في ظل القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، أصبحت مساحات العمل المشتركة المؤقتة أملاً وحيداً للشباب الخريجين الذين فقدوا كل شيء، حيث يمكنهم مواصلة دراستهم أو العثور على فرص عمل عبر الإنترنت من خلال منصات العمل الحر بحسب صحيفة «ذا غارديان».
فريدة الغول، أستاذة اللغة الإنجليزية، تقضي وقتها بين تدريس الأطفال في خيمة تُستخدم كصف دراسي ومقهى تحول إلى مساحة عمل حيث تعمل على ترجمة الوثائق من العربية إلى الإنجليزية. تعتمد فريدة على منصة «ابوورك» للحصول على دخل شهري قدره 200 دولار، يُقتطع منه ما يصل إلى 30% كرسوم.
تقول الغول: «كل شيء مدمر هنا. بعد أن فقدت مدينتي وعائلتي، حملت جهازي المحمول، وبدأت العمل الحر. ورغم الصعوبات، يبقى العمل أملاً للبقاء.»
وفقاً للأمم المتحدة، أدى الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 17 عاماً على غزة إلى تقليص الفرص الاقتصادية؛ ما دفع أكثر من 12 ألف شاب وشابة للتوجه نحو العمل الحر عبر الإنترنت. هذا الاتجاه تعزز بشكل كبير بعد القصف الإسرائيلي الذي دمر البنية التحتية وأماكن العمل.
وليد إيكي، خريج تخصص التسويق، بدأ العمل على منصتي «Upwork» و«مستقل»، لكنه لا يُفصح دائماً عن إقامته في غزة خوفاً من خسارة العملاء. ويقول عن وضعه: «العمل هنا محفوف بالمخاطر، لكن البقاء في المنزل بلا عمل أصعب».
مشروع «Hope Hub» انطلق من خيمة في رفح بجهود صلاح أحمد وفادي عيساوي، اللذين وفَّرا مساحات عمل مجانية للشباب الفلسطينيين. حيث يوضح أحمد أن المشروع واجه صعوبات كبيرة، مثل انقطاع الكهرباء والإنترنت، ولكنه تمكن من توفير بدائل باستخدام الألواح الشمسية.
يقول أحمد: «الهدف هو مساعدة الشباب على الاستمرار في العمل وسط ظروف الحرب القاسية؛ لأن الفراغ في منطقة تُقصف يومياً مدمر نفسياً.»
رغم الظروف، يتوافد مئات الطلاب والعاملين المستقلين يومياً إلى مساحات العمل المشتركة لمتابعة أعمالهم ودراساتهم. يقول عثمان شبير، طالب في تخصص الحاسوب: «الحرب لن توقف الحياة. علينا أن نستمر ونحلم بمستقبل أفضل.»
بينما يواجه قطاع غزة تحديات لا تنتهي، تبقى قصص الشباب مثل فريدة ووليد وصلاح شاهدة على الصمود الفلسطيني، وإصرارهم على تحويل الألم إلى أمل والعمل نحو مستقبل أفضل.