قد يكون للانتخابات الكندية الراهنة تأثير كبير على الدولار الكندي (CAD) بسبب عدم اليقين بشأن العلاقات التجارية والسياسة النقدية. فقد أضفى التحول السياسي، بما في ذلك استبدال جاستن ترودو بمارك كارني، حيوية على آفاق الحزب الليبرالي، مما يزيد تعقيد نتيجة الانتخابات.
فوز الحزب المحافظ قد يعزز من قوة الدولار الكندي من خلال استعادة التفاؤل بشأن اتفاقيات التجارة بحسب موقع إف إكس ستريت، في حين أن فوز الحزب الليبرالي قد يؤدي إلى تفاقم التوترات التجارية ويضعف الدولار الكندي أكثر. كما أن التكهنات حول احتمال خفض سعر الفائدة من قبل بنك كندا تضيف مزيداً من الضغط على الدولار الكندي مع استمرار تراجع التضخم.
في أوائل عام 2025، تعرض الدولار الكندي لضغوط، حيث ارتفع زوج USD/CAD بشكل حاد. بحلول فبراير، قفز الزوج إلى مستوى 1.4792، وهو أعلى مستوى منذ عام 2000، وكان المحرك الرئيس لهذا الارتفاع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية والمكسيكية، مما أثار مخاوف من تأثيرات تجارية سلبية كبيرة.
ومع ذلك، عندما أشار القياديون المحافظون في كندا إلى إمكانية تهدئة التوترات التجارية، تم تأجيل فرض تلك الرسوم. الآن، يعتمد تنفيذها على نتيجة المفاوضات الجارية بين البلدين، بالإضافة إلى نتائج الانتخابات الفيدرالية الكندية.
ومن المرجح أن يعيد فوز الحزب المحافظ التفاؤل بشأن اتفاقيات التجارة، مما قد يعزز الدولار الكندي ويتسبب في تراجع زوج USD/CAD. من ناحية أخرى، إذا فاز حزب يساري، فقد يؤدي تجدد الاحتكاك التجاري إلى مزيد من الضغط على الدولار الكندي، مما يدفع USD/CAD إلى كسر مستويات الدعم الرئيسية.
في بداية العام، كانت الاستطلاعات تشير إلى فوز كبير للحزب المحافظ، وذلك بسبب استياء الجمهور من السياسات المتعلقة بالإسكان والهجرة والثقافة تحت قيادة الحزب الليبرالي الطويلة بقيادة جاستن ترودو.
ومع ذلك، شهدت الساحة السياسية تحولاً دراماتيكياً عندما استبدل الحزب الليبرالي ترودو بمارك كارني، وهو ما أعاد تنشيط آفاق الحزب الليبرالي. في الوقت نفسه، انهار الحزب الديمقراطي الجديد اليساري في الاستطلاعات، مما أعاد تشكيل السباق الانتخابي.
كان بيير بويليفر، زعيم الحزب المحافظ، يعاني في البداية من صعوبة في التواصل مع الناخبين بشأن القضايا الرئيسية، مما سمح لليبراليين باستعادة بعض من قوتهم. نتيجة لذلك، أصبحت نتيجة الانتخابات أقل يقيناً الآن مما كانت عليه قبل بضعة أشهر.
بالإضافة إلى ذلك، يستمر التضخم في كندا في التراجع، وتزداد التكهنات حول إمكانية قيام بنك كندا بخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب. إذا تم تأكيد ذلك، فإن خفض الفائدة سيزيد ضعف الدولار الكندي مقابل نظيره الأمريكي. ومع تحول الرياح السياسية وتزايد عدم اليقين بشأن السياسة النقدية، يجد الدولار الكندي نفسه في مفترق طرق حاسم. قد يوفر فوز الحزب المحافظ بعض الراحة للدولار الكندي، بينما قد يفتح ظهور الحزب الليبرالي المجال لمزيد من المكاسب لزوج USD/CAD.