كيف تصنع الميراث الرقمي بفضل حساباتك عبر الإنترنت و«فيسبوك»؟
بفضل الحسابات على الإنترنت والملفات الشخصية على «فيسبوك» والعملات المشفرة، أصبح تنظيم إدارة البيانات الرقمية بعد الوفاة، أمراً قابلاً للتخطيط، تماماً كما هو الحال مع الوصايا أو نقل الوثائق، وبفضل الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن أن تتحدث مع أطفالك بعد الوفاة.
يوضح جان-دانييل ستروب، مؤسس «إثيكس» والمؤلف المشارك لدراسة «الموت في العصر الرقمي»، أن مصطلح الحياة الرقمية بعد الموت يشير إلى الوجود الرقمي لشخص ما بعد وفاته، سواء أكان هذا الوجود طوعياً أم غير طوعي، وعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في محاكاة حوار مع شخص متوفٍّ بناءً على آثاره الرقمية، مثل الرسائل والمشاركات.
الخزائن الرقمية الآمنة
وبفضل تقنيات الـ «ديب فيك»، يمكن إعادة إنتاج صوت المتوفى وصورته وحتى جسده في مقاطع فيديو للذكرى، ولكن للأسف، يمكن استخدام هذه التقنية لأغراض ضارة، مثل الدعاية السياسية أو المحتوى غير اللائق، ما يستدعي وضع خطط لضمان التحكم في استخدام هذه البيانات بعد الوفاة.
الحفاظ على البيانات ونقلها إلى الورثة أصبح أمراً سهلاً تقنياً، يمكن الوثوق بالتقنيات الحديثة لضمان بقاء الوثائق الرقمية سليمة لعقود قادمة، على سبيل المثال، ينصح الخبراء بإنشاء نسخ متعددة من البيانات، بما في ذلك نسخة على الإنترنت ونسختان على أقراص صلبة يُتحقَّق منها دورياً.
تتيح الخزائن الرقمية، مثل «ديجي بوست» و«ليجيت بي»، للأفراد تخزين ممتلكاتهم الرقمية بطريقة آمنة يمكن الوصول إليها بعد وفاتهم، ومع ذلك، قد تتطلب هذه الخزائن تدخل الورثة لإبلاغ المحامي بوجود هذه الحسابات؛ لأنها غير معروفة بشكل تلقائي.
الوصية الرقمية
يعدُّ إعداد «وصية رقمية» خياراً آخر لتوثيق إرثك الرقمي، هذه الوصية التي تُودع عند كاتب عدل، تضمن الاحتفاظ بمعلوماتك الرقمية جميعها بطريقة آمنة حتى تُنقل إلى ورثتك.
مع تقدم التكنولوجيا، يطرح السؤال: هل نرغب في أن يتفاعل أطفالنا معنا بعد الموت من خلال الذكاء الاصطناعي؟ أم أن يقوم «فيسبوك» باستخدام بياناتنا لتدريب الخوارزميات حتى بعد رحيلنا؟ هذه الأسئلة ما زالت تتطور، وقد تتحول المعلومات الرقمية التي نتركها إلى أرشيفات تاريخية ذات قيمة للبشرية. في النهاية، الاستعداد للموت الرقمي لا يقتصر فقط على الحفاظ على البيانات، بل أيضاً على التحكم في كيفية استخدامها بعد الوفاة.
