دور الاستثمارات الإماراتية
قال مسؤولون وخبراء يعملون في السياحة المصرية، أن التصعيد العسكري الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، خالف التوقعات ولم يؤثر على السياحة الوافدة إلى مصر حتى الآن.
د.حسام هزاع، الخبير السياحي وعضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، أكد في تصريحاته لـ «إرم بزنس»، أن الحرب الإسرائيلية الحالية في لبنان وغزة لم تصل إلى حرب إقليمية، ولم تصل تأثيراتها بعد إلى السياحة الوافدة، إذ لم يتم رصد حالات إلغاء رحلات سياحية لمصر، إلا بنسبة قليلة للغاية لا تتخطى 7 في المئة.
وأرجع ذلك إلى عدة أسباب، أهمها علاقة مصر الدبلوماسية التي وصفها بالممتازة بدول المحيط ودول الخليج العربي، وأوروبا والصين والهند، وهو ترسيخ لمقولة تاريخية متداولة بين العاملين في السياحة، بأن «السياحة سياسة والعكس صحيح، وكلاهما يكمل الآخر».
وقال هزاع ، إن توقعات الحكومة المصرية، كانت تُشير إلى استقبال 18 مليون سائح في العام الحالي 2024، وصل منهم في الشهور الستة الأولى 7 ملايين سائح، بإيرادات بلغت 6 مليار و 600 مليون دولار وبمعدل إقامة وصل 70 مليون ليلة سياحية، وفي شهر يوليو الماضي، استقبلت مصر مليون سائح، متوقعاً أن ينتهي عام 2024 وقد وصل عدد السائحين لمصر قرابة 15 مليون زائر ليتم تكرار ما حدث في عام 2023 عندما وصل عدد السياح إلى قرابة 15 مليون بإيرادات بلغت 13.60 مليار دولار.
وتوقع أن ينتهي عام 2024 وقد وصل عدد السائحين لمصر قرابة 14 مليون زائر، ليتم تكرار ما حدث في عام 2010 عندما وصل عدد السائحين الأجانب في مصر إلى 14.60 مليون سائح، بإيرادات بلغت 13 مليارا و600 مليون دولار آنذاك.
وكان، عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لتنشيط السياحة التابعة لوزارة السياحة والآثار المصرية، قد توقع في أغسطس الماضي، وصول إيرادات السياحة في نهاية العام الجاري لمبلغ 14 مليار دولار.
وشهدت الشهور السبعة الأولى من العام الجاري، نمو السياحة الصينية الوافدة بنسبة 60 في المئة، بسبب زيادة الرحلات الصينية إلى مصر هذا العام، بمعدل 28 رحلة أسبوعية، فيما استمر نمو السياحة اليابانية بنسبة وصلت إلى 70 في المئة.
وأرجع الخبير المصري، استقرار السياحة الخارجية القادمة لمصر، إلى الحوافز التي قدمتها الحكومة المصرية لتنشيط السياحة، مثل توسعة الطاقات الاستيعابية للمطارات، والغرف السياحية، وإنشاء مطارات جديدة مهمة مثل مطار «سفنكس»، الذي يخدم السائحين القادمين نحو الساحل الشمالي ومنطقة الأهرامات التاريخية وما حولها.
كما تم زيادة الغرف السياحية إلى 230 ألف غرفة سياحية، منها 50 ألف غرفة في مدينة الغردقة ومثلها في مدينة شرم الشيخ، و3 آلاف غرفة في الساحل الشمالي، المتوقع له زيادة تصل إلى نحو 5 آلاف غرفة سياحية بسبب عديد المشاريع العقارية الكبرى وعلى رأسها مشروع «رأس الحكمة».
ولفت هزاع، إلى الأهمية الكبيرة لطيران «الشارتر»، منخفض التكاليف، في قدوم السياحة الأجنبية إلى مصر، وتقوم الدولة بدعمه بشكل كبير لا سيما في ظل الظروف «الجيوساسية» في الشرق الأوسط.
ويبدأ الموسم الشتوي السياحي لمصر في الأول من أكتوبر وحتى أول مايو من كل عام، وهو الموسم الأهم في الدخل القومي الناتج عن السياحة، حيث يسمى بـ«موسم السياحة الثقافية»، الأكثر تحقيقا للإيرادات بسبب نوعية السائحين في هذا الموسم، وأغلبهم من الأوروبيين الغربيين.
وأوضح هزاع أن الألمان هم الأكثر قدوماً لمصر في عام 2023، بمليون و600 ألف سائح، أما الروس فقد وصلوا الى مليون ونصف في عام 2023، والسعوديين بمليون سائح.
وأكد، عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن من أهم أسباب استقرار الوضع السياحي في مصر، هو التحول للرقمنة في الدعاية لمعالمها السياحية، والابتعاد عن الطرق الروتينية القديمة، فآراء السائحين على المواقع الكبرى العالمية تمثل 95 في المئة من الدعاية السياحية لأي بلد.
وشهد العام المنصرم أكبر نسبة نمو سياحي لمصر في تاريخها، بقدوم 14.90 مليون سائح، ليتخطى الرقم القياسي المُسجل عام 2010، بتوافد 14.731 مليون سائح.
وفي العام الماضي أيضاً، جاءت مصر في المركز الحادي والستين على العالم كأفضل الدول السياحية بحسب «مؤشر تنمية السفر والسياحة»، والخامسة عربياً بمعدل 3.96 فيما جاءت الإمارات في المرتبة الأولى عربياً بنسبة بلغت 4.62 عن العام الماضي، وحلت في المركز الثامن عشر عالمياً.
يقول حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية، لـ«إرم بزنس»، إن الحرب الحالية في الشرق الأوسط لها تأثير سلبي على حركة السياحة في المنطقة بشكل عام، ورغم أن مصر تعتبر وجهة سياحية آمنة نسبيًا مقارنة بدول أخرى في المنطقة، إلا أن بعض الدول قد تُصدر تحذيرات سفر أو تؤجل خطط السياحة إلى مصر بسبب القلق من تداعيات الحرب.
وأضاف أنه مع اقتراب فصلي الخريف والشتاء، واللذان يشهدان دائماً تدفقًا كبيرًا للسياح إلى مدن مثل شرم الشيخ والغردقة، قد نشهد تراجعًا طفيفًا في أعداد السياح القادمين من الدول المتأثرة مباشرة بالحرب، مؤكداً أنه رغم ذلك، تظل مصر وجهة سياحية مفضلة للسياح الأوروبيين والروس، ما يساهم في تقليل التأثيرات السلبية المحتملة.
ولفت إلى الانتعاش الملحوظ للسياحة الصيفية خلال العامين الماضيين، مدعومًا بالاستثمارات الإماراتية المتزايدة في قطاع الفنادق والمنتجعات، وهي استثمارات لم تقتصر على تعزيز البنية التحتية السياحية فقط، بل أسهمت أيضًا في تعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية، وجذب السياحة الخليجية.
وشهد العام الحالي، ارتفاع نسبة السائحين الخليجيين إلى مصر بنسبة تصل إلى 35% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي التي شهدت قرابة 29 في المئة.
هاني أسامة، الشريك المساهم لشركة «تيز تور مصر»، صرح لـ«إرم بزنس»، أن مصر تتطلع إلى انعاش السياحة رغم التحديات الإقليمية في ظل الظروف الجيوسياسية المحيطة، والنزاعات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط.
أما، حسن جمال فايد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة فايد للسياحة ، فأكد لـ«إرم بزنس»، أن شركته تلقت طلبات متزايدة من شركات سياحية أوروبية لترتيب رحلات لمواطنيها في مصر، خصوصاً في الفترة من أكتوبر الحالي حتى منتصف يناير، موضحاً أن نسبة الإشغال الحالية في القاهرة والبحر الأحمر والأقصر وأسوان تتخطى نسبة الـ51 في المئة مقارنة بنفس الفترة في العام الماضي التي وصلت إلى 46 في المئة.
وحسب موقع «Statista»، المختص في تقديم الإحصائيات في كافة المجالات، فإن عدد القوى العاملة المصرية في مجالات السياحة وصل إلى 2.4 مليون شخص نهاية عام 2022.