logo
تكنولوجيا

هل انتهت طفرة الروبوتات الصناعية في أميركا؟

هل انتهت طفرة الروبوتات الصناعية في أميركا؟
أذرع روبوتية تعمل في مصنع لتجميع السيارات، الولايات المتحدة 18 سبتمبر 2023.المصدر: غيتي إيمجز
تاريخ النشر:8 أكتوبر 2024, 03:15 م

تشهد الروبوتات الصناعية تراجعاً كبيراً في الانتشار داخل المصانع الأميركية، إذ تقلصت استثمارات الشركات المصنعة في معدات الأتمتة.

وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، يُعزى هذا الانخفاض إلى تباطؤ الإنتاج وتراجع حجم التصنيع، إلى جانب العودة التدريجية للعمالة البشرية إلى سوق العمل.

وانخفضت الطلبات على الروبوتات الصناعية في أميركا الشمالية بنسبة تقارب الثلث في عام 2023 مقارنة بالمستويات القياسية لعام 2022، مع استمرار هذا الاتجاه خلال النصف الأول من عام 2024، الأمر الذي يعكس التباطؤ العام في الإنتاج الصناعي.

خلال جائحة كورونا شهدت الأتمتة طفرة، إذ ساعدت في حل مشكلات نقص العمالة واضطراب الإنتاج، ولكن مع انحسار تلك المشكلات، باتت المصانع أقل إقبالاً على الروبوتات.

الروبوتات والخوف بعد كورونا

بدوره، يرى بول ماركوفيكيو، مدير الصناعات العامة بشركة «كاواساكي روبوتيكس»، أن كثيراً من الشركات بالغت في شراء الروبوتات خلال الجائحة بدافع الخوف من نقص العمالة، مؤكداً أن «الظروف تغيرت الآن، ولم تعد الحاجة ماسة إلى الأتمتة».

وفقاً للبيانات الفيدرالية، استقر الإنتاج الصناعي في أغسطس 2024، إذ شهدت بعض الصناعات مثل الشاحنات الثقيلة والمعدات الصناعية تراجعاً أدى إلى تقليص الحاجة إلى مزيد من الاستثمارات في الروبوتات.

وعلى الرغم من انخفاض الطلب على الروبوتات في بعض القطاعات، فإن قطاعي الطيران والدفاع ما زالا يُظهران نمواً، ومع ذلك، يشير جاك شرون، رئيس شركة (Jergens)، إلى أن بعض الشركات التي سارعت لشراء الروبوتات في أثناء الجائحة قلّلت من تقدير متطلبات صيانتها وبرمجتها.

مخاوف العمال من الأتمتة

أدى التوجه نحو الأتمتة إلى مخاوف متزايدة بين العمال حول فقدان وظائفهم لصالح التكنولوجيا الروبوتية، إذ لا تزال المفاوضات جارية بين عمال الموانئ والشركات حول حدود استخدام المعدات المؤتمتة، في الوقت الذي تشهد فيه القطاعات الأخرى مزيداً من الانتقائية في الاستثمارات الآلية.

من جانبه، أكد جون نيومان، المدير المالي لشركة «أثينا مانيوفاكتشورينغ»، أن شركته التي اشترت عدة روبوتات خلال2021 و2022 لم تضف إلا روبوتاً واحداً إضافياً منذ ذلك الحين، مع تراجع الإنتاج بنسبة 20% مقارنة بعام 2022.

بالرغم من استمرار التحدي في العثور على العمال المهرة، فإن انخفاض معدل دوران العمالة وتراجع الإنتاج أسهما في تقليص الحاجة إلى التوظيف بشكل ملحوظ، ووفقاً لبيانات مكتب التعداد، انخفضت نسبة الشركات التي تشير إلى نقص العمالة بوصفها عائقاً أمام الإنتاج من 45% في 2022 إلى 21% في الربع الثاني من 2024.

نمو قطاعات معينة رغم التباطؤ العام

شهدت بعض الصناعات ارتفاعاً في الطلب على الروبوتات، على الرغم من التباطؤ في القطاعات التقليدية، فعلى سبيل المثال، ارتفعت الطلبات من شركات الأغذية والسلع الاستهلاكية بنسبة 64% في الربع الثاني من عام 2024 مقارنة بالعام السابق.

ويشير راجات بهاجيريا، الرئيس التنفيذي لشركة «شيف روبوتكس»، إلى أن شركته، التي تختص في تصنيع وجبات طعام آلية للمستشفيات والمدارس، شهدت نمواً كبيراً في مبيعاتها بعد الجائحة، ولا سيما أن الروبوتات في هذا القطاع أثبتت أنها أكثر كفاءة وملاءمة من العمالة البشرية.

تباطؤ قطاع السيارات

يظل قطاع السيارات أكبر مستخدم للروبوتات الصناعية في أميركا الشمالية، ولكنه شهد تراجعاً بنسبة 20% في الطلبات خلال الربع الثاني من 2024 مقارنة بالعام السابق.

وأدى انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية إلى تراجع الشركات عن بعض خططها الاستثمارية في الأتمتة.

يرى سكوت مارسيك، مدير المنتجات في قسم الروبوتات بشركة «إبسون»، أن هناك توقعات بانتعاش الطلب على الروبوتات مستقبلاً مع تحسن الأوضاع الاقتصادية وانخفاض أسعار الفائدة، ولكن بيل أدلر، رئيس شركة (Stripmatic Products)، يشير إلى أن بعض الشركات لا تجد ما يبرر تكاليف الأتمتة حالياً في ظل الطلبات المحدودة.

ومع استمرار التحديات الاقتصادية غير المؤكدة، من المتوقع أن يبقى الاستثمار في الأتمتة متفاوتاً بين القطاعات، إلا أن الروبوتات ستظل جزءاً مهماً من مستقبل المصانع.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC