصة في مجال تطوير ونشر الألعاب الإلكترونية في إفريقيا و(Newzoo) العالمية المتخصصة بتقديم الدراسات المتعلقة بصناعة الألعاب الإلكترونية.
يعود هذا النمو إلى تزايد استخدام الهواتف الذكية، الأمر الذي عزز انتشار ألعاب مثل «كاندي كراش» و«روبلكس».
كما ساهمت عوامل أخرى، مثل انخفاض تكلفة البيانات وتحسن جودة الإنترنت، في توسيع قاعدة اللاعبين، ما جعل الألعاب الإلكترونية أكثر سهولة ومتعة للمستخدمين في القارة.
وتُشكل الألعاب عبر الهواتف المحمولة 89% من إجمالي الإيرادات، مع ارتفاع عدد اللاعبين في القارة بنسبة 10% ليصل إلى 349 مليوناً.
يعكس هذا النمو المتزايد تحولًا في سلوك المستهلكين، حيث أصبحت الهواتف الذكية الوسيلة الأساسية للوصول إلى الألعاب، ولا سيما في ظل محدودية انتشار أجهزة الألعاب التقليدية مثل الحواسيب الشخصية ووحدات التحكم.
وتتصدر مصر قائمة الأسواق الإفريقية الأكثر إنفاقاً على الألعاب، بإيرادات بلغت 368 مليون دولار، تليها نيجيريا بـ300 مليون دولار، ثم جنوب إفريقيا بـ278 مليون دولار.
كما تشهد دول أخرى مثل كينيا، إثيوبيا، والمغرب نمواً متسارعاً، مما يعزز مكانة إفريقيا كسوق صاعدة في مجال الألعاب الإلكترونية.
من جانبه، قال كورديل روبن-كوكر، الرئيس التنفيذي لشركة (Carry1st)، إن إفريقيا «تتجاوز المنصات التقليدية وتحقق نمواً ملحوظاً في وقت تُظهر فيه صناعة الألعاب العالمية علامات على الاستقرار».
وأضاف أن «التطور السريع في قطاع التكنولوجيا داخل القارة، إلى جانب زيادة الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية، يعزز من فرص توسع سوق الألعاب».
وتُسهم عدة عوامل في هذا الازدهار، أبرزها تحسن خدمات الإنترنت، انخفاض تكاليف البيانات، وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية للألعاب الإلكترونية.
كما ساعدت التطورات في مجال المدفوعات الرقمية على تسهيل عمليات الشراء داخل الألعاب، الأمر الذي زاد معدلات إنفاق اللاعبين في القارة.
وتزايد الإقبال على الألعاب التنافسية مثل «كول أوف ديوتي: موبايل» و«ببجي موبايل» و«بلودسترايك» و«فري فاير»، إلى جانب الألعاب الترفيهية مثل «كاندي كراش» و«روبلكس»، وفقًا لما نقلته وكالة «بلومبرغ»، عن تقرير شركة (Carry1st).
كما أصبحت هذه العناوين جزءاً أساسياً من بطولات الرياضات الإلكترونية في القارة، حيث تزايد عدد الفعاليات والمسابقات التي تستقطب اللاعبين من مختلف الدول الإفريقية.
ويأتي هذا النمو في ظل اهتمام متزايد من الشركات العالمية بسوق الألعاب في إفريقيا، حيث تسعى شركات مثلت«ينسنت» و«سوني» و «مايكروسوفت » إلى التوسع في المنطقة.
كما أبدت شركات ناشئة في مجال تطوير الألعاب اهتمامًا خاصًا بالسوق الإفريقية، حيث بدأت بإطلاق ألعاب تستهدف الجمهور المحلي وتراعي تفضيلات اللاعبين في القارة.
ويُتوقع أن يصل حجم سوق الألعاب العالمي إلى 343.6 مليار دولار بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 9.08% خلال الفترة من 2023 إلى 2028.
ويُعزى هذا النمو إلى الشعبية المتزايدة للألعاب، ولا سيما بين الشباب، وظهور الرياضات الإلكترونية، والاستخدام المتزايد للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
ومع استمرار هذه الاتجاهات، يُتوقع أن تظل صناعة الألعاب الإلكترونية قطاعاً ديناميكياً ومزدهراً على الصعيد العالمي، مع فرص نمو كبيرة في المستقبل.
ومن المرجح أن تلعب إفريقيا دوراً رئيساً في هذا التوسع، ولا سيما مع استمرار تحسن البنية التحتية الرقمية وزيادة الاستثمارات في المجال التكنولوجي.