تطورت صناعة التسويق عبر المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، من قطاع توقع البعض أن يكون مجرد فقاعة مؤقتة، إلى قطاع عالمي يُرجّح أن تبلغ قيمته السوقية 24 مليار دولار بحلول نهاية 2024.
في الأصل، كانت صناعات الموضة والجمال والسفر هي الأكثر استخداماً للتسويق عبر المؤثرين. لكن، ومع النجاح الواضح الذي حققه هذا النموذج، بدأت المنظمات غير الربحية والحملات السياسية ركوب الموجة.
حتى نهاية العام الماضي، كانت صناعة التسويق عبر المؤثرين عالمياً قد جمعت 21 مليار دولار، وفقاً لتقرير أصدرته في وقت سابق من الشهر الجاري، شركة "إنفلونسر ماركتينغ هب" (Influencer Marketing Hub)، ومقرها في كوبنهاغن، المتخصصة في مجال أبحاث التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين.
يُطلق مصطلح "التسويق عبر المؤثرين" على عمليات التسويق التي يقوم بها أشخاص يمتلكون تأثيراً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، لترويج منتجات أو خدمات معينة. وقد أصبح هذا النوع من التسويق رائجاً على نطاق واسع في السنوات الأخيرة، بفضل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة الاعتماد على الإنترنت في الأنشطة التسويقية.
بحسب التقرير الذي حمل عنوان "حالة المؤثرين"، والذي استند إلى مسح شمل أكثر من 3 آلاف وكالة تسويق وعلامة تجارية، فإن 63% من المشاركين من العلامات التجارية تعتزم استخدام الذكاء الاصطناعي في تنفيذ الحملات التسويقية عبر المؤثرين مستقبلاً، في حين أن 55% منها ستستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد المؤثرين.
أشار التقرير كذلك إلى أن 85% من المشاركين يعتقدون أن التسويق عبر المؤثرين أثبت أنه شكل فعال من أشكال التسويق، وهو ما يمثل زيادة عن السنوات السابقة، بينما أبلغ 75% من المشاركين أن كمية المحتوى الذي ينتجونه ويشاركونه، قد ارتفعت بالفعل.
وفي المقابل، يعتزم 60% من المستجيبين الذين يخصصون ميزانية للتسويق عبر المؤثرين، زيادة الميزانية خلال العام الجاري، بينما يعتزم ما يقرب من الربع إنفاق أكثر من 40% من إجمالي ميزانية التسويق الخاصة بهم على حملات المؤثرين.
وفي ما يخص الفئة العمرية المفضلة للمؤثرين، فإن 44% قالوا إنهم يفضلون الـ"نانو إنفلونسرز" (المؤثرين الصغار الذين يتراوح عدد المتابعين لديهم على وسائل التواصل الاجتماعي بين 1000 و10 آلاف)، بينما يُفضّل 26% منهم الـ"ميكرو إنفلونسرز" (المؤثرين الأكبر الذين يتراوح عدد المتابعين لديهم بين 10 آلاف و100 ألف)، و17% يفضلون الـ"ماكرو إنفلونسرز" (المؤثرين الكبار – بين 100 ألف ومليون متابع)، و13% يفضلون المشاهير.
يعد تطبيق "تيك توك" الذي تستخدمه 69% من العلامات التجارية المهتمة بالتسويق عبر المؤثرين، قناة التسويق الأكثر انتشاراً على الإطلاق، وهو متقدم على تطبيق "إنستغرام" بنسبة 47%، و33% بالنسبة إلى "يوتيوب"، و28% بالنسبة إلى "فيسبوك".
كانت أبحاث أجرتها "نيلسن رويترز" وكيانات مماثلة، قد أكدت حقيقة أن المؤثرين باتوا يحظون بثقة الجمهور، وأن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يلجأون إليهم للحصول على معلومات، ليس فقط عن مشتريات المستهلكين، ولكن أيضاً عن الشؤون الجارية والقضايا السياسية.