نفذت شنغهاي سلسلة من الإجراءات لجذب الأجانب من أجل استعادة زخم المغتربين الذي توقف بسبب الإغلاق المطول الذي فرض على المدينة، كجزء من سياسة "صفر كوفيد" في البلاد. ويبدو أنها نجحت، على الأقل بالنسبة للسياح، إذ من الصعب إقناع المغتربين بالعودة، كما تشير صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، بسبب ما يعتبره البعض شعوراً بعدم الأمان والافتقار النسبي لفرص العمل.
علاوة على ذلك، وباستثناء بعض القطاعات، فالرواتب ليست عالية في الصين بما يكفي بالنسبة لمعظم الأجانب. وفي ما يتعلق بالاستثمارات الأجنبية، فقد اتخذت شنغهاي إجراءات تخفيفية، ولكن لا يمكن قياس مفعول هذه الإجراءات حتى الآن في ما يتعلّق بعودة المغتربين.
كما أن تكلفة المعيشة باهظة الثمن. وأظهر مسح لمستويات المعيشة أن الصين تضم العدد الأكبر من المدن المدرجة بقائمة أغلى 20 مدينة بالنسبة إلى الوافدين الأجانب في نطاق آسيا والمحيط الهادي في ظل ارتفاع قيمة اليوان مقابل العملات الأخرى.
وقالت شركة "إي سي إيه إنترناشيونال" للاستشارات - التي تتخذ من لندن مقرا لها - إن قائمة أغلى 20 مدينة آسيوية شملت 11 مدينة صينية، من بينها هونغ كونغ وشنغهاي.
وقال ماكس موديستي، وهو إيطالي شارك في ملكية مطعم إيطالي لمدة أحد عشر عاماً، إن إغلاق عام 2022 ترك أثراً سلبياً في شنغهاي. وقالت أندريا، وهي مغتربة بريطانية تشعر وكأنها في بيتها في شنغهاي، حيث عاشت لأكثر من عقد من الزمن، ومكثت فيه خلال فترة عمليات الإغلاق، وقامت ببعض الأعمال لكسب المال" لم يعد أحد من أصدقائي وهم لا يزالون يقولون لي"لماذا لم تغادري حتى الآن".
وأندريا، وهي معلمة اللغة الإنجليزية، تفكّر الآن في مغادرة الصين، لأن الفرص المهنية، على حد قولها، أصبحت نادرة. ويوضح الموقع الإخباري "إنها ترى ذلك نتيجة لانخفاض معدل المواليد في الصين وإغلاق المدارس الدولية في السنوات الأخيرة".
