قال وزير الدولة للتجارة الخارجية الإماراتي، ثاني بن أحمد الزيودي، إن الإمارات استقطبت 30.7 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية خلال 2023 لتحتل المرتبة 11 عالمياً في مؤشر تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر، كما صارت في المرتبة الـ16 عالمياً كأكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر، مشيراً إلى أن الإمارات خصصت خلال عام 2023 ما قيمته 32.3 مليار دولار لمشاريع دولية في العديد من الأسواق النامية، تشمل البنية التحتية والطاقة والتعليم والصحة.
الزيودي أوضح خلال كلمته اليوم الاثنين في افتتاح قمة «AIM» للاستثمار 2025، تحت شعار «خارطة مستقبل الاستثمار العالمي: الاتجاه الجديد للمشهد الاستثماري العالمي، نحو نظام عالمي متوازن»، أن دولة الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها محركاً رئيساً للتنمية وشريكاً محورياً في الاستثمار المؤثر عالمياً.
وتستمر القمة حتى 9 أبريل الجاري، في مركز أدنيك أبوظبي، بمشاركة أكثر من 20 ألف مشارك من 180 دولة حول العالم.
استعرض الزيودي ثلاثة قطاعات رئيسة تشكل نماذج حية على مساهمة الدولة في التحول الاقتصادي العالمي:
أكد الزيودي أن الإمارات تمضي قدماً في تنفيذ أجندة انتقال الطاقة ودعم سلاسل التوريد للأسواق الناشئة، مشيراً إلى أن برنامج التجارة الخارجية الوطني أسهم في تعزيز النمو الاقتصادي من خلال توقيع اتفاقيات شراكة مع 27 دولة وشريكاً تجارياً، وخلق منصات تعاون بين المصدرين والمستثمرين من القطاع الخاص.
كما شدد الوزير على أن نموذج الإمارات في الاستثمار المؤثر لا يمثل فقط استراتيجية وطنية، بل يُشكل نموذجاً عالمياً جديداً يتكامل فيه النمو الاقتصادي مع التنمية الاجتماعية والاستقرار الدولي، داعياً إلى التزام جماعي نحو بناء مستقبل استثماري أكثر استدامة وشمولاً.
خلال كلمته تطرق الرئيس الأرميني فاهاغن خاتشاتوريان، إلى التحديات العالمية الحالية مثل التغير المناخي والتغيرات الجيوسياسية التي تلقي بظلالها على الدول كافة وأيضاً السياسات الحمائية المتسارعة والمتغيرة التي تخلق بدورها شعوراً بعدم اليقين وغيرها من التحديات التي تحتاج إلى وقفة حقيقية من خلال الاستثمار، وقال خاتشاتوريان، إن هناك حاجة للالتزام الجماعي أمام المجتمع الدولي بمجابهة تلك التحديات من خلال الاستثمار في البنية التحتية والقانون والتركيز على تطوير المواهب الشابة وإمدادهم بأدوات الذكاء الاصطناعي والابتكار.
واستشهد خاتشاتوريان ببلاده كأبرز بيئات الاستثمار التكنولوجي ما يسهم بشكل مباشر في الاستثمار وبيئة الأعمال التي تنفذها السلطات وبيئة الأعمال، قائلاً «إن أرمينيا وخلال السنوات الأخيرة مؤشرات عالية في الحريات الاقتصادية والشراكات الاستثنائية مع أكثر من 40 دولة من بينها الإمارات، كما توفر أرمينيا منصة للأسواق الرقمية مبدياً استعداد بلاده لتبادل الخبرات والتقنيات والمشاريع.
كما تحدث عن الفكرة الرئيسة لمشروع منطقة جانوب القوقاز والتي ستسهم بدورها في تفعيل الاتصالات بين الشعوب حيث يتركز الشروع على إصلاح خطوط الأنابيب والاتصالات والبنى التحتية.
في السياق، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن قمة الاستثمار تعد فرصة كبيرة للدول التي تعمل على تعزيز دور الاقتصاد الكامل في التنمية ودفع عجلة الاقتصاد العالمي، مضيفاً أن العديد من الدول العربية خطت خطوات كبيرة لتعزية أعمالها التي تسهم بنهاية الأمر إلى دفع حركة الاستثمار، إيمانا بأن الاستثمار يسهم في تنمية قطاعات حيوية مثل قطاع الصحة والتكنولوجيا والمناخ، وخلال كلمته الافتتاحية أشار إلى دور القمة في تعزيز التعاون في مجال الاقتصاد الأخضر والتكنولوجيا المتقدمة والصناعات المتحولة.
كما أشار أبو الغيط إلى التحديات التي تواجه الاقتصادات اليوم، مطالباً في كلمته، بصياغة مقاربة جديدة تقوم على سياسة الانفتاح لا الانغلاق، وموجات من التحول الرقمي والابتكار، وبالتحديد الذكاء الاصطناعي.
أبو الغيط تابع «على الرغم من التحديات العالمية، تسير الإمارات في اتجاه واضح نحو تعزيز مكانتها مركزا استثماريا عالميا بديلا وذكيا. فبينما تعاني القوى الكبرى من الارتباك السياسي والاقتصادي، توفر أبوظبي نموذجاً للاستقرار الاستراتيجي، مستفيدة من سياسة تنويع الاقتصاد واستقطاب الكفاءات والبنية الرقمية»..