logo
مقالات الرأي

الروبوتات الذكية ودورها في عمليات المستودعات وسلسلة التوريد

الروبوتات الذكية ودورها في عمليات المستودعات وسلسلة التوريد
روبوت على مدخل معرض إكسبو 2020 الذي أقيم في دبي، 10 نوفمبر 2021.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:18 ديسمبر 2024, 01:58 م

يشهد قطاع الخدمات اللوجستية وقطاع سلسلة التوريد في دول مجلس التعاون الخليجي تحولاً هائلاً بفضل الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ودورها في الارتقاء بعمليات المستودعات.

منذ فترة ليست بالقصيرة، أصبحت الأتمتة الجزئية سمة مميزة في العديد من المرافق، إلا أن التطورات الأخيرة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي قد مهّدت الطريق نحو المستودعات المستقلة بالكامل، مما يغير طريقة إدارة السلع، تسليمها وتوصيلها.

أخبار ذات صلة

شركات روبوتات مدعومة من إنفيديا توفر خدمة توصيل الطعام

شركات روبوتات مدعومة من إنفيديا توفر خدمة توصيل الطعام

القوى التي تدفع التحول

مع توقع وصول سوق الخدمات اللوجستية وأتمتة المستودعات في المنطقة إلى 1.6 مليار دولار أميركي بحلول عام 2025، تُبادر الشركات إلى تبني تقنيات الأتمتة بسرعة غير مسبوقة. يأتي هذا النمو مدفوعاً بالطلب المتزايد في دول مجلس التعاون الخليجي على التجارة الإلكترونية، والتي من المتوقع أن تتجاوز 57 مليار دولار أميركي بحلول عام 2026. لتلبية توقعات المستهلكين لأوقات توصيل أسرع وتحسين جودة الخدمات، تستثمر الشركات في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بشكل كبير في الروبوتات والحلول التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.

بدءاً من الأذرع الروبوتية والروبوتات المتنقلة إلى المركبات الموجهة آلياً وغيرها، تتولى الروبوتات مهام مختلفة مثل الفرز والاختيار والتنفيذ بدقة غير مسبوقة. جنباً إلى جنب مع أنظمة إدارة المستودعات القائمة على الذكاء الاصطناعي، تعمل هذه التقنيات على تحسين التحكم في المخزون وتمكين التحليلات التنبؤية.

دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الكفاءة

أسهمت التطورات الأخيرة في تعلم الآلة، والرؤية الحاسوبية، وتكنولوجيا الاستشعار بتحقيق تحسينات كبيرة في الطرق التي تؤدي بها الروبوتات مهامها. تمكن أنظمة الذكاء الاصطناعي الآن الروبوتات من التنقل في بيئات معقدة، والتكيف مع الظروف المتغيرة، واتخاذ القرارات اللحظية. تعمل قدرات الذكاء الاصطناعي للتعلم الذاتي على تقليل وقت تعطل المستودعات وهي ضرورية لتحقيق قدر أكبر من الاستقلالية التشغيلية.

بحلول عام 2030، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بمبلغ 320 مليار دولار أميركي في اقتصاد الشرق الأوسط، مما يؤكد إمكاناته التحويلية في قطاع سلسلة التوريد.

ومن جهة أخرى، يقلل الذكاء الاصطناعي من ضرورة التدخل البشري في المهام عالية المخاطر مما يعزز السلامة. تؤدي أتمتة العمليات التي تتطلب عمالة كثيفة إلى تبسيط عمليات المستودعات وتقليل أوقات المعالجة، وتلبية مطالب المستهلكين المتزايدة بسرعة ودقة. هذه القدرة على التكيف بالغة الأهمية بشكل خاص في سوق يتميز بالمرونة وقابلية التوسع والنمو.

أخبار ذات صلة

هل انتهت طفرة الروبوتات الصناعية في أميركا؟

هل انتهت طفرة الروبوتات الصناعية في أميركا؟

التحديات والطريق إلى الأمام

على الرغم من التقدّم الكبير، لا تزال هناك تحديات قائمة، خاصة وأن الأنظمة الروبوتية الحالية تكافح لإنجاز المهام التي تتطلب براعة عالية أو القدرة على التكيف مع الظروف غير المتوقعة. يعد التعلم المستمر للذكاء الاصطناعي وتعزيز التواصل بين الآلات ضرورياً للتغلب على هذه الحواجز وضمان عمليات سلسة وفعالة. بالإضافة إلى ذلك، سيكون للاعتبارات التنظيمية والأخلاقية دور حاسم في تعزيز الثقة بهذه التقنيات.

عند النظر إلى المستقبل، نرى أن مفهوم المستودعات المستقلة بالكامل قد أصبح ملموساً. بحلول عام 2025، من المتوقع أن يعمل أكثر من 4 ملايين روبوت عبر 50,000 مستودع على مستوى العالم. تعزز الشركات التي تتبنى هذا التحول من ربحيتها وكفاءتها ومن ورضا العملاء، في حين تخاطر الشركات التي تتخلف وراءها عن التقدّم والنمو في سوق شديدة التنافسية.

من المؤكد أن الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ليست مجرد اتجاه، ولكنها تحول أساسي يعيد تشكيل مستقبل الخدمات اللوجستية والتخزين، مما يدفع الصناعة نحو مستويات غير مسبوقة من الابتكار والكفاءة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC