وتتزايد أعداد المصابين بالأمراض النفسية والعقلية حول العالم بشكل سنوي، إذ وجد تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية أن جائحة كوفيد وحدها تسببت في زيادة بنسبة 25 في المئة في القلق العام والاكتئاب، ولا تنفصل الأوضاع الاقتصادية عن مسببات هذه الأمراض حيث أظهر تقرير الصحة العقلية العالمي لمنظمة الصحة في عام 2022 أنه من بين مليار شخص يعانون من اضطراب عقلي في عام 2019 عانى 15 في المئة من البالغين في سن العمل من مرض عقلي، إذ يساهم العمل بتضخيم القضايا المجتمعية التي تؤثر سلباً على الصحة النفسية بما في ذلك التمييز وعدم المساواة.
وعاني في أمريكا عام 2020 نحو 21 في المئة من البالغين من حالة صحية نفسية، وبحسب دراسة في العام ذاته أجرتها شركة "كريديت سيسيم" فإن 82 % ممن تراكمت عليهم الديون في الولايات المتحدة شعروا بالضغط النفسي والإرهاق.
12 مليار يوم عمل تضيع سنوياً بسبب الاكتئاب والقلقالأمم المتحدة
خسارة اقتصادية باهظة
وما زالت فاتورة الأمراض النفسية التي يعاني منها العاملين باهظة على الاقتصاد، إذ أعلنت الأمم المتحدة أن ما يقدر بنحو 12 مليار يوم عمل تضيع سنوياً بسبب الاكتئاب والقلق مما يكلف الاقتصاد العالمي ما يقرب من تريليون دولار.
ولذلك حددت منظمات أممية توجيهات واستراتيجيات عالمية جديدة بشأن الصحة النفسية في العمل.
200 دولار جلسة العلاج
وحول تكلفة العلاج النفسي، ففي الولايات المتحدة نجد أن جلسة العلاج الواحدة عادة ما تكلف بالمتوسط من 100 إلى 200 دولار أميركي وتختلف بحسب المعالج والطبيب ودرجته العلمية وكذلك مكان تلقي العلاج هل في المدن أو الأماكن الريفية.
وفي عام 2022 أنفقت أمريكا نحو 280 مليار دولار على الصحة العقلية وفقاً لأرقام إدارة خدمات إساءة استخدام العقاقير والصحة العقلية.
40 % من المرضى الأميركيين يحتاجون مساعدة مالية للعلاج النفسيدراسة طبية
تأمين الصحة النفسية
ورغم تغيطة التأمين الطبي لأجزاء من فواتير علاج أصحابها إلا أن الإحصائيات كشفت أن 59 في المئة فقط من الأطباء النفسيين يقبلون بهذا التأمين الخاص بالمرضى.
وبحسب "Verywell Mind" فإن ما يقرب من 40 في المئة من البالغين المرضى في الولايات المتحدة يحتاجون لمساعدة مالية لتلقى العلاج.
ميزانيات الصحة النفسية
وفي الإطار نفسه كشفت تقارير أممية عن نقص عالمي مزمن في موارد الصحة النفسية في عام 2020 حيث أنفقت الحكومات عالمياً ما متوسطه 2 في المئة فقط من الميزانيات الطبية على الصحة النفسية بينما استثمرت البلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى أقل من 1٪.