logo
تكنولوجيا

عقب إطلاقها.. مزايا استخدام «الشريحة الإلكترونية المدمجة» في مصر

عقب إطلاقها.. مزايا استخدام «الشريحة الإلكترونية المدمجة» في مصر
الشعار الجديد لشركة الاتصالات المصرية يظهر في مبنى مقرها الرئيس في القاهرة، مصر، 20 سبتمبر 2017. المصدر: رويترز
تاريخ النشر:18 ديسمبر 2024, 02:00 م

بعد 14 عاماً من غزوها الأسواق العالمية، أعلن «الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات» المصري (NTRA)، في الخامس من ديسمبر 2024، إطلاق «الشريحة الإلكترونية المدمجة» (eSIM)، عقب استكمال شركات الهاتف المحمول الأربع الاختبارات الفنية اللازمة لعملية التشغيل.

وفي الأسبوع الأول من الشهر الجاري طرحت شركات الاتصالات العاملة في مصر وهي «فوادفون»، و«أورانج»، و«المصرية للاتصالات»، و«إي آند مصر»، الشريحة المدمجة، مقابل أسعار تتراوح ما بين 270 جنيهاً (5.3 دولار) إلى 350 جنيهاً (6.9 دولار)، ويختلف السعر حسب إذا كان المستخدم سيستبدل شريحة (SIM) التقليدية أو شراء (eSIM) الجديدة.

يرجع أسباب تأخر طرح هذه الشريحة في مصر، إلى أسباب تتعلق بضرورة تحديث البنية التحتية لشركات الاتصالات قبل تقديمها للمستخدمين، فضلاً عن أسباب تخص سوق الهواتف المحمولة في البلاد، إذ إن هذه الشريحة تحتاج إلى هواتف ذات مواصفات خاصة، وفق خبراء تحدثوا إلى «إرم بزنس».

أشاروا إلى أن طرح هذه الشريحة المدمجة سيكون له انعكاس إيجابي على سوق الهواتف الذكية وحجم الطلب لاقتناء هواتف تتيح هذه الخدمة، إلى جانب تعزيز عوائد خدمات التجوال للشركات المشغلة لخدمات الهاتف المحمول.

وأوضحوا، أن هذه الشريحة اكتسبت قوة جذب في السوق الاستهلاكية للهواتف المحمولة بالدول الغربية في عام 2016، على حين يعود تاريخ ظهور واستخدام بطاقات (SIM) التقليدية إلى عام 1991.

أخبار ذات صلة

رسميا.. مصر تُطلق تقنية الشريحة المدمجة eSIM بالأسواق

رسميا.. مصر تُطلق تقنية الشريحة المدمجة eSIM بالأسواق

ما هي شريحة (eSIM)؟

يعرف مدير قسم الشبكات السابق في شركة ألكاتيل، أشرف إبراهيم، تقنية (eSIM) بأنها شريحة إلكترونية مدمجة داخل جهاز الهاتف المحمول بدلاً من الشرائح المنفصلة القابلة للإزالة والتغيير كما هو الحال في شرائح SIM التقليدية، هذه القطعة قابلة لتخزين بيانات خطوط الاتصالات بسهولة.

ولاستخدام هذه الشريحة المدمجة، يشير إبراهيم في حديثه مع «إرم بزنس» إلى أن المستخدم يحتاج إلى هاتف محمول حديث داعم لتقنية (eSIM) وبعد ذلك، يمكن تفعيلها عبر تطبيق مزود الخدمة أو باستخدام رمز (QR) المقدم من قبل شركة الاتصالات.

ويوضح، أن هذه الشريحة تتميز بأنها توفر سهولة كبيرة في عملية التبديل بين الشبكات أو إضافة شبكات متعددة إلى الهاتف دون الحاجة إلى تغيير أو تبديل الشرائح التقليدية، أو امتلاك أكثر من هاتف محمول؛ لأنها يمكنها تشغيل أكثر من خط على الشريحة المدمجة نفسها.

ويرى إبراهيم، أن تأخر تقديم (eSIM) في مصر كان مرتبطاً بشكل أساسي بتقديرات شركات الاتصالات لجدوى هذه التكنولوجيا، لكن مع ازدياد الطلب على الإنترنت المتنقل وخدمات الاتصال الرقمية الحديثة، بدأت هذه الشركات في تبني هذه التقنية وطرحها في السوق المصري خلال الأيام الماضية.

أسباب تأخر طرحها بالأسواق

يعزو محمد مراد، مسؤول مبيعات بإحدى شركات الاتصالات، أسباب تأخر طرح هذه الشريحة في السوق المصرية إلى أنها تتطلب تحديثاً في أنظمة الشركات وبنيتها التحتية لتقديم خدمات التفعيل والدعم التقني لها، الأمر الذي كان يحتاج إلى ضخ استثمارات ضخمة خلال السنوات الماضية.

وفي حديثه لـ«إرم بزنس»، يضيف مراد أن من أسباب التأخير أيضاً، اعتقاد شركات الاتصالات بأن الطلب على شريحة الإلكترونية المدمجة في السوق المصرية لن يكون كبيراً بما يكفي لتوفير الاستثمارات اللازمة لإطلاقها، خاصة في ظل وُجود شريحة SIM التقليدية التي لا تزال تحقق إيرادات جيدة من عمليات بيعها، إثر استبدالها أو فقدها أو تلفها. 

إلى جانب الأسباب السابقة، توجد أسباب أخرى، وفق مراد، تتعلق بهواتف المستخدمين، إذ إن نسبة كبيرة منها لا تدعم شريحة (eSIM) التي تتطلب طرازات حديثة، يستطيع من خلالها المستخدم تفعيل الخدمة والاستفادة بها.

تدعم معظم أجهزة الهواتف المصنعة منذ عام 2018، التي ليست مقفلة ببطاقة (SIM) تقنية (eSIM)؛ وبدءاً من أكتوبر 2023، كان هناك 134 طرازاً من الهواتف المحمولة التي تدعم شرائح (eSIM).

سهولة التنقل بين الشبكات

رغم تأخر طرح الشريحة المدمجة في السوق المصرية، يعدُّ رئيس شعبة الاتصالات في غرفة القاهرة التجارية إيهاب سعيد، هذه التقنية بأنها قفزة نوعية في خدمات الاتصالات.

ويوضح سعيد في تصريحات لـ«إرم بزنس» أن هذه الشريحة ليست مكوناً مادياً يمكن شراؤه، بل هي دائرة إلكترونية مدمجة داخل الهاتف، يُمكن تفعيلها بسهولة عبر المشغل دون الحاجة إلى شراء شريحة تقليدية.

ويوضح أن تفعيل هذه الشريحة يتم عن بُعد بالكامل من خلال إجراءات توفرها الشركة المشغلة، ما يلغي الحاجة إلى زيارة فروع الشركات للحصول على الخدمة، وهو ما يتماشى مع الطابع التكنولوجي المتقدم الذي تمثله شرائح «eSIM» المدمجة.

ويرى سعيد، أن فائدة هذه الشريحة الفعلية تبرز بشكل خاص للمستخدمين الذين يسافرون دولياً، حيث تسهل عليهم تغيير الشبكات دون الحاجة إلى تبديل الشرائح التقليدية، إذ يمكن للمستخدم تعديل إعدادات المشغل مباشرة على الشريحة المدمجة دون أي تغيير في الهاتف.

وفيما يتعلق بتأثير هذه الشريحة على سوق الهواتف المحمولة، يوضح سعيد أن المستخدمين الذين سيحتاجون بشدة لهذه التقنية قد يضطرون إلى شراء هواتف جديدة تدعمها.

ولكن بالنسبة لمستخدمي هواتف المحمول العاديين الذين لا يسافرون بشكل متكرر، قد لا تمثل الشريحة الإلكترونية الجديدة أولوية كبيرة لهم في الوقت الحالي.

وبحسب موقع «ستاتيستا»، فإن حجم السوق العالمي لبطاقات (eSIM) للسفر بلغ نحو 1.33 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 3.08 مليار دولار بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 9.79%.

ويأتي هذا النمو مدفوعاً بالزيادة المستمرة في عدد الأجهزة التي تعتمد على شرائح الاتصال المدمجة، إلى جانب تزايد الطلب على أجهزة إنترنت الأشياء التي تتطلب بطاقات (eSIM) مدمجة للتواصل.

أخبار ذات صلة

بعد طول انتظار.. مصر تترقب إطلاق شريحة eSIM المدمجة قريباً

بعد طول انتظار.. مصر تترقب إطلاق شريحة eSIM المدمجة قريباً

مزايا الشريحة المدمجة

وتوفر شريحة (eSIM) المدمجة العديد من المزايا للمستخدمين والشركات المشغلة للخدمة، وفق حمدي الليثي نائب رئيس غرفة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق باتحاد الصناعات المصرية.

ويوضح الليثي هذه المزايا خلال حديثه مع «إرم بزنس» في أنها توفر مرونة في استخدام شبكات متعددة، حيث يمكن للمستخدمين التبديل بين مزودي الخدمة بسهولة دون الحاجة إلى شريحة (SIM) جديدة، ما يسهل استخدام شبكات محلية أو دولية في أثناء السفر.

ويضيف على ذلك ميزة أخرى وهي التقليل من عدد الأجهزة، خاصة للأشخاص الذين يحملون أكثر من هاتف محمول وأكثر من شريحة، بالإضافة إلى إدارة خدمات الاتصالات بطريقة أكثر فعالية.

أما بالنسبة للمزايا التي تعود على الشركات المشغلة، وفق الليثي، تتمثل في خفض تكاليف الإنتاج والتوزيع، نظراً لأن (eSIM) مدمجة داخل الأجهزة، وبالتالي فإن شركات الاتصالات لن تكون بحاجة إلى إنتاج وتوزيع شرائح تقليدية (sim)، فضلاً عن تسهيل الشريحة المدمجة لعمليات تفعيل الخدمات وإدارتها، ما يحسن من تجربة المستخدم.

ويرجع الليثي تأخر طرح الشريحة المدمجة في مصر إلى حاجة شركات الاتصالات لإجراء تحديثات شاملة على مستوى محطات البث وشبكات النقل، ما استدعى ضخ استثمارات كبيرة في بنيتها التحتية لضمان دعم هذه التقنية بشكل فعّال فضلاً عن حاجة الشركات لتطوير أنظمة وبرامج جديدة تمكنها من إدارة وتفعيل الشرائح المدمجة بمرونة وكفاءة. 

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC