اﻷحد 13 أبريل 2025 ص
شهد الربع الأول من عام 2025 تحولات كبرى في مشهد الاستثمار الجريء بالمنطقة، إذ تصدرت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة المشهد بجدارة، مستقطبتين معاً ما يقارب 90% من إجمالي الاستثمارات في الشركات الناشئة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقاً لتقرير حديث صادر عن منصة «ومضة» (Wamda) بالتعاون مع «ديجيتال دايجست» (Digital Digest)، حول الاستثمارات في الشركات الناشئة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وشهد قطاع الاستثمار الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا انتعاشاً ملحوظاً خلال الربع الأول من عام 2025، إذ تجاوزت قيمة الاستثمارات المعلنة 475 مليون دولار توزعت على 58 صفقة، بزيادة قدرها 40% مقارنة بالربع الأول من 2024.
وجاء هذا الانتعاش بعد تراجع كبير سجله القطاع في العام الماضي، ما يشير إلى عودة الثقة تدريجياً في بيئة الشركات الناشئة.
سجلت المملكة العربية السعودية استثمارات جريئة تجاوزت 283 مليون دولار خلال الربع الأول فقط، موزعة على 38 صفقة، ما يعادل 59.6% من إجمالي التمويلات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وجاءت جولة شركة «تابي» (Tabby) وحدها بقيمة 160 مليون دولار كأكبر صفقة معلنة في المنطقة، تليها دولة الإمارات بـ 142.5 مليون دولار من خلال 20 صفقة، أبرزها كانت جولة «نيم كارد» (NymCard) بقيمة 33 مليون دولار. وبهذا تكون الدولتان قد استحوذتا معاً على نحو 90% من إجمالي الاستثمار الجريء في المنطقة خلال الربع الأول.
وجاءت مصر في المركز الثالث من حيث قيمة الاستثمار الجريء في المنطقة خلال الربع الأول من عام 2025، إذ بلغت استثماراتها نحو 36.4 مليون دولار موزعة على 9 صفقات، محققة بذلك نمواً سنوياً بنسبة 65.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وفي حين أن عدد الصفقات أقل من السعودية والإمارات، إلا أن قيمة التمويل تشير إلى تحسّن في ثقة المستثمرين بالسوق المصرية.
أما سلطنة عُمان، فقد سجلت 4 صفقات استثمارية بقيمة 5.8 مليون دولار، بينما شهدت تونس نشاطاً محدوداً لكنه ملحوظ من خلال 4 صفقات بقيمة 2.7 مليون دولار.
أما المغرب فقد جمعت 3 صفقات بقيمة 1.6 مليون دولار، معظمها في مراحل التمويل المبكر، مما يشير إلى بداية تشكّل منظومات ناشئة خارج المراكز التقليدية.
للمرة الأولى، قفز قطاع الذكاء الاصطناعي إلى المراتب العليا من حيث الاستثمارات الجريئة في المنطقة، إذ حصلت 14 شركة ناشئة تعمل في هذا المجال على تمويلات خلال الربع، معظمها في السعودية والإمارات. وهو ما يعكس تحوّلاً جوهرياً في أولويات المستثمرين واتجاهات السوق.
وإلى جانب استمرار هيمنة التقنية المالية، التي استحوذت على 283.9 مليون دولار من الاستثمارات (نحو 61% من الإجمالي)، برز الذكاء الاصطناعي كأحد أسرع القطاعات نمواً، مسجلاً تمويلات بقيمة 25.5 مليون دولار، بزيادة سنوية ضخمة بلغت 536%.
أما قطاع التقنية العقارية، فقد سجل هو الآخر أداءً قوياً، جامعاً استثمارات بقيمة 57.7 مليون دولار، ما يشير إلى تنوع في اتجاهات المستثمرين نحو حلول رقمية تمس الاقتصاد المعيشي المباشر.
قادت الصناديق المحلية في السعودية والإمارات حركة الاستثمار، فقد برزت «واعد» (WAED) و«رائد» (RAED) في السعودية، و«شروق بارتنرز» (Shorooq Partners) في الإمارات. كما شاركت صناديق عالمية مثل «500 غلوبال» (500 Global) و «كيو إي دي إنفستورز» (QED Investors) في دعم الشركات الناشئة بالمنطقة.
أما على مستوى صفقات الاستحواذ، فقد تم تسجيل 9 عمليات في الربع الأول، أبرزها استحواذ شركة Pinewood البريطانية على شركة Zees الإماراتية مقابل 24 مليون دولار، في حين استحوذت "طلبات" على «إنستاشوب» في صفقة أخرى بقيمة 23 مليون دولار.
