تنافس (شات جي بي تي) بـ نموذج (آر 1 وفي3)
الشركة الصينية ترفع شعار رخيص ومتاح للجميع
استيقظ قطاع الذكاء الاصطناعي وعمالقة الرقائق في العالم، على مارد صيني صغير صاعد يسمى «ديب سيك»، قد يعيد رسم خارطة القطاع، ويشعل حرب أسعار ضروس، بعدما قضى على سرية وخصوصية البرامج التي تطورها شركات على غرار «إنفيديا»، عبر إصدارات رخيصة الثمن ومتاحة للجميع.
أحدثت شركة «ديب سيك» (DeepSeek)، وهي شركة صينية ناشئة غير معروفة نسبيا في مجال الذكاء الاصطناعي، موجة من الصدمة في وادي السيليكون بإطلاقها مؤخرا نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة، والتي يزعم البعض تفوقها على نماذج «أوبن آي».
تتحدى «ديب سيك» هيمنة اللاعبين الكبار مثل «أوبن إيه آي» (OpenAI) و«إنفيديا» (NVIDIA) و «غوغل» (Google) و«ميتا» (Meta)، إذ أحدث إعلان الشركة تراجعات حادة لأسهم التكنولوجيا خلال تعاملات ما قبل التداول اليوم الاثنين.
أكدت أن نموذجها الأحدث «في 3» و «آر 1» يتفوق على العديد من النماذج الأميركية، ويتنافس مع العديد من النماذج في جميع أنحاء العالم دون وضع قيود على الأبحاث والتطوير وجعلها متاحة للجميع.
تتحدى «ديب سيك» بهذه الإصدارات الرخيصة تفوق الولايات المتحدة ما يبدد القيود التي فرضتها واشنطن بهدف الحد من وصول الصين إلى تكنولوجيا الرقائق المتطورة وتطوير الذكاء الاصطناعي.
أطلقت شركة «ديب سيك»، التي أسسها مدير صندوق التحوط ليانج وينفينج، نموذج آر 1، موضحة في ورقة بحثية مفصلة كيفية بناء نموذج لغوي كبير بميزانية محدودة يمكنه التعلم وتحسين نفسه تلقائيا دون إشراف بشري.
طرحت الشركة النموذج بشكل مجاني لكافة المستخدمين، وقالت إنه يعتمد على رقائق منخفضة التكلفة، ويستهلك قدراً أقل من البيانات، ما أثار مخاوف المستثمرين تجاه حدوث اضطراب في الأسواق المالية.
زعمت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية «ديب سيك» أنها تجاوزت تطبيق شات جي بي تي (ChatGPT لتحتل المرتبة الأولى كأعلى تطبيق مجاني في متجر تطبيقات
تأسست شركة «ديب سيك» في مايو 2023 على يد ليانغ وينفينغ، الذي يعمل في كل من صناعتي صناديق التحوط والذكاء الاصطناعي، وأسس صندوق تحوط كمي لدعم الشركة وهو صندوق «هاي فلاير» (High-Flyer).
في عام 2021، بدأ ليانغ في شراء آلاف وحدات معالجة الرسوميات من شركة إنفيديا لمشروعه الجانبي في مجال الذكاء الاصطناعي أثناء إدارة صندوق التداول الكمي الخاص، وهو ما اُعْتُبِر حينذاك تصرفات غريبة لملياردير يبحث عن هواية جديدة.
وفقا لبيانات الشركة، يتألف فريق «ديب سيك» من خريجين شباب موهوبين من أفضل الجامعات الصينية، مما يعزز ثقافة الابتكار والفهم العميق للغة والثقافة الصينية.
تقول الشركة إن ممارسات التوظيف في الشركة تعطي الأولوية للقدرات الفنية على الخبرة العملية التقليدية، مما ينتج عنه فريق من الأفراد ذوي المهارات العالية مع منظور جديد لتطوير الذكاء الاصطناعي.
انطلقت «ديب سيك» بإصدار كودر (DeepSeek Coder) في نوفمبر 2023، وهو نموذج مصمم لمهام الترميز، تبع ذلك إصدار «إل إل إم» (DeepSeek LLM)، وهو نموذج يهدف إلى التنافس مع نماذج اللغات الكبيرة الأخرى.
في مايو 2024، أطلقت الشركة «في تو» (DeepSeek-V2)، الذي أدى إلى حرب أسعار في سوق نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية.، وهو ما أجبر شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى الأخرى، مثل «بايت داني» و«بايدو» و«تنست» و«علي بابا» على خفض أسعار نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لتظل قادرة على المنافسة.
تم استبدال إصدار «في 2» بأحدث طرازات الشركة، «في 3 و آر 1» ( DeepSeek-V3 و DeepSeek-R1 )، ويركز إصدار «آر 1»، الذي تم إصداره في يناير 2025، على مهام التفكير، ويتحدى نموذج »o1» الخاص بشركة »أوبن إيه آي».
تأتي أسعار إصدارات «ديب سيك» أقل بكثير من أسعار منافسيها، وهذا يجعل نماذجها في متناول الشركات الصغيرة والمطورين الذين قد لا يملكون الموارد للاستثمار في حلول خاصة باهظة الثمن.
يتكلف إصدار آر 1 المنافس لإصدار أوبن إيه آي 0.55 دولاراً لكل مليون رمز إدخال و2.19 دولارا لكل مليون رمز إخراج، مقارنة بالتطبيقات الخاصة بأوبن إيه آي والتي تكلف 15 دولارا و60 دولارا على التوالي، وفقا لبيانات الشركتين.
من المرجح أن تؤدي هذه المنافسة المتزايدة على حلول الذكاء الاصطناعي إلى حرب أسعار داخل سوق نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية، وخارجها ما سيجبر شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى على إعادة تقييم وتعديل هياكل التسعير الخاصة بها.
بعد أن حظرت واشنطن على شركة إنفيديا تصدير أقوى شرائحها إلى الصين، اضطرت شركات الذكاء الاصطناعي المحلية إلى إيجاد طرق مبتكرة لتعظيم قوة الحوسبة لعدد محدود من الشرائح المحلية - وهي مشكلة كان فريق ليانغ يعرف بالفعل كيفية حلها.
◄هبطت العقود الآجلة للأسهم الأميركية خلال تعاملات ما قبل التداول اليوم، بعد أداء سلبي للقطاع التكنولوجي في اليابان إثر تصاعد شعبية نموذج «ديب سيك».
◄انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 لأسهم شركات التكنولوجية بنسبة 3% أو ما يعادل 664 نقطة إلى 21247 نقطة.
◄تراجعت عقود مؤشر ستاندر آند بورز 500 بنسبة 1.86% وصولا إلى مستويات6019 نقطة.
◄هبطت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.15% أو ما يعادل 514 نقطة إلى 44088 نقطة.
◄هبط سهم إنفيديا في بورصة فرانكفورت بنحو 7% في وقت مبكر من تعاملات السوق الأوروبية.
تراجعت أسهم «تسلا »و«أمازون» و«ميتا» ومايكروسوف بنسبة في حدود 2%.