تواجه الحكومة الفيدرالية الأميركية خطر الإغلاق خلال عطلة الأعياد، بعد أن أوقف الرئيس المنتخب دونالد ترامب اتفاقاً تمويلياً ثنائياً، لكنه فشل في حشد الدعم داخل حزبه لبديل يدعمه شخصياً.
ورفض مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، مساء الخميس، حزمة الإنفاق، حيث صوت 38 نائباً جمهورياً إلى جانب غالبية الديمقراطيين ضد المشروع، رغم تهديدات ترامب وحليفه الملياردير إيلون ماسك بمعاقبة المعارضين في الانتخابات المقبلة.
يُظهر هذا الفشل حدود نفوذ ترامب، على الرغم من الأسابيع التي قضاها في استقبال قادة الشركات والدبلوماسيين الأجانب في منتجعه الشتوي «مارالاغو»، ويعكس الحدث الانقسامات داخل صفوف الجمهوريين، ما يشكل عقبات كبيرة أمام فرض إرادة الرئيس المنتخب، رغم سيطرة الحزب الوشيكة على جميع الفروع المنتخبة للحكومة.
من جهته، وجد رئيس مجلس النواب مايك جونسون نفسه دون خيارات واضحة، وقال بعد التصويت: «سنعيد ترتيب أوراقنا وسنجد حلاً آخر، فترقبوا».
رفض ترامب، الخميس، تأييد أي اتفاق لا يشمل تمديد أو إلغاء سقف الدين الفيدرالي، الذي يحدد مقدار الأموال التي يمكن للحكومة اقتراضها، ويُستخدم كأداة ضغط في معارك الإنفاق بين الحزبين.
كان المشروع المقترح سيمول الحكومة حتى 14 مارس ويعلق سقف الدين لمدة عامين، لكن الديمقراطيين رفضوا طلب ترامب المتأخر، عادِّين أنه محاولة لتمهيد الطريق لخططه التشريعية، مثل تمديد التخفيضات الضريبية.
ووصف زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز الخطة بأنها «هزلية»، قائلاً إن «الجمهوريين المتطرفين من جناح ماغا يدفعوننا نحو إغلاق حكومي».
بينما يعاني جونسون انتقادات متزايدة بسبب تعامله مع الأزمة، اتخذ ترامب موقفاً متشدداً ضد معارضيه من الجمهوريين، وفي منشور عبر منصته «تروث سوشيال»، قال إن «المعرقلين الجمهوريين يجب التخلص منهم».
في غضون ذلك، تستعد الإدارات الفيدرالية للإغلاق المحتمل، حيث أُبلغ الموظفون بتحضيرات لانقطاع التمويل، وبينما ستستمر خدمات حيوية مثل المدفوعات الاجتماعية والبريد، ستتأثر رواتب العاملين الأساسيين، بما في ذلك مراقبو الحركة الجوية وأمن المطارات، خاصة في موسم الأعياد.
يرى مراقبون أن هذا الإغلاق سيكون اختباراً رئيساً لكيفية تعامل الحزبين مع رئيس منتخب يتصرف دون اعتبار كبير للولاء المؤسسي أو التقاليد الحزبية، وقال النائب الجمهوري دون بيكون، مساء الخميس: «هناك الكثير من اللوم المتبادل الآن، ولن يكون من السهل التوصل إلى حل سريع".
ومع اقتراب منتصف الليل، يبدو أن فرص التوصل إلى اتفاق تتلاشى، ما يهدد بتداعيات واسعة على الحكومة الفيدرالية والمواطنين الأميركيين في موسم الأعياد.