رفعت شركة «هواوي» الصينية قوة معالجاتها لتنافس مجموعة «إنفيديا» قريباً، مما قد يجعلها في المركز الثاني. السيناريو الكارثي يبدو أنه يلوح في الأفق بالنسبة للشركة الأميركية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.
فقبل بضعة أسابيع، كشفت «إنفيديا» عن القيود الحكومية الجديدة على تصدير بعض رقائقها، بما في ذلك H20، التي تعد أساسية لتطوير الذكاء الاصطناعي في الصين. في هذه الأثناء، وجهت «هواوي» ضربة قوية بالإعلان عن إطلاق رقائق ذكاء اصطناعي جديدة وخوادم منافسة مباشرة لحلول الذكاء الاصطناعي الأميركي في السوق الصينية.
وفي مقالته المتعلقة بالقيود الجديدة، أشار موقع «زون بورص» إلى الأهمية الاستراتيجية للرقاقة H20 في الصين. للتذكير، سوق الذكاء الاصطناعي في الصين في ازدهار مستمر، ويمثل مكاناً مركزياً في تجارة معالجات جي بي يو. إن الحظر على بيع H20 في الصين يترك فراغاً كبيراً يستعد «هواوي» لملئه.
وتستعد الشركة الصينية لإطلاق رقائقها 910C وخوادمها CloudMatrix 384، المصممة لتتنافس مباشرة مع GB200 من «إنفيديا». من الناحية التقنية، لا تقدم رقائق 910C سوى ثلث قدرة رقاقة Blackwell من «إنفيديا». ومع ذلك، تعوض «هواوي» هذه النقطة من خلال دمج خمسة أضعاف عدد المعالجات جي بي يو في كل خادم مقارنة بمنافسها الأميركي. النتيجة: سيكون خادم هواوي المقبل أقوى بمرتين من خادم «إنفيديا».
لكن لهذه الاستراتيجية عيباً: فكلما زاد عدد معالجات جي بي يو، زاد أيضاً استهلاك الطاقة بشكل كبير. ومع ذلك، تعرف «هواوي» إلى من توجه منتجاتها. الصين، أكبر منتج للطاقة في العالم، تفضل الآن القوة حتى وإن كانت تعني زيادة الاستهلاك.
مع هذه المجموعة الجديدة، تهدف مجموعة «هواوي» إلى تعزيز موقعها، خاصة مع رقاقة Ascend 920 المستقبلية، أول رقاقة صينية تستفيد من تقنية التصنيع بدقة 6 نانومتر من تي إس إم سي. ومن المتوقع أن تصل هذه الرقاقة في النصف الثاني من عام 2025، وهي الآن قيد الاختبار لدى DeepSeek.
ويعد تصنيع هذه الرقاقة لغزاً حقيقياً بالنسبة للشركات الأميركية، إذ إن الشركة من المفترض أن تكون ممنوعة من التعاون مع شركة «تي إس إم سي» منذ عام 2020 بعد أن أُدْرِجَت في القائمة السوداء من قبل الولايات المتحدة. وللتغلب على هذه القيود، يُعتقد أن هواوي تعتمد على شركات واجهة. وقد تم كشف النقاب عن إحدى هذه الشركات من خلال تحقيق أجرته شركة TechInsights المتخصصة، لكن العديد من الشركات الأخرى لا تزال غير مرئية.
ولا تزال الاعتمادية على التقنيات الأجنبية المتقدمة تشكل تحدياً حاسماً للصين. تسعى الشركات الصينية جاهدة لإيجاد استراتيجيات تتيح لها الوصول إلى التقنيات المعقدة، من خلال تكوين مخزونات كبيرة قبل تشديد القيود المحتمل. وهذه الوضعية تتيح الآن للمنافسين لـ«إنفيديا» النمو في سوق الذكاء الاصطناعي الصيني الناشئ.