ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن قراصنة مرتبطين بالحكومة الصينية تمكنوا من اختراق عدد من مزودي خدمة الإنترنت في الولايات المتحدة، في أحدث هجوم إلكتروني يستهدف البنية التحتية الحيوية للبلاد.
وأطلق المحققون الأميركيون على هذه الحملة اسم «سولت تايفون»، والتي استمرت لعدة أشهر، وفقاً لمصادر مطلعة على التحقيق. وأفادت التقارير بأن القراصنة تمكنوا من اختراق شبكات النطاق العريض، مما قد يتيح لهم الوصول إلى معلومات حساسة مخزَّنة لدى شركات الاتصالات أو التحضير لهجمات إلكترونية مستقبلية.
وتعد أجهزة التوجيه التي تصنّعها شركة «سيسكو سيستمز» محور قلق كبير بين المحققين، نظراً لأنها تدير جزءاً كبيراً من حركة الإنترنت في الولايات المتحدة. وأكد متحدث باسم «سيسكو» أنه يُجرى التحقيق في الأمر، مشيراً إلى عدم وجود مؤشرات، حالياً، على تورط أجهزة التوجيه الخاصة بهم في عملية «سولت تايفون».
كما تعكف «مايكروسوفت» على التحقيق في هذا الاختراق، رغم أن متحدثاً باسمها لم يُدلِ بأي تعليقات حول المسألة أو المعلومات التي قد تكون تعرضت للاختراق.
وأشار التقرير إلى أن الصين لطالما اشتُبه في استهدافها لمزودي خدمات الإنترنت حول العالم، سعياً إلى الحصول على موطئ قدم في البنية التحتية الحيوية، مما يتيح لها سرقة المعلومات أو توجيه حركة الإنترنت أو التحضير لهجمات مستقبلية. وعلّق ستيفن أداير، مؤسس شركة الأمن السيبراني (Volexity)، بأن اختراق أجهزة التوجيه الأساسية قد يمنح القراصنة القدرة على سرقة معلومات حساسة أو تنفيذ أنشطة خبيثة أخرى.
وصف غلين غيرستل، المستشار العام السابق لوكالة الأمن القومي، هذا الاختراق بأنه جريء بشكل خاص، مشيراً إلى أن الصين انتقلت من سرقة الأسرار الصناعية والعسكرية إلى اختراق البنية التحتية الحيوية. وأضاف: «يبدو الآن أنهم يخترقون قلب الحياة الرقمية في أميركا».
ويأتي هذا الاختراق بعد عدة حوادث بارزة أخرى مرتبطة في الصين، حيث أعلنت السلطات الأميركية، الأسبوع الماضي، عن إحباط شبكة تضم أكثر من 200,000 جهاز توجيه وكاميرات وأجهزة متصلة بالإنترنت، استُخدمت كمدخل إلى الشبكات الأميركية بواسطة مجموعة قرصنة صينية تُعرف باسم «فلاكس تايفون».
وتسلّط هذه الحوادث الضوء على الاتجاه المتزايد في العمليات السيبرانية الصينية، والتي تمثل تهديداً متزايداً للبنية التحتية الوطنية، وقد تثير القلق حول الأمن القومي، لا سيما في ظل تزايد التوترات الجيوسياسية.
وفي يناير الماضي، أحبطت الوكالات الفيدرالية هجوم «فولت تايفون»، وهي حملة أخرى مرتبطة بالصين كانت تسعى للتسلل إلى البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة بشكل سري. ووصف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، البرنامج الصيني للقرصنة بأنه الأكبر في العالم، محذراً من أن أنشطة الصين السيبرانية تتجاوز مجمل الأنشطة التي تقوم بها الدول الكبرى الأخرى.
بينما كانت عمليات «فولت تايفون» تركز على التحضير لهجمات مستقبلية، أشار التقرير إلى أن نشاط «سولت تايفون» يركز بشكل أكبر على جمع المعلومات الاستخباراتية، وفق مصادر الصحيفة.
من جانبها، نفت الصين، مراراً وتكراراً، أي تورط في الهجمات السيبرانية ضد الولايات المتحدة. وفي بيان صدر، يوم الأربعاء، اتهم ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، وكالات الاستخبارات الأميركية، وشركات الأمن السيبراني، بـ«التعاون، سراً، لتلفيق أدلة كاذبة» تُلقي باللوم على الحكومة الصينية في الهجمات الإلكترونية ضد الولايات المتحدة.